حُبس في «عشة» بنيجيريا 60 يوماً.. ومُنع من الخروج إلا لقضاء حاجته.. وظل متيقناً أن القيادة لن تتخلى عنه

«محمد» أكل طعاماً لا يعرفه وصلى تيمماً

«محمد» اختطف بعد خروجه من المطار. الإمارات اليوم

أفاد المواطن محمد خميس، الذي تمكنت وزارة الداخلية من تحريره من قبضة خاطفيه في نيجيريا، أخيراً، بأنه «عاش أياماً صعبة لم يفقد خلالها الأمل في إنقاذه»، شارحاً لـ«الإمارات اليوم» ملابسات اختطافه على يد عصابة طالبت بفدية لإطلاقه، في رحلة كان من المفترض أن تستغرق يومين، من دون أن يعرف أنها ستنتهي باختطاف يمتد 60 يوماً.

وقال إنه «توجه إلى نيجيريا لإنجاز صفقة أعمال مع أشخاص هناك، واستوقفته مجموعة إرهابية وهو في طريقه من المطار إلى الفندق، الذي كان يفترض أن يقيم فيه خلال رحلته»، وتابع: «اقتادني الخاطفون إلى مكان مهجور، مكثت فيه حبيساً داخل (عشة) لمدة شهرين، ولم يكن يسمح لي بالخروج منها سوى لقضاء حاجتي ثم أعود».

وأضاف: «كنت أقضي معظم وقتي في الصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء المستمر بالعودة إلى بلدي وأسرتي سالماً، وكان الخاطفون يزوّدونني على فترات بأنواع من الطعام الشعبي في نيجيريا لا أعرفه، واضطررت إلى تناوله حتى أبقى على قيد الحياة، ولم يكن هناك ماء، فكنت أتيمم عند الصلاة».

وأكد أنه «لم يفقد الأمل لحظة واحدة»، مضيفاً: «ساعدني إيماني بالله على الصبر، وكنت مؤمناً بأن الموت والحياة بيد اللـه وحده، وعلى يقين بأن قيادة الدولة لن تتخلى عني أبداً، وأنها تقوم بجهودها الحثيثة من أجل تحريري وإنقاذي من يد الخاطفين، وهو ما حدث بالفعل».

وأوضح خميس ظروف تحريره قائلاً: «لاحظت حالة من التوتر والقلق والخوف انتابت أفراد العصابة، خلال اليومين الأخيرين، على غير المعتاد، إذ كانوا يتحدثون في ما بينهم بكثير من الارتباك، ويرددون دائماً كلمة (الشرطة) على ألسنتهم، ما جعلني أدرك بأن لحظة الحسم اقتربت، وهو ما حدث بالفعل، إذ لم تمر ساعات حتى تم تحريري».

ونوّه باستقبال الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، له في المطار، وقال: «كانت لفتة عظيمة شعرت معها بحجم الاهتمام الذي توليه قيادة الدولة لأبنائها، من أجل الحفاظ على سلامتهم».

ونصح خميس رجال الأعمال الإماراتيين باتخاذ الحيطة والحذر عند السفر خارج الدولة، والتنسيق مع سفارات الدولة قبيل السفر، حتى لا يتعرضوا لمخاطر شبيهة، وإنجاز أعمالهم عن طريق الإنترنت، ووسائل الاتصال الحديثة، بدلاً من السفر.

وأعرب عن سعادته بالعودة إلى أسرته ورؤية والدته وابنه الوحيد (حمدان ـ ثلاث سنوات)، موجهاً الشكر والتقدير إلى القيادة الرشيدة على الجهود التي بذلتها في عملية تحريره من خاطفيه، وإرسال طائرة خاصة لنقله من نيجيريا والعودة سالماً إلى الدولة.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت الأسبوع الماضي تحرير محمد خميس، بعد اختطافه على يد مسلحين في نيجيريا، واحتجازه هناك طمعاً في فدية مالية طالب بها الخاطفون، من دون أن تمكنهم من الحصول عليها، بل قبضت على الجناة أيضاً.

وشكلت وزارة الداخلية فريق عمل أوكلت إليه مهمة تأمين سلامة الرهينة والقبض على الجناة، وذلك بالعمل على مجموعتين توزعتا بين الإمارات ونيجيريا، وظل التواصل بينهما قرابة شهرين لإتمام المهمة إلى أن تم تحريره.

تويتر