Emarat Alyoum

عبدالله بن زايد: التعلم أهم مهارة يتحلى بها الإنسان في القرن الحادي والعشرين

التاريخ:: 30 يوليو 2018
المصدر: أبوظبي - وام
عبدالله بن زايد: التعلم أهم مهارة يتحلى بها الإنسان في القرن الحادي والعشرين

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية أن التعليم كان ومازال من أولى الأولويات في دولة الإمارات كما أن التعلم يعد أهم مهارات القرن الحادي والعشرين.

جاء ذلك في كلمة سموه خلال ملتقى الطلبة المبتعثين 2018 الذي عقدته وزارة التربية والتعليم اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بحضور وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي ووزيرة دولة لشؤون الشباب شما بنت سهيل بن فارس المزروعي ووزيرة دولة للعلوم المتقدمة سارة بنت يوسف الأميري ورئيس دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي الدكتور علي راشد النعيمي ووكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية للتعليم العالي الدكتور محمد إبراهيم المعلا والوكلاء المساعدين وعدد من مسؤولي الوزارة بالإضافة إلى عدد من مسؤولين ورؤساء الجامعات وسفراء الدول التي يتم ابتعاث الطلبة إليها وممثلي الجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة والشركات المساهمة في معرض التوظيف.

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان " التعلم هو أهم مهارة يتحلى بها الانسان في القرن الحادي والعشرين فيجب أن يكون كل شخص لديه "غريزة التعلم" فالإنسان الذي لا يتعلم في هذا العصر على مدار اليوم هو شخص لا ينتمي لهذا الزمن" فمن حقك ألا تحصل على شهادة ولكن ليس من حقك ألا تتعلم".

وأضاف سموه موجها حديثه للخريجين " كل طالب منكم يتساءل "أين سيعمل" وكم سيكون راتبه وكيف ستكون تطلعاته في العمل وغيرها من الأسئلة المهمة والطبيعية إلا أن هناك شيئا آخر هاما .. فأنتم تخرجتم من الجامعة ولن تتخرجوا من "جامعة الحياة".

وقال سموه " أتذكر عندما كنت أدرس بالجامعة كنت أترقب التخرج والراحة من المسؤولية .. مسؤولية الدراسة والامتحانات والحضور والغياب إلا أنه بعد التخرج والعمل أدركت أنني كنت أعيش أجمل سنوات عمري وأدركت أيضا أن التعب الذي واجهته أنا وزملائي لا يذكر مقارنة بالمهمات التي ألقتها علينا الحياة عقب التخرج".

وذكر سموه " إننا نعيش في عصر الذي لا يتعلم فيه على الأقل مهارة واحدة كل عام يعد انسانا مقصرا في حق نفسه وحق بلده .. مضيفا سموه " أن الدولة ترغب من أبنائها الطلبة التميز في الحياة والتعلم والتطور والتنافس مع نظرائهم من مختلف دول العالم".

وتابع سموه " أنتم لا تنتمون إلى العالم الثالث مثل ما يظن البعض بل تعيشون في بلد أسمه الإمارات العربية المتحدة ورثناه من أهلنا وقادتنا بالكثير من الفخر والإنجازات وهو بلد بعد 3 سنوات سيصل إلى المريخ وهو الأمر الذي تحقق بفضل الجيل السابق الذي آمن بأن العلم هو الحل لجميع المشكلات وأساس بناء أمة عظيمة بين الأمم ويرفعها بين الأمم مثل النجوم التي تلمع في السماء".

وقال سموه أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " كان يقول "أريد أن يتعلم كل أبناء الخليج وأريد أن يبني ابن الخليج بلاده بنفسه وبعلمه ولذلك نرسل بعثاتنا من الطلبة إلى شتى بقاع الأرض من أجل التعلم والعودة للوطن وأكون بذلك حققت أكبر أمل يراود نفسي لرفعة الخليج".

وأضاف سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي خلال حديثه للطلبة المبتعثين الجدد " يجب عليكم الاستمتاع بكل يوم لأنكم على وشك خوض أجمل تجارب الحياة وأكثرها تنوعا وكل موقف يواجهكم خلال سنوات الدراسة سيكون بمثابة درس آخر يختلف عن دروس الجامعة وأحيانا نتعلم منه أكثر من الكتب".

وتابع سموه " أتمنى منكم الاختلاط بالاخرين والتعرف على ثقافاتهم وعاداتهم فلا يجب الانغلاق على مجتمعكم الخاص بل الانطلاق واكتشاف الحياة لان نضج الانسان يقاس بنوعية الأشخاص الذين أختلط بهم في حياته".

وقال سموه " تذكروا الكلمة التي قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عندما خاطب الشباب قائلا .. " أرجو أن تستخدموا كلمة "نحن عيال زايد" في المكان الصحيح والزمان الصحيح وفي العمل الصحيح".

وأكد سموه أن أبناء الدولة المبتعثين يمثلون دولة الإمارات وهي الدولة التي بذل الآباء والامهات والاجداد جهودا كبيرا ومضنية حتى وصلت إلى هذه المكانة العالمية المتميزة بين الدول.

وتوجه سموه بالتهنئة والشكر للأسر الحاضرة في الحفل على هذه التربية المباركة لأبنائهم حيث أنهم غرسوا بذرة طيبة واليوم عليهم أن يفخروا بهذا الزرع .. معربا سموه عن ثقته بأنهم سيفخرون بهم أكثر في المستقبل.

عقب ذلك كرم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ورئيس مجلس التعليم والموارد البشرية الطلبة المبتعثين الخريجين الذين أنهوا دراستهم الجامعية وبلغ عددهم 208 طلاب وطالبات تنوعت اختصاصاتهم الأكاديمية بين الهندسة والتكنولوجيا بواقع 56 طالبا و31 طالبا في اختصاصات الطب وعلوم الحياة و9 طلاب في العلوم الطبيعية أما في اختصاصات العلوم الاجتماعية والإدارية والفنون فوصل عدد الخريجين إلى 105 طلاب و7 ضمن مسارات الفنون والعلوم الإنسانية.

وشملت قائمة الجامعات المرموقة التي تخرج منها الطلبة مجموعة من أعرق وأفضل المؤسسات التعليمية على مستوى العالم ومنها جامعة كولومبيا الأمريكية وجامعة إمبريال كوليدج لندن وجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة بالإضافة إلى جامعة طوكيو للتكنولوجيا وغيرها.
من جانبه أكد وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحماديأن منظومة التعليم في الدولة تتوخى أفضل السبل والممارسات الكفيلة بتحقيق العائد المرجو من مختلف السياسات والبرامج التعليمية المتنوعة لا سيما برنامج الابتعاث الذي تعول عليه دولتنا للانتقال لعصر الاقتصاد المعرفي.

وأضاف وزير التربية والتعليم في تصريح له بهذه المناسبة أن التعليم العالي منظومة متكاملة نتطلع من خلالها إلى رفع كفاءات مواردنا البشرية المواطنة من خلال إيفادهم إلى جامعات عالمية عريقة تحتل مكانة مرموقة في سلم التصنيفات العالمية ذات الصلة بمؤسسات التعليم.

وأوضح أن وزارة التربية والتعليم سعت إلى توسيع نطاق شراكتها مع مؤسسات تعليمية مرموقة بغية الاستفادة من ما تتيحه من تخصصات حديثة لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوت لردم الفجوة بين حاجتنا لتلك التخصصات على المستوى الوطني وخططنا المستقبلية في قطاع التعليم المرتبطة باستشراف المستقبل واستدامة ريادة وتطور الدولة في مختلف المجالات والقطاعات.

ونوه وزير التربية والتعليم أن التعليم لدينا في دولة الإمارات العربية المتحدة منظومة متكاملة وموحدة في كافة المراحل التعليمية سواء مرحلة التعليم العام أو العالي إذ نعمل على تهيئة الطلبة ضمن المدرسة الإماراتية لاستحقاقات المستقبل التي تترجم بشكل أكاديمي في مرحلة التعليم الجامعي من خلال العمل على توجيه وإرشاد الطلبة للتخصصات التي يحتاجها سوق العمل في دولتنا استنادا إلى أولوياتنا الوطنية والتنموية.

من جانبه قال وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي إن طلبتنا المبتعثين بجانب إخوانهم وأخواتهم الدارسين داخل الدولة ثروة الوطن ورهاننا للمستقبل ولهم دور فعال في مد جسور التعاون المثمر بين الإمارات والعالم مساهمين بذلك في تمثيل الإمارات والمنطقة أفضل تمثيل عالميا.. فطلبتنا هم المحرك الرئيسي لعجلة التنمية والتطوير في الدولة وبسواعدهم الشابة وهمتهم العالية وتنافسيتهم سيقودون المرحلة القادمة من بناء المستقبل وصولا إلى مئوية الإمارات 2071.

وأضاف أن الوزارة تحرص في إطار الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي على تنظيم برامج ابتعاث الطلبة الإماراتيين لمجموعة من أرقى مؤسسات التعليم العالي في مختلف بلدان العالم وذلك في إطار توجيهات القيادة الرشيدة للاستثمار في رأس المال البشري والذي يأتي في صدارة أولويات العمل الحكومي وهذا ينعكس على جهود الوزارة الحثيثة في تسليح الطلبة بالعلم والمعرفة ومدهم بالمهارات المتقدمة وإكسابهم منظومة متكاملة تجمع بين التعليم الأكاديمي رفيع المستوى والخبرة العملية ذات الصلة بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لهم للتعرف على ثقافات جديدة وحضارات مختلفة تسهم في تعزيز عملية التواصل لديهم.

وتقدم الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي  بجزيل الشكر والامتنان إلى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان على دعمه ورعايته لملتقى الابتعاث ومتابعة سموه الحثيثة لشؤون الطلبة وتوجيهاته الفاعلة في تأمين وضع الطلبة الإماراتيين خارج الدولة.

كما تقدم معاليه بالتهنئة إلى الطلبة الخريجين من المبتعثين القدامى على جهودهم المستمرة ومثابرتهم العلمية والتي أثمرت عن تكليل دراستهم بالنجاح والتفوق.. داعيا الطلبة المبتعثين الجدد إلى بذل المزيد وحشد الطاقات لتحقيق أعلى مستويات الريادة والتميز وتمثيل أصالة وعراقة المجتمع الإماراتي وقيمه الإنسانية النبيلة بالإضافة إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات الرائدة عالميا على الصعد كافة.

من جانبه أكد وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية للتعليم العالي الدكتور محمد إبراهيم المعلا أن الوزارة تبذل كافة الجهود لتسهيل عملية التحاق المبتعثين الجدد بمؤسساتهم التعليمية المختلفة حول العالم وتقديم الدعم لهم من خلال تنظيم مجموعة متكاملة من الأنشطة وورش العمل التي تساعدهم على الانخراط في مساراتهم الأكاديمية على أتم وجه.. منوها بأن الوزارة تعمل دوما لتحسين كافة قنوات الاتصال بين فريق عمل الوزارة وملحقيات الدولة الثقافية في الخارج وجميع الطلبة المبتعثين كما تعمل دوما للأخذ بآرائهم والعمل بمقترحاتهم لتطوير العملية التعليمية.

وبلغ عدد للطلبة المبتعثين الجدد 316 طالبا 202 منهم من الذكور و114 من الإناث حيث سيدرس 190 طالبا منهم ضمن اختصاصات الهندسة التكنولوجيا و38 في اختصاصات الطب وعلوم الحياة و20 طالبا في العلوم الطبيعية بالإضافة إلى 39 طالبا في العلوم الاجتماعية والإدارية والفنون و29 في اختصاصات الفنون والعلوم الإنسانية.

وسيدرس الطلبة المبتعثون في مجموعة من أرقى مؤسسات التعليم العالي في مجموعة من دول العالم حيث ستستقبل جامعات أمريكا وكندا 135 طالبا و121 في المملكة المتحدة و26 في شرق آسيا أما أوروبا فسينضم لجامعاتها 14 طالبا.

وفي هذا السياق صاحب الملتقى مجموعة من المعارض وورشات العمل الرامية إلى تعريف الطلبة بالفرص الوظيفية المتاحة لهم بعد التخرج وذلك بمشاركة مجموعة من الجهات الحكومية والخاصة والتي قدمت للطلبة شرحا وافيا عن الفرص المواتية لهم كل حسب اختصاصه وتم عرض بعض إنجازات الطلبة الخريجين من مشاريع تخرج وتصاميم إبداعية وأوراق بحث وغيرها.

فيما قام ممثلو الملحقيات الثقافية في الخارج بتقديم مجموعة من ورش العمل التوعوية لإرشاد الطلبة بهدف تعريفهم بنظام الابتعاث وآلية المتابعة في بلد الدراسة والخدمات المقدمة لهم والتعريف بنظام وقوانين دول الابتعاث وتعريفهم بنظام الدراسة والجامعات وكذلك مناقشة النواحي الاجتماعية التي تهم الطالب المستجد.

وتأتي جهود الوزارة في هذا الشأن انطلاقا من محور المواءمة في الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والتي تهدف إلى بناء جيل متمكن ومتسلح بأدوات التميز والابتكار والمهارات المتقدمة ومعارف المستقبل ومتمسك بقيمه الإماراتية الأصيلة وهويته الوطنية وقادر على إيجاد الحلول المستدامة لتحديات عملية التنمية المستدامة الشاملة لا سيما في القطاعات الحيوية الأكثر ارتباطا بحياة الإنسان.

يذكر أن وزارة التربية والتعليم تحرص على تقديم كافة أنواع الدعم والرعاية للطلبة المبتعثين سواء كان أكاديمي بالإرشاد لاختيار تخصصاتهم المختلفة أو بالجوانب المعنوية من خلال تقديم الدعم لهم وتعزيز الشعور بالثقة والمسؤولية خلال مسيرتهم العلمية والأكاديمية.

كما تتبنى الوزارة منظومة متكاملة من الحوار البناء والتواصل المثمر بين المبتعثين والحكومة والتي تتضمن لقاءات معالي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة الدورية مع الطلبة داخل وخارج الدولة من خلال منصات طلابية سنوية وتقديم النصح والمشورة لهم بوتيرة مستمرة.