Emarat Alyoum

امرأة تلجأ إلى شرطة دبي لحمايتها من والدها

التاريخ:: 12 أغسطس 2018
المصدر: محمد فودة - دبي
امرأة تلجأ إلى شرطة دبي لحمايتها من والدها

لجأت امرأة إلى شرطة دبي لحمايتها من والدها بعد اعتدائه عليها بالضرب، إثر مشاهدتها تنزل من سيارة شاب تعرفت إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ووفرت إدارة حماية المرأة والطفل بالإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي الحماية اللازمة السريعة للمرأة نظراً إلى خوفها البالغ من الأب، ونسقت مع الجهات الأخرى ذات الصلة لإيوائها حتى يتم حل المشكلة من جذروها.

وقالت رئيس قسم الدعم الاجتماعي في إدارة حماية المرأة والطفل، فاطمة الكندي، إن المرأة تعيش في منزل والدها المتزوج بغير أمها ولها أشقاء من الأب، لكنها تعيش منطوية ومعزولة، لانشغال أفراد المنزل بحياتهم الخاصة ووجود أصدقاء لهم، فلجأت إلى شبكات التواصل الاجتماعي لقتل وقت الفراغ الطويل لديها، حتى تعرفت إلى شاب وتواصلت معه لفترة من الوقت إلى أن طلب منها الخروج معه، فلبت دعوته ثم أوصلها إلى المنزل فشاهدها والدها تنزل من سيارته، فانهال عليها ضرباً، ونظراً لخوفها من تكرار الواقعة واعتدائه عليها مجدداً لجأت إلى شرطة دبي طلباً للحماية.

وأضافت أنه تم إحالة الواقعة إلى إدارة حماية المرأة والطفل، التي أودعتها مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال لحين دراسة حالتها والعمل على حلها، خصوصاً أنها كانت في حالة نفسية سيئة، لأنها لم تتعرض للضرب إطلاقاً.

وأشارت الكندي إلى استدعاء الأب الذي يتمتع بقدر من الثقافة والعلم، وبرّر موقفه بأنه لم يتحمل رؤية ابنته تنزل من سيارة شخص غريب، خصوصاً أنها غير معتادة الخروج بمفردها من المنزل، كما أن الموقف لم يكن مقبولاً أمام الأسرة والجيران، فعمد إلى محاسبتها حتى لا تكرر هذا الخطأ.

وأوضحت أن الأب تصرف وفق تقاليد المجتمع لذا كان من الضروري علاج المشكلة بنوع من الهدوء لإقناعه بأن الضرب ليس حلاً، خصوصاً أن ابنته ليست صغيرة في السن فهي في العقد الرابع من العمر، لذا تم جمعهما معاً وتهدئة الموقف بينهما وإقناعه ببقائها في المؤسسة فترة من الوقت حتى تؤهل نفسياً وتتجاوز الموقف.

وأكدت أن للآباء الحق في توجيه أبنائهم لكن بعيداً عن استخدام العنف، مع ضرورة مراعاة العامل النفسي واللجوء إلى الحكمة في مناقشة تلك الأمور، لأن العنف ربما يؤدي إلى نتائج أسوأ من الحلول الأخرى المتاحة.

ولفتت إلى أن هذه ليست الحالة الأولى التي تتعامل معها الإدارة لمشكلة ناتجة عن استخدام خاطئ لشبكات التواصل الاجتماعي، فهي نافذة على كل من هو مجهول وغريب، وربما تؤدي أحياناً إلى تفكك الأسر، فضلاً عن العواقب النفسية والاجتماعية الأخرى، لذا من الضروري أن يشرف الآباء بطريقة ما على أنشطة أبنائهم عبر هذه الشبكات، ومحاولة رصد علاقاتهم من خلالها، لكن بطريقة غير منفرة لضمان اكتساب ثقة الأبناء وتوفير الحماية والإرشاد اللازمين لهم.