Emarat Alyoum

«ثغرات اجتماعية» تتيح اختـراق الـــهواتف وابتزاز أصحابها

التاريخ:: 17 يوليو 2017
المصدر: محمد فودة - دبي
«ثغرات اجتماعية» تتيح اختـراق   الـــهواتف وابتزاز أصحابها

حذرت شرطة دبي، من ثغرات تؤدي إلى اختراق الهواتف المتحركة وسرقة بياناتها أو التلصص على أصحابها، أبرزها يعرف بـ «الثغرات الاجتماعية»، وهي اختلاس كلمة السر عبر مراقبة صاحب الهاتف أثناء إدخالها، أو من خلال منح الهاتف لشخص بهدف استخدامه لإجراء مكالمة أو القيام بشيء ما فيغير في إعداده، أو ينسخ محتواه.

بيع الهواتف القديمة

حذر نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في شرطة دبي، المقدم سالم بن سالمين، من بيع الهواتف الذكية القديمة، لأن كثيرين يقعون في هذا الخطأ، معتقدين أن محو البيانات على ذاكرة الهاتف قبل البيع يجنبهم أي مشكلات لاحقاً، في حين أن هناك برامج يمكنها إعادة محتوى الهاتف حتى لو محا صاحبه ذاكرته، لذا يفضل الاحتفاظ بالهواتف القديمة، تفادياً للوقوع في هذه المشكلات.

فيما لجأت طالبة جامعية من جنسية عربية إلى شرطة دبي، بعد اكتشافها اختراق حسابها على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي المخصصة للدردشة (واتس آب)، والحصول على صور خاصة بها،

حسب مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل المنصوري، الذي أوضح أن فرق مكافحة الجرائم الإلكترونية اكتشفت أن طالباً زميلها غافلها وتلاعب بحسابها وتسلل إليه.

فيما قال نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، المقدم سالم بن سالمين، إن «هواتف يتم اختراقها من قبل فنيي الإصلاح، الذين يخزنون نسخاً من محتوى البيانات أثناء إصلاح الهاتف دون علم صاحبه».

وتفصيلاً، قال اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إن «طالبة عربية أبلغت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بأن هناك من اخترق هاتفها، ويشاهد صورها التي تتبادلها مع صديقاتها عبر (واتس آب)».

وأضاف أن «فريقاً من خبراء مكافحة الجرائم الإلكترونية تعامل مع الحالة، ولم يترك ثغرة دون محاولة التأكد منها وفحصها، وسأل الفتاة عما إذا كانت أعطت كلمة المرور السرية لأحد ما، وتم استدعاء زملائها وأصدقائها وسؤالهم واحداً بعد الآخر، لكن دون جدوى».

وأشار إلى أن «فريق العمل سأل الفتاة مجدداً وطلب منها محاولة التذكر جيداً ما إذا كانت منحت هاتفها لأي شخص، وبالفعل تذكرت أنها أعطته لزميل لها من جنسيتها نفسها، طلب إجراء بحث سريع على الإنترنت استغرق ثواني معدودة، غير متخيلة أنه كان يضمر لها سوءاً».

وأكد المنصوري، ضرورة الحذر في حالة منح الهاتف لأي شخص، إذ يجب على صاحبه مراقبة عملية استخدامه دون الشعور بالحرج، لأن الوقاية في هذه الأمور خير من العلاج.

من جهته، قال نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، المقدم سالم بن سالمين، إنه «تم استدعاء الشاب وفحص هاتفه وجهاز الكمبيوتر الخاص به، وتبين أنه فتح حسابها على (واتس آب)، وقام بتغيير الإعدادات ليتصفح الحساب عبر الكمبيوتر، وفتح لنفسه نافذة على جميع محادثاتها عبر التطبيق، وخزن صورها الشخصية».

وأضاف أنه «بسؤال الطالب عن سبب قيامه بذلك، قال إنه لم يخطط لإيذائها لكنه كان لديه فضول فقط لمعرفة أخبارها، وإغاظتها بما يعرفه عنها دون أن يتخيل العواقب القانونية للجرم الذي ارتكبه».

وأكد بن سالمين، أن «هناك أشخاصاً لديهم هوس بهذه الممارسات، لكن يظل الإهمال وعدم الدراية أو الوعي الكافي من قبل صاحب الهاتف أو المستخدم سبباً لاختراق جهازه»، مشيراً إلى « ما يعرف بالثغرات الاجتماعية، التي تحدث نتيجة عدم الاهتمام بتأمين الخصوصية أثناء إدخال كلمة السر أو منح الهاتف لشخص بغرض استخدامه فيتسلل إلى البيانات ويختلسها، إضافة إلى ثغرات أخرى تؤدي إلى انتهاك خصوصية مستخدمي الهواتف المتحركة، مثل إصلاحها لدى فنيين في محال صيانة دون اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لمنع سرقة البيانات».

ولفت إلى أن «شرطة دبي سجلت حالات اختلاس بيانات وابتزاز حدثت بهذه الطريقة، إذ تورط فنيون في نسخ محتويات هواتف أشخاص أثناء تصليحها واستخدموها لاحقاً بشكل غير قانوني، سواء بنشرها وبيعها أو بابتزاز أصحابها».

وأكد «ضرورة متابعة صاحب الهاتف عملية التصليح بنفسه، والاطمئنان على عدم نسخ محتواه، وفي حال كان هناك حاجة للحصول على نسخة احتياطية (باك آب) يجب أن يضمن أنها لن تظل موجودة لدى الفني، وإبلاغه بأنه سيقوم بمساءلته قانونياً لو ثبت وجود نسخة أخرى من محتوى الهاتف». وأشار إلى أن «هذه الخطوات صارت سهلة في الوقت الراهن وبإمكان أي شخص إعداد (باك آب) أو نسخة احتياطية من محتوى الهاتف، بنفسه من خلال إرشادات موجودة على يوتيوب، بدلاً من أن يضع بياناته وصوره الشخصية عرضة للسرقة».

وكشف بن سالمين عن «اختراقات تحدث نتيجة استخدام شبكات إنترنت مفتوحة غير آمنة، مثل حالة امرأة فوجئت بشخص يدخل إلى حسابها على شبكات التواصل الاجتماعي أثناء وجودها خارج الدولة ويمنعها من الدخول، وطلب منها 1000 يورو مقابل إعادة حسابها»، لافتاً إلى أنها «لجأت إلى الإدارة وبفحص الحالة تبين أنها دخلت إلى الإنترنت عبر شبكة مفتوحة، فتدخلت الإدارة مباشرة وتواصلت مع الجهات المعنية في الخارج، وتم استعادة الحساب عبر (آي كلاود)».

وحذر من «الدخول إلى الإنترنت عبر شبكات غير معروفة، لأن بعض القراصنة ينشئون هذه الشبكات لاستدراج الضحايا واختراق هواتفهم».