Emarat Alyoum

14 ألف درهم تحرم «عمر» من شهادة الميلاد

التاريخ:: 09 أغسطس 2017
المصدر: عائشة المنصوري ــــ دبي
14 ألف درهم تحرم «عمر»   من شهادة الميلاد

شعرت (أم عمر) بمشكلات صحية حرمتها النوم في بداية الشهر التاسع من الحمل، واعتقدت في البداية أنها متاعب حمل عادية، لكن الآلام زادت حدتها بصورة لا تحتمل، فلجأت إلى مستشفى العين في حالة سيئة، وقرر الأطباء إجراء عملية ولادة طارئة ومبكرة، نتيجة وجود مشكلة في المشيمة، أدت إلى توقف وصول الدم إلى الجنين، وحدوث نقص في الأوكسجين ما يهدد حياته بالخطر.

الطبيب اضطر إلى إجراء ولادة قيصرية فورية لأن حياة «عمر» كانت معرّضة للخطر.


ولادة مبكرة

أفاد التقرير الطبي الصادر عن مستشفى العين، وحصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، بأن «(أم عمر) دخلت المستشفى تعاني مشكلات صحية في بداية الشهر التاسع من الحمل، بسبب تعرض الجنين لنقص في وصول الأوكسجين، ما اضطر الأطباء إلى إجراء عملية ولادة مبكرة».

وبالكشف على المولود تبين وجود تسارع في دقات القلب نتيجة نقص في وصول الأوكسجين إليه، ما استدعى مكوثه في قسم العناية المركزة لمتابعته بصورة مستمرة، حتى تتحسن حالته الصحية، وبقي تحت الملاحظة والمتابعة المستمرة من قبل الأطباء حتى استقرت حالته الصحية.

واتخذ الأطباء قرارهم بعدما أكدت التحاليل الطبية والأشعة أن حياة الجنين والأم ستكون عرضة للخطر في حال استمرار الحمل، إلا أن المرأة وجدت نفسها إزاء مشكلة من نوع آخر، إذ تجاوزت الكلفة حدود إمكاناتها المالية المتواضعة، إذ بلغت كلفة عملية الولادة القيصرية 19 ألفاً و39 درهماً، عجزت عن سدادها وتكفلت «الهلال الأحمر الإماراتي» بسداد 5000 درهم من قيمة العملية، وتبقى عليها مبلغ 14 ألفاً و39 درهماً، الأمر الذي حال دون استخراج شهادة ميلاد لطفلها الأول (عمر)، لذا تناشد أهل الخير مساعدتها في سداد بقية كلفة العملية والعلاج.

وتفصيلاً، قالت (أم عمر) «توفي والداي في عام 2009، حيث كنت الابنة الوحيدة لهما، ومكثت وحيدة لمدة خمسة أشهر في السودان أبحث عن عمل أستطيع من خلاله إعالة نفسي، لكن لم أتمكن، وأثناء فترة بحثي عن عمل كنت على تواصل دائم مع إحدى قريباتي التي تقيم مع أسرتها في دولة الإمارات، وطلبت مني القدوم إلى الدولة لعدم وجود أي معيل لي في السودان».

وتابعت «حضرت إلى الإمارات وبدأت مشوار البحث عن عمل أستطيع من خلاله مساعدة نفسي، وأخيراً حصلت على مصدر بسيط للدخل من خلال تقديم دروس خصوصية لبعض الطلاب، واستطعت ترتيب بعض أمور حياتي، وأثناء الإجازة الصيفية قررت الذهاب إلى السودان، وهناك تقدم لي أحد أقربائي لخطبتي وتمت الخطبة والزواج خلال فترة قصيرة».

وأضافت: «قررت العودة أنا وزوجي إلى الإمارات والعمل فيها، وبالفعل حضرنا إلى الدولة، وكنا نقيم في منزل أحد أقربائنا، وكنت حريصة على إعطاء الدروس الخصوصية، وزوجي كان يبحث عن عمل بشكل يومي، وخلال تلك الفترة حملت بطفلنا الأول، لكن زوجي لم يستطع الحصول على فرصة عمل، ما اضطره إلى العودة للسودان». وأضافت (أم عمر) «طوال فترة الحمل كنت أراجع إحدى العيادات الخاصة في مدينة العين بشكل دوري، وكانت الأمور جيدة ولم أشكُ من أي أعراض خلال ثمانية أشهر من الحمل، عند دخولي الشهر التاسع شعرت بمشكلات صحية، وتوجهت إلى مستشفى خاص قريب من المنزل، وتبين من خلال الفحوص والأشعة تعرض الجنين لنقص في الأوكسجين وتسارع في دقات القلب عن معدله الطبيعي، وقرر الأطباء إجراء عملية قيصرية مستعجلة خلال ‬24 ساعة حتى لا تتعرض حياة الطفل والأم للخطر». وتابعت: «قررت الذهاب إلى مستشفى العين، حيث أكد الطبيب أن حياتي وحياة الجنين معرضة للخطر ويجب إجراء عملية ولادة قيصرية فوراً، وتمت ولادة طفلي (عمر)، ووضعه في الحضانة لمدة يومين تحت الملاحظة المستمرة حتى تحسنت حالته الصحية». وقالت (أم عمر) إنها عند القيام بإجراءات الخروج من المستشفى أخبرتها إدارة المستشفى بضرورة دفع 19 ألفاً و39 درهماً تكاليف الولادة من أجل الحصول على شهادة ميلاد للطفل، لكنها لم تستطع تدبير المبلغ في ظروفها المالية الصعبة، خصوصاً أن دخلها بالكاد غطى مصروفات الحياة، وزوجها عاطل عن العمل ولا تستطيع تدبير قيمة فاتورة المستشفى. وذكرت أن «الهلال الأحمر» تكفلت بسداد 5000 درهم من قيمة العلاج، وتبقى عليها 14 ألفاً و39 درهماً، وعلى الرغم من ذلك عجزت عن تدبير بقية المبلغ، معربة عن أملها أن تمتد إليها أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة لمساعدتها في سداد بقية كلفة الولادة وعلاج طفلها (عمر) حتى تستطيع استخراج شهادة ميلاد له.