Emarat Alyoum

مستشفى خليفة في أم القيوين يوظف «روضة»

التاريخ:: 24 يناير 2013
المصدر: صبيحة الكتبي - دبي وأحمد المزاحمي - ام القيوين
مستشفى خليفة في أم القيوين يوظف «روضة»

وظف مستشفى الشيخ خليفة العام في أم القيوين، الطبيبة المواطنة روضة يوسف، في وظيفة إدارية بعيادة الأسنان في المستشفى، وستباشر عملها الأحد المقبل، إذ وقعت امس عقد تعيينها.

وكان حادثاَ مرورياَ حوّل حياة طبيبة الأسنان، روضة يوسف (‬42 عاماً)، إلى حياة صعبة، وأبعدها عن العمل، بسبب إصابتها بضعف تدريجي في حركتها، انتهى بفقد القدرة على الحركة بعد شهرين من الحادث، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، بل تواصلت الصعوبات التي صادفتها، لتجد نفسها، بعد مرور ثلاث سنوات من الحادث، وحيدة في مواجهة متطلبات أسرتها، وظروفها المعيشية الصعبة، ولم تستسلم لهذا الوضع، بل خاضت معركة طويلة مع المرض، حتى تمكنت من استعادة القدرة على الحركة، وبدأت البحث عن عمل.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت، أول من أمس، قصة معاناة روضة، وأكد مصدر مسؤول في مستشفى الشيخ خليفة العام في أم القيوين، أن مبادرة تعيينها جاءت تزامناً مع مبادرة «أبشر» في توظيف المواطنين، إذ تم تعيينها في وظيفة «مسؤولة تنظيم عمل أطباء الأسنان، نظراً لتخصصها العلمي، وستباشر عملها يوم الأحد المقبل بنصف دوام ولكن براتب دوام كامل.

وأعربت «روضة» عن سعادتها وشكرها العميقين لإدارة المستشفى، مشيرة إلى أن هذا الأمر ليس مستغرباً من جهات حكومية تسعى إلى توظيف المواطنين.

وكانت «روضة» أحيلت إلى التقاعد، بعد الحادث لتحصل على راتب تقاعدي ‬10 آلاف درهم، وأفادت «روضة» بأن هذا المبلغ لا يكفي للوفاء بالتزاماتها المالية، خصوصاً أنها تسدد ‬6000 درهم شهرياً للبنك، مؤكدة أن الإعاقة لم تمنعها مواصلة البحث عن وضع أفضل يتيح لها تحسين الوضع المعيشي لأسرتها التي تتكون من أربعة أبناء.

وتابعت «صحيح أنني أعيش حياة صعبة بسبب الإعاقة، لكني لم أسمح لليأس بأن يتغلب عليّ، وسعيت للتغلب على ظروفي الصحية، وكنت فقط أحتاج إلى وظيفة، وقبل ذلك أحتاج إلى من يصدق أن الإعاقة لا تعني عدم القدرة على الإنجاز»، شارحة أن «معظم الجهات رفضتني بسبب الإعاقة، والبعض رفض مقابلتي».

وأضافت «كنت أعمل سابقاً ممرضة في مستشفى خليفة في عجمان، وقررت أن أكون طبيبة، فالتحقت بكلية طب الأسنان في جامعة عجمان، وبذلت الجهد المطلوب لتحقيق حلمي، حتى نجحت في أن أكون طبيبة، على الرغم من كوني أماً لثلاثة أطفال ومطلقة، لكن هذا لم يمنعني الدراسة صباحاً، والعمل مساءً، حتى استكملت دراستي».

وتؤكد أنها تحملت كثيراً من الصعاب حتى تكون طبيبة أسنان، وبعد تخرجها عام ‬2004 عملت في مركز طبّ الأسنان الحكومي في الراشدية في عجمان، التابع لوزارة الصحة، وعملت طبيبة ثلاث سنوات، لكنها اضطرت إلى ترك العمل في المستشفى، بعد تعرضها للإعاقة، ومكثت في البيت عامين متواصلين، بحثت خلالهما عن عمل، لكن من دون جدوى، مضيفة أنها حصلت على عمل في إحدى الشركات الخاصة، بدوام جزئي أربع ساعات، ثم تركته بعد ستة أشهر لضعف الراتب، خصوصاً أنها تسدد الرسوم الجامعية لابنتها.

وتستعيد روضة الحادث المروري الذي تعرضت له قائلة إنه كان بسيطاً، لكني أصبت بصدمة، لأن قريبة لي كانت جالسة إلى جانبي قفزت من النافذة فجأة، وهو ما جعلني أشعر بالخوف، لاعتقادي أني أصبت إصابة بالغة، لكني لم أصب إلا برضوض خفيفة، وبعد الحادث بدأ الضعف يسري في عضلاتي، خصوصاً القسم الأيمن من جسمي، حتى فقدت الحركة، لكني أستطيع التحرك ببطء الآن.

وأكدت أنها تأقلمت مع إعاقتها، وتعرفت إلى أصدقاء جدد من ذوي الإعاقة بعد انضمامها إلى المراكز الخاصة بهم، وكانت ترغب في أن تكون جزءاً فاعلاً في المجتمع، وتدخل ميدان العمل من جديد، وهو «ما أتاحه لي مستشفى الشيخ خليفة في أم القيوين الآن.