Emarat Alyoum

ضابط بشرطة دبي: لم أتحمل رؤية رجل يبكي وأم تدخل السجن

التاريخ:: 14 أغسطس 2018
المصدر: محمد فودة-دبي
ضابط بشرطة دبي: لم أتحمل رؤية رجل يبكي وأم تدخل السجن

لم يتحمل الملازم عبدالهادي الحمادي الضابط في مركز شرطة الراشدية، رؤية مقيم عربي يبكي بسبب حكم صدر بحبس زوجته، في ظل عجزه عن تدبر أمر رضيعه البالغ من العمر 7 أشهر، في حالة عجزهما عن سداد غرامة 10 آلاف درهم، وتوجه مباشرة إلى مدير المركز العميد سعيد حمد بن سليمان ، وبكل سرية اشتركا في المبلغ المطلوب وسددا الغرامة دون أن ينتظرا مردود أو حتى اعتراف بفضل من قبل الرجل الذي أغلقت كل السبل في وجهه ولم يجد الدعم من أهله وأقرب أصدقائه.

وقال الملازم عبدالهادي الحمادي لـ"الإمارات اليوم" لم أتوقع أن يتحدث الرجل عن الواقعة، خصوصاً وأنني اشترطت عليه أن يظل الأمر سراً بيننا، لأنني مكلف من قبل مساعد القائد العام لشرطة دبي اللواء خليل إبراهيم المنصوري ومدير مركز الراشدية العميد سعيد حمد بن سليمان، بمتابعة الحالات الإنسانية ومحاولة حلها قدر استطاعتي.

وأضاف أنه كان يمارس عمله كالمعتاد في المركز حين دخل عليه الرجل مكتبه في حالة مزرية وبدا كما لو كان لديه هماً ثقيلاً ورغبة في الحديث، وأفاد بأن هناك قضية مسجلة ضد زوجته في محكمة اليوم الواحـد، واعتقد أن الحكم يستغرق فترة من الوقت لكن قضت المحكمة فوراً عليها بغرامة 10 آلاف درهم أو الحبس لمدة تقارب مائة يوم، مشيراً إلى أنه لا يملك سوى مائة درهم فقط.

وتابع أن الرجل لم يتمالك نفسه أثناء الحديث وبكى بحرارة، لافتاً إلى أنه لجأ إلى ذويه وأصدقائه حتى يساعدوه لكن أغلقت كل الطرق في وجهه، ولا يدري ماذا يفعل، خصوصاً وأن زوجته سوف تحبس بسبب تعثره في إدارة شركته المسجلة باسم زوجته، كما أن لديه رضيعاً يبلغ من العمر 7 أشهر ولا يوجد من يرعاه غير زوجته

وقال الحمادي " لم أحتمل رؤية رجل يبكي، فهذا انعكاس لحالة قهر حقيقي،  فاستأذنت منه دقائق وتوجهت إلى مدير المركز العميد سعيد حمد بن سليمان وحكيت له القصة، وفي ظل تعليمات واضحة ومتابعة من اللواء خليل ابراهيم المنصوري بضرورة توفير المساعدة للحالات الإنسانية الصعبة في القضايا المالية، اشتركنا في المبلغ وسددت الغرامة المستحقة للمرأة، وأحضرت له سند الدفع.

وأضاف أن الرجل لم يتمالك نفسه حين فعلت ذلك وبكى مجدداً لكن من الفرح هذه المرة، فطلبت منه ان يظل ما حدث سراً بيننا ورفضت منحه رقم هاتفي، إلى أن فوجئت بأنه حكى ما حدث، على سبيل التقدير، لكن أعتبر أن هذا واجب علينا في دولة نرى فيها قياداتنا يبذلون الغالي في مساعدة دول وشعوب كاملة، لذا ما نفعله في مساعدة فرد محتاج لا يمثل شيئاً مقارنة بما يبذله هؤلاء.

وأوضح أنه سعيد بتزامن هذا الموقف مع عام زايد رمز الخير ونهر العطاء، مؤكداً أن مكلف من قبل اللواء خليل ابراهيم المنصري بملف إنساني على مستوى المراكز وهو الإصلاح بين الموقوفين وتسوية مشكلاتهم خصوصاً المالية.