اكتشاف المهارات وتنمية الميول

د. أحمد الإمام

تقوم المهارات على الاستعدادات البنيوية التي تؤهل المرء للقيام بمهام معينة سواء على المستوى الجسدي، أو الذهني أو اللفظي أو العلائقي؛ أما الميولات فهي البنى النفسية التي تحدد الأذواق والهوايات والنزعة إلى استحسان بعض الأنشطة وتحديد التناسق والتناغم الفردي مع مختلف المثيرات البيئية.

يستحسن اكتشاف المهارات مبكراً لتطويرها وتنميتها والارتقاء بالفرد إلى أعلى مستويات الكفاءات.

نذكر بعض الملامح الأساسية للمهارات الجسدية، أولها التنسيق الحركي الذي يعتمد الدقة والسلاسة في حركة مختلف الأعضاء لتفادي الوقوع أثناء اللعب أو جعل الجسد في وضعيات متعددة والمحافظة على السلامة وتحقيق الأهداف المرجوة؛ وعليه تنمو المهارات الفردية في الكثير من الرياضات، خصوصاً تلك التي تقوم على سرعة التدارك لوضعية الجسد وتصحيحها، وردود الفعل التي تجعل الجسد دائماً في حالة استفادة من كل المتغيرات.

فالصحة العضوية واللياقة البدنية عنصران جوهريان لكل المهارات الحركية، وقدرة الجسم على تحمل مختلف الأعباء والإجهادات.

كما أن المهارات الدقيقة لبعض أجزاء الجسم كالأطراف والأصابع والرجلين تمكن لكثير من التطبيقات الميدانية كجمالية التخطيط والرسم أو التفوق في بعض الرياضات كلعبة المضرب أو كذلك تلك اللعبة التي تعتمد على مهارات القدم أو غيرها.

أما مكونات المهارات الذهنية فترتكز على سرعة البديهة والقدرة على الفهم والاستيعاب آنياً، والمنطق الاستنباطي أي ملكة استخلاص القاعدة الخفية واستخراجها وتوظيفها بطريقة صحيحة؛ المنطق الاستدلالي الذي يتطلب التركيز على الجوانب الأساسية لإثبات أو نفي فرضية ما،

الذكاء التطبيقي الذي يعتمد القدرة على تحويل المنطق المجرد والتفكير المطلق إلى واقع ملموس، التصور الفراغي أي القدرة على وضع تخيل عقلي للأشكال من وجهة نظر مختلفة ورسمها هندسياً، مهارات التذكر بمختلف أنواعها وكذا التركيز والقدرة على تحمل الضغط الذهني أي مدة الاستمرار في النشاط العقلي بوتيرة متساوية دون شرود أو انقطاع، الدقة وسرعة الإنجاز في المهام الذهنية وكذلك التعرف إلى الأشكال وتدارك ما يشوبها من نقص أو تشويش،

التنسيق بين الأفكار وقدرات الربط بين المعلومات وإيجاد تسلسل بينها، التفكير الإبداعي والابتكار وملكة التحليل بدرجة متغيرات متعددة والتدقيق في تفاصيل الأمور والثقافة المتعددة المحاور وختاماً الثراء المعرفي.

أهمية المهارات اللفظية أساسية للتواصل مع المحيط والاندماج، وكذا النجاح المجتمعي.

سلامة النطق وجودة التعبير بمخارج حروف صحيحة مهمة لإثبات شخصية المتحدث، كما أن السلاسة اللفظية والقدرة على الاسترسال اللفظي والفكري في آن واحد أساسيان لكل محاور أو مخاطب، فلا يحبذ له السكوت للتفكير في تسلسل أفكاره بل ينبغي أن يفكر ويتحدث في الوقت نفسه ويرتب أفكاره دون الحاجة إلى توقف.

تقوم المهارات العلائقية على التفاعل مع الآخرين وخصوصاً طريقة احتواء مختلف الإغاظات التي يتعرض لها الفرد مع محيطه وأساليب الاندماج واستراتيجيات خلق المكانة الفردية ضمن المجموعة وتنمية مختلف جوانب الذكاء الاجتماعي.

يتوافر كل الأشخاص على ميولات إلى أنماط ذهنية محددة، فبعضهم يفضل التدقيق والتحليل والترميز الرقمي، بينما يميل آخرون إلى التعميم أو التجريد والترميز الخيالي.

كما أن الميولات الاجتماعية تختلف كذلك بحسب نوعية الشخصية الانبساطية أو الانطوائية، فمنهم من يفضل العمل منفرداً في معزل عن الناس بينما يرغب آخرون في الوجود مع الجمهور كما أن الأنماط العاطفية مختلفة.

تويتر