Emarat Alyoum

مشرف فحص يتقاضى رشاوى لتمرير مركبات غير صالحة

التاريخ:: 14 أكتوبر 2017
المصدر: إعداد : محمد فودة
مشرف فحص يتقاضى رشاوى لتمرير مركبات غير صالحة

قادت معلومة، مررها سائق آسيوي عن ابن عمه، إلى ضبط مشرف فحص مركبات دأب على تمرير سيارات غير صالحة فنياً أو غير مستوفية شروط ومعايير السلامة التي تحددها هيئة الطرق والمواصلات، ومنحها شهادة نجاح تفيد باجتيازها الفحص الفني، مقابل مبالغ مالية يتقاضاها من أصحاب المركبات.

وأرشد شاهد الإثبات، في القضية التي تنظرها محكمة الجنايات في دبي، إلى ابن عمه، السائق الذي دأب على جلب سيارات غير صالحة إلى المتهم الأول مشرف الفحص ليمررها، ثم يتقاسمان مبالغ الرشوة معاً، ولم يكشف الشاهد سبب قيامه بذلك، لكنه أكد في تحقيقات النيابة العامة أنه لا توجد خلافات بينه وبين ابن عمه، لكنه قرر إبلاغ هيئة الطرق والمواصلات عنه، بعد أن شاهده مرات عدة، يحصل على نقود من المتهم الأول.

وتفصيلاً، باشرت محكمة الجنايات في دبي محاكمة المتهمين (أ.م.ع - 31 عاماً - مشرف فحص مركبات)، والآخر (م.إ.ح - 23 عاماً - سائق)، آسيويين من دولتين مختلفتين، بتهم قبول رشوة مقابل تمرير فحص مركبات غير مستوفية لشروط ومعايير السلامة، وتزوير مستندات إلكترونية، عبارة عن استمارة فحص أدخل بها بيانات تفيد اجتيازها الاختبار على عكس الواقع، وبالنسبة للمتهم الثاني تهمة عرض رشوة على مشرف الفحص لتمرير المركبات، والاشتراك في جريمة الرشوة.

واعترف المتهم الثاني (السائق) في تحقيقات النيابة العامة بأنه كان يعمل على سيارة قطر مركبات (ريكفري)، وتعرف إلى مشرف الفحص المتهم منذ نحو عام، من خلال تردده على مقر عمل الأخير بصفة مستمرة، كما أنه كان يطلب منه أحياناً مبالغ مالية على سبيل المساعدة، وقبل نحو ستة أشهر من تاريخ إلقاء القبض عليه عرض المشرف عليه إمكانية قيامه بتمرير مركبات غير صالحة للسير على الطرق، مقابل حصوله على مبالغ مالية تراوح بين 150 و600 درهم، حسب جسامة الأعطال الموجودة بها وحجم المركبة.

وقال السائق المتهم إنه مرر، من خلال المشرف، 10 مركبات غير صالحة مقابل مبالغ مالية متفاوتة، حصل لنفسه على نسبة منها والباقي للمشرف، الذي تتيح له طبيعة عمله فحص المركبات وتقرير ما إذا كات صالحة للسير من عدمها، وذلك من خلال النظام الإلكتروني الذي يباشر عمله عليه.

وأضاف السائق أنه التقى المشرف (المتهم الآخر) في شهر فبراير الماضي، وأخبره بأن هناك مركبة لدى ابن عمه لم تجتز الفحص في مركز آخر، ويريد تمريرها من خلاله فوافق على مساعدته وطلب منه إحضار المركبة، لافتاً إلى أنه أحضر المركبة فعلياً، بناء على الاتفاق وتبين أنها لم تجتز الفحص الأول بسبب عدم صلاحية إطاراتها للسير، وأنه يتعين على صاحبها تغيير الإطارات، فطلب منه المشرف الاكتفاء بتلميع الإطارات وتنظيفها، وخلال دقائق من دخولها الفحص استلم منه المركبة، وكان برفقته ابن عمه واستلم شهادة نجاح. وأشار إلى أن ابن عمه قدم له مبلغاً من المال، وأبلغه بأنه استلمها من صاحب السيارة بعد خصم نصيبه منه وبعض المصروفات، وفيما كانا جالسين معاً حضر رجال المباحث، وأقر في شرطة دبي بكل التفاصيل المتعلقة بتمرير هذه السيارة، رغم عدم صلاحيتها للسير.

واعترف السائق بأنه كان يعتزم منح مشرف الفحص حصة من المبلغ الذي حصل عليه، وأنه اعتاد تمرير مركبات غير صالحة للسير من خلاله، وأنهما تعاونا معاً على إنجاح نحو 10 سيارات، رغم عدم أحقيتها بذلك.

وكشف أن إحدى السيارات التي مررها، من خلال المشرف، رسبت مرتين في اختبارات فحص، ونقلها إلى مركز الفحص على سيارة القطر، لافتاً إلى أنه أخبر ابن عمه الذي أرشد عنه بتوسطه لتمرير مركبات متضررة عبر مشرف في هذا المركز، مقابل مبالغ مالية حسب الضرر الموجود في السيارة.

من جهته، قال المبلغ عن الواقعة إنه لا توجد أي خلافات سابقة بينه وبين ابن عمه، كما أنه يعرف المتهم الآخر معرفة سطحية، إذ شاهده يتقاضى مبالغ مالية من ابن عمه.

وأضاف أنه قرر الإبلاغ عن ممارسات ابن عمه قبل سبعة أشهر، إذ أخبره بأنه يتوسط لتمرير مركبات لا تصلح للسير، متعاوناً مع فاحصين في أحد المراكز، وتم تدوين إفادته من قبل الهيئة، التي استدعته لاحقاً، وسألته عن ما إذا كان ابن عمه لايزال يرتكب هذه الممارسات فأكد لهم ذلك، وورده بعد ذلك اتصال هاتفي من شرطة دبي، وسئل في مقر القيادة عن المعلومات التي بحوزته، ثم طلبوا منه التعاون لإلقاء القبض على ابن عمه، وتم تسليمه سيارة لفحصها في المركز فأخذها فعلياً إلى هناك واستلم نتيجة تفيد بعدم صلاحيتها للسير، ومن ثم اتصل بابن عمه وأخبره بأن لديه مركبة راسبة ويرغب في تمريرها، فطلب منه الأخير مبلغ 1150 درهماً، فوافق بإيعاز من رجال الشرطة.

وأشار الشاهد إلى أنه رافق ابن عمه في مساء اليوم ذاته، واتصل الأخير بمشرف الفحص المتهم، ورتبا معاً توقيت دخول المركبة للفحص، وتمت جميع الإجراءات بينهما حسب المتفق عليه، وخلال دقائق تلقى ابن عمه شهادة تفيد بنجاح المركبة، فسلمه النقود وداهم رجال الشرطة المكان، وألقوا القبض عليه متلبساً بتعاطي رشوة.