Emarat Alyoum

انقاذ حياة مريض بمستشفى دبي في عملية قلب مفتوح استغرقت 6 ساعات

التاريخ:: 05 أغسطس 2017
المصدر: دبي - الإمارات اليوم
انقاذ حياة مريض بمستشفى دبي في عملية قلب مفتوح استغرقت 6 ساعات

تمكن فريق جراحة القلب والصدر بمستشفى دبي من انقاذ حياة مريض "29 سنة" في عملية قلب مفتوح استغرقت "6" ساعات متوالية بعد ان كان المريض يعاني من احتشاء وذبحات متتالية في عضلة القلب وهي أعراض نادرة في هذا العمر المبكر قد تتسبب في الوفاة.

وأشار استشاري جراحة القلب والصدر بمستشفى دبي الدكتور فوزي الصفدي الذي قام بإجراء عملية قلب مفتوح للمريض بالتعاون مع كل من استشاري جراحة القلب الصدر، الدكتور طارق عبدالعزيز وأخصائي جراحة القلب والصدر الدكتور مهند الأسعد وأخصائي أول تخدير الدكتور يحيى القرعلي الى خطورة الحالة المرضية في ظل وجود التغيرات التدريجية في حجم وشكل وهيكل ووظيفة القلب وخاصةً في المنطقة الامامية من عضلة البطين الأيسر، "موقع الاحتشاء"، والتي تتغذى من الشريان الأمامي الهابط، المسمى بشريان الحياة، حيث يتحول جدار تلك المنطقة نتيجة انسداد هذا الشريان، من كتلة عضلية طبيعية وقوية الى طبقة ليفية، ضعيفة وخالية من الحياة والوظيفة، لا تتحمل ضغط الدورة الدموية بنفس الطريقة التي تتحملها الأجزاء السليمة الأخرى، والأمر الذي يتسبب في التوسع والتمدد المستمر في جدار هذه المنطقة تحت تأثير ضغط الدم، اضافة الى تمدد البالون المطاطي، وبالتالي يتضاءل الشكل البيضاوي للقلب ويتحول للشكل الدائري، حيث تزيد كتلة وحجم البطين مما يؤدي الى ظهور جيب خارجيي عملاق من الدم المستنقع منبثق من البطين الايسر، يفوق في حجمه الجزء الطبيعي المتبقي من القلب، حيث يمكن لهذا الجيب ان ينفجر في أي لحظة، أو يتحول الى مصدر جلطات دماغية وغيرها بالإضافة الى تدهور وقصور في وظيفة عضلة القلب.

واوضح الدكتور الصفدي ان الفريق الطبي تمكن من اجراء عملية قلب مفتوح للمريض استغرقت "6" ساعات تمكن خلالها من ترميم البطين وتفادي قصور عضلة القلب مشيرا الى ان هذه العملية تعد من  العمليات الدقيقة وذات الخطورة العالية على حياة المريض.
   
وقال استشاري جراحة القلب والصدر بمستشفى دبي الدكتور طارق عبد العزيز ان الحل الوحيد في هذه المرحلة المتقدمة التي تهدد حياة المريض هو التدخل الجراحي السريع لاستئصال الجيب المستحدث وإعادة هيكلة القلب الى شكله البيضاوي الطبيعي، حيث ان الإبقاء على الشكل الدائري لغرفة ضخ الدم داخل البطين لا تنسجم مع طبيعة أداء القلب، ويؤدي الى حدوث درجة من القصور في عمل العضلة يتطور سلباً مع الزمن.

واوضح ان صعوبة العملية تكمن في كيفية ترميم البطين ليستطيع ان يعاود عمله كمضخة فعالة، وهذا الأمر يحتاج الى خبرة تخصصية كبيرة ودراية عالية في اختيار الاستراتيجية الملائمة للإصلاح، وكيفية المحافظة على الحجم المناسب لغرفة البطين الأيسر وعزل المناطق المنخورة والندب في العضلة من خلال تقنية طبية متوفرة في مستشفى دبي وعدد من المراكز الطبية التخصصية المتقدمة في العالم.

واشار أخصائي أول تخدير بمستشفى دبي الدكتور يحيى القرعلي الى الجهود التي قام بها الفريق الطبي لترميم البطين وفصل القلب عن آلة القلب الاصطناعي المؤقت، حيث استغرق القلب بعض الوقت الى ان استعاد نشاطه وقوته، وأصبح قادراً على تأمين دورة دموية مستقرة، والسيطرة على مجريات الأمور بحيث لم نكن بحاجة الى تدخلاتٍ أكبر كما هو الحال في أغلب الاحيان في مثل هذا النوع من العمليات.

ومن جانبه اكد اخصائي جراحة القلب والصدر بمستشفى دبي الدكتور مهند الأسعد على استقرار حالة المريض بعد العملية الجراحية حيث تم فصله عن جهاز التنفس الاصطناعي بوقت قياسي لم يتعدى الأربع ساعات بعد انتهاء العملية الجراحية، وهذا بحد ذاته انجاز كبير في مثل هذا النوع من العمليات يعكس مدى قدرة وكفاءة وتكامل الفريق الطبي منذ المرحلة التحضيرية وحتى مرحلة استفاقة المريض بعد العملية الجراحية.

وتوقع الدكتور الأسعد ان يغادر المريض المستشفى خلال الاسبوع الجاري بعد الاطمئنان التام على حالته الصحية.

وعبرت رئيسة أقسام الجراحة في مستشفى دبي الدكتورة إسعاف غازي عن فخرها بالمستوى المتطور الذي وصلت اليه الخدمات الطبية التخصصية في مستشفى دبي بشكل عام وقسم جراحة القلب والصدر بشكل خاص، لافتة الى الجهود التي يقوم بها مستشفى دبي لمواكبة التطورات العالمية واستخدام وتسخير التقنيات والتكنولوجيا الحديثة لخدمة المرضى وبناء الشراكات مع مختلف المراكز الطبية العالمية لتبادل المعرفة والتجارب والخبرات التي تساهم في تعزيز فرص الشفاء للمرضى.