أطباء في "الإمارات": الحرارة المرتفعة تهدّد صحة القلب

حذر عدد من الخبراء الطبيين من تأثير الحرارة المرتفعة ومستويات الرطوبة العالية على صحة القلب، لافتين إلى ان هذه العوامل من الممكن أن تحد من قدرة الجسم على تبريد نفسه، بشكل مناسب ما يشكل ضغطا إضافيا على القلب.

وفي هذا السياق قال الدكتور أحمد الحكيم كبير المستشارين لدى الشركة الدوائية الإسبانية "سينفا" في "دبي" انه عند ارتفاع درجات الحرارة الخارجية، يعمل الجسم جاهدا من أجل الحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية في محيط الـ 37 درجة مئوية، من خلال إشعاع الحرارة، بعيدا عن الجسم أو بواسطة التبخير عبر مسام العرق، موضحا ان هذين الأسلوبين الطبيعيين لتبريد أو ترطيب الجسم يتطلبان من القلب ضخ الدم بوتيرة أسرع وأقوى من أجل التخلص من الحرارة الزائدة، حيث تزداد صعوبة هذه المهمة مع ارتفاع مستويات الرطوبة.

وأشار إلى انه رغم قدرة الأشخاص الذين يتمتعون بوظائف قلبية سليمة على التكيف مع التغيرات المحيطة بسهولة، إلا أنه يتوجب على المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، اتخاذ التدابير الوقائية الضرورية لضمان قدرة قلوبهم على التكيف مع هذه الإجهادات الإضافية.

وأضاف انه يعرف عن أمراض القلب والأوعية الدموية، أنها تحد من قدرة القلب على تأمين ما يكفي من الدم، للمساعدة على إتمام عمليات التبريد والترطيب، وبإمكانها أيضا زيادة مخاطر التعرض للجفاف عند تعاطي بعض أصناف الأدوية.

ونصح الدكتور أحمد الحكيم المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، تجنب الخروج في النهار خلال فترات الذروة، بين الساعة 12 ظهرا حتى 3 عصرا، حيث تكون درجات الحرارة في أشدها وارتداء ملابس فضفاضة تسمح بتدفق وتحرك الهواء حول الجسم بسهولة، مشددا على أهمية الحفاظ على رطوبة الجسم في جميع الأوقات، من خلال زيادة كمية شرب المياه وتجنب المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين وتجنب تناول الأطعمة المالحة.

وأوضح انه على الرغم من الفائدة الكبيرة التي تعود بها النشاطات البدنية، إلا أنه ينبغي على المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، تجنب ممارسة أي نشاط يشكل ضغطا على قلوبهم، وذلك باختيار القيام بأنشطة غير مضنية، والبقاء في المنازل أثناء ممارستهم الرياضة، منوها بأن أعراض الإضرابات الصحية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة التي يجب ملاحظتها تشملـ الغثيان والقيء والتعب والصداع والارتباك والتشنجات العضليةـ حيث يجب في حال ظهور أي من هذه الأعراض نقل المصاب فورا إلى مكان أكثر برودة وشرب المياه الباردةـ وزيارة الطبيب في حال استمرت هذه الأعراض.

وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، إلى  أن ما يقارب 40 بالمائة من الوفيات في المنطقة ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، ما يجعل هذه الأمراض من القضايا الملحة التي يجب معالجتها على مستوى الدولة.

وسلطت هيئة الصحة بدبي الضوء على هذه المشكلة حيث أشارت دراسة أجرتها إلى أن 25 بالمائة من سكان دبي قد يتعرضون للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل أو بآخر.
ويلعب نمط الحياة في دولة الإمارات دورا رئيسيا في ارتفاع عدد حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية حيث يشير الخبراء إلى ان العادات الغذائية غير الصحية المقرونة بقلة التمرينات والنشاط البدني والارتفاع الكبير في أعداد المدخنين تشكل عوامل الخطر الرئيسية التي تتسبب في الإصابة بالاضطرابات القلبية على مستوى الدولة.

كما أن درجات الحرارة ومستويات الرطوبة العالية خلال مواسم الصيف الحارة في الإمارات تعرض مرضى القلب والأوعية الدموية لمخاطر أكبر وذلك بسبب الإجهاد الإضافي الذي تتعرض له وظائف القلب.

تويتر