تقرير الطب الشرعي يؤكد حدوث خطأ طبي تسبب في نقص الأوكسجين

طبيبة تهرب إلى خارج الدولة لتسـببها في وفاة امرأة أثناء الولادة

قال والد امرأة عربية إن طبيبة تخدير من الجنسية الهندية تعمل في مستشفى بأبوظبي تسببت في وفاة ابنته، في العقد الثالث من العمر، أثناء عملية الولادة، وتمكنت من الهرب إلى خارج الدولة، بعد خمس ساعات من الوفاة، لإدراكها أنها المتسبب الرئيس في الوفاة، فيما أكد تقرير لإدارة الطب الشرعي في الإمارة أنه قبل إجراء عمليات التخدير كانت العلامات الحيوية للمرأة المتوفاة طبيعية، إلا أن إدخال الأنبوب الرغامي داخل القصبة الهوائية احتاج إلى محاولات عدة، إذ لاحظ فني التخدير أن منحنى ثاني أكسيد الكربون في الدم لم يكن طبيعياً.

وتفصيلاً، روى والد المتوفاة سلمى محمد عبدالله الجلال، من اليمن، لـ«الإمارات اليوم» أن ابنته بعد زواجها بعام أحبت أن تنجب طفلها الأول في أبوظبي، خصوصاً أنها ولدت في أبوظبي عام ،1988 مشيراً إلى أنه أحضر ابنته إلى أبوظبي قبل تاريخ الولادة بشهرين، وحرص منذ اللحظة الأولى على خضوعها للإشراف الطبي، وبالفعل تمت مراقبة حالتها الصحية منذ وصولها وحتى اللحظات الأخيرة للولادة في مستشفى «لايف لاين».

وقال إن ابنته دخلت غرفة العمليات لإتمام الولادة، وحالتها الصحية ممتازة، حسب تقرير إدارة الطب الشرعي لإمارة أبوظبي، أالذي أفاد بأن ابنتي سلمى «مضى على حملها 40 أسبوعاً و10 أيام، وتشكو ألام المخاض، ولم يبين تاريخها المرضي وجود أي تحسس أو أمراض أو اضطراب في مسار الحمل».

لجنة تأديبية

أكد مدير دائرة خدمة العملاء والاتصال المؤسسي في هيئة صحة أبوظبي الدكتور جمال محمد الكعبي، أن الهيئة تسلمت شكوى عن الطبيبة المذكورة، موضحاً أن اللجنة التأديبية في الهيئة باشرت التحري والتحقيق في واقعة الخطأ الطبي، لافتاً إلى إرسال إخطار للمستشفى لمثول الطبيبة للتحقيق، مؤكداً عدم حضورها إلى الآن. وقال لـ«الإمارات اليوم» إن الهيئة ملتزمة بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة من جانبها حال وقوع الخطأ، كما للهيئة لجنة تأديبية تصدر أحكاماً حال ثبوت الخطأ، مؤكداً عدم تهاون الهيئة في خطأ ينال من صحة وحياة المرضى.

وأضاف أن طبيب النساء والتوليد قرر إجراء عملية قيصرية، لعدم تناسب حجم رأس الجنين مع اتساع عظام الحوض أثناء الولادة، موضحاً أنه بعد الموافقة على العملية الجراحية وإعطاء المخدر ظهرت علامات نقص الأوكسجين مع بطء في ضربات القلب، بعدها بدقائق توقف القلب، وتمت محاولة إنعاشها وإتمام العملية القيصرية وولادة الطفل بسلام ووفاة الأم، لافتاً إلى أن التفاصيل الدقيقة لم تعلمها الأسرة إلا بعد تشريح الجثة وانتداب لجنة مشكلة من استشاريين مختصين التي انتهت من أعمالها بعد ثلاثة أشهر من الوفاة.

وأشار تقرير إدارة الطب الشرعي لإمارة أبوظبي الذي حصلت عليه «الإمارات اليوم» أنه قبل إجراء عمليات التخدير كانت العلامات الحيوية للمرأة المتوفاة طبيعية، حيث كان نبض القلب 70/80 دقيقة، وضغط الدم 70/110/ 130 مم زئبق، ودرجة تشبع الدم بالأوكسجين 99٪، مشـيراً الى أن التخـدير بدأ بعد إعطاء المرأة المتوفاة حقنة في الوريد (روبوفول 120 مغم، وسكسينال كولين 100 مغم)، إلا أن إدخال الأنبوب الرغامي داخل القصبة الهوائية احتاج إلى محاولات عدة، وقد لاحظ فني التخدير أن منحنى ثاني أكسيد الكربون في الدم لم يكن طبيعياً، فأخبر الطبيبة الهندية أبارنا تاماسكار كريشنا بذلك، إلا أنها اعتمدت في فحصها على ما سمعته من السماعة الطبية فقط.

وأكد التقرير أنه على الرغم من تهوية المريضة بوساطة الأوكسجين إلا أن نسبة تشبع الدم بدأت في النزول بسرعة حتى وصلت إلى 40٪، وبدأ نبض القلب في التباطؤ حتى توقف تماماً، موضحاً أنه تمت الاستعانة بأخصائية تخدير مساعدة وفريق الإنعاش بالمستشفى الذي وصل بعد 15 دقيقة من بدء التخدير لمعاونة الطاقم المباشر، وبعد بذل الجهود، وفقاً لما هو متبع، لم يطرأ على المتوفاة أي تحسن، ونقلت إلى وحدة العناية المركزة بعد إجراء العملية القيصرية للمولود، وإعلان الوفاة.

وأضاف التقرير أن طبيبة التخدير لم تتخذ الإجراء الصحيح عندما بدأت درجة التشبع بالأوكسجين في النقصان بصورة كبيرة، ولم تقم بإعادة فحص وضع الأنبوب الرغامي بوساطة منظار الحنجرة، على الرغم من وجود علامات سريرية توجب اتخاذ خطوة الإنعاش في مثل هذه الحـالات.

وأثبتت تحقيقات شرطة أبوظبي مع المدير الإداري للمستشفى، سفير أحمد أولات، أن الطبيبة المذكورة سافرت خارج الدولة، بادعاء أن والدها مريض بعد اتصالات مع زوجها، وأفاد بأن الطبيبة بحوزتها جواز سفرها، وأنها ليست على كفالة المستشفى لحظة وقوع الخطأ ولا يوجد لديها تصريح عمل، لكنها تمتلك ترخيصاً من هيئة صحة أبوظبي للعمل في مستشفى برجيل، التابع للمجموعة التابع لها المستشفى.

وأفادت محاضر تحقيقات الشرطة مع المدير الطبي للمستشفى، نبيل محمود، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، بأنه تم الإبلاغ عن الطبيبة بأنها بصدد الهرب والمغادرة خارج البلاد، إذ أثبتت التحريات مغادرتها إلى البحرين مساء يوم وفاة المرأة وتم التعميم عليها دولياً.

تويتر