Emarat Alyoum

الشارقة تسحب «السلع المسرطـنة» احترازياً

التاريخ:: 02 أبريل 2008
المصدر: سوزان العامري -الشارقة، وجيه السباعي -دبي

أثار خبر تداول 24 سـلعة أميركية مسـرطنة، في الأسواق المحلية، مخاوف من احتمال وجود إصابة بمرض السرطان بين مستهلكيها، على اعتبار أن السلع المشار إليها تعد من المواد الرائجة بشكل كبير.

وتلقت «الإمارات اليوم» على مدار الأيام الثلاثة الماضية شكاوى واستفسارات عدة، طالب أصحابها بتحديد السلع المشار إليها، وبيان تأثيراتها عبر وسائل الإعلام.

وفي المقابل، أوقفت بلدية الشارقة في جمعياتها ومراكزها التجارية وبقالاتها كافة، بيع الأصناف التي قال تقرير لاتحاد المستهلكين العضويين الأميركي إنها مسرطنة.

ووفقاً لرئيس قسم رقابة الأغذية في بلدية الشارقة محمد عمر البناي، فقد اتخذت البلدية هذا الإجراء احترازاً، في انتظار نتائج الفحوصات التي تخضع لها السلع المشار اليها. 

وتفصيلاً، أفاد المواطن يعقوب سالم بأنه قرر، بعد قراءته خبر احتواء مستحضرات تجميل أميركية على مادة دايوكسين 1.4 المسببة للسرطان في «الإمارات اليوم» الاستغناء عن مستحضرات النظافة المتوافرة في منزله، والتي تستخدمها عائلته منذ سنوات طويلة. 

وقال إنه شعر بصدمة حقيقية، باعتباره احد المستهلكين المعتادين على شراء هذه المنتجات.

وطالب سالم بدراسة أسباب تزايد مرض السرطان في الدولة، ووضع باب الاستيراد تحت رقابة مشددة، تجنباً لانتشار أمراض خطيرة. 

وبدورها، أبدت المواطنة «أم سالم» استغرابها من توافر السلع الأميركية المسرطنة في الجمعيات والأسواق، على الرغم من خبر احتوائها على مواد تسبب السرطان تصدر الصحف ووسائل الإعلام كافة.

معتبرة أن المشكلة الحقيقية تتمثل في وجود السلع على أرفف الجمعيات والأسواق.

وحذرت من أن «الكثير من الأشخاص لم يسمعوا أو يقرأوا الخبر ومازالوا يستهلكون تلك السلع» مطالبة بسحبها من الأسواق والجمعيات منعاً لاستمرار استهلاكها. 

أما المواطن خالد بن ثابت، فقال: «علمت أن السلع المشار إليها لاتزال خاضعة للفحوصات.

ولكن كيف سيتصرف الأشخاص الذين لم يقرأوا الخبر عندما يجدونها على الأرفف في المحال؟»  متابعاً: «أطالب الجهات المسؤولة بمراقبة المنتجات المستوردة وتكثيف التفتيش على الأسواق».

وأعرب المستهلك أحمد المصري عن مخاوف مشابهة، وقال «لم نفهم على وجه التحديد فيما اذا كان المقصود بالسلع المسرطنة مستحضرات التجميل أم المواد الغذائية».

وطالب بإعلان نتائج العينات التي أخذت من مستحضرات النظافة والتجميل، على اعتبار أن المخاوف التي أشاعها الخبر تحتاج الى توضيح رسمي لطمأنة المستهلكين، إضافة إلى وضع صور المنتجات المسببة للسرطان في حال ثبت ذلك».       

من جانبها، سحبت بلدية الشارقة 24 صنفاً من السلع الأميركية المسببة للسرطان من أسواق الإمارة في إجراء احترازي، حتى تظهر نتائج العينات الأولية التي تم أخذها من المواد، وفق رئيس قسم رقابة الأغذية في بلدية الشارقة محمد عمر البناي، الذي اكد وقف بيع السلع الأميركية التي يشتبه في انها مسببة للسرطان «مضيفاً أن البلدية أخذت عينات منها لفحصها في مختبراتها وإرسال عينات أخرى لمختبرات في المملكة المتحدة للتأكد مما إذا كانت تحتوي على مواد تسبب السرطان فعلاً».  

وأكد البناي أن مفتشي البلدية تأكدوا من خلو الأسواق في الشارقة من الجبنة الإيطالية (موزاريلا بافلو) موضحاً أن شحنة قليلة من تلك الجبنة دخلت الدولة واستهلكت».    

وفي المقابل، أفاد الأمين العام المساعد للأمانة العامة للبلديات عبيد بن عيسى بوجود تنسيق بينهم وبين اللجنة الوطنية لسلامة الأغذية ووزارة الصحة وإدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد بشأن اتخاذ الإجراءات الاحترازية حول تلك المنتجات. 

وبحسب بن عيسى، فلا يتم اتخاذ قرار بسحب أي منتج من الأسواق إلا في ضوء معلومات مؤكدة حول تلوثها.

فيما نفى مدير إدارة الرقابة على الأغذية في بلدية دبي خالد شريف احتمالية وجود مادة الدايوكسين الضارة بصحة الإنسان في منتجات شركة «جاربر» الاوروبية.

وقال إن منتجات شركة جاربر الموجودة حالياً بالسوق مصنعة أوروبياً وليست أميركية، أي وفق أكثر المعايير تشدداً في مجال الرقابة عالمياً».
 
السلع المسرطنة 
 أفاد تقرير سابق لاتحاد المستهلكين العضويين الأميركي «oca»، بوجود 24 سلعة أميركية تندرج ضمن مستحضرات التجميل مسرطنة تتداول في أسواق الدول الخليجية والعربية، اعتماداً على نتائج تحليلات معملية لعدد من أشهر الماركات الأميركية العالمية في مجال أغذية الأطفال، والشامبوهات، ومستحضرات التجميل، ومنتجات العناية الشخصية.

وأثبتت التحليلات وجود مادة «دايوكسين ـ 1.4» المسببة للسرطان بنسب تصل إلى خمسة أضعاف النسبة المسموح بها من قبل هيئة الأغذية والأدوية الأميركية.

وشملت قائمة المنتجات الأميركية ماركات شهيرة مثل: «جونسون آند جونسون» و«هيلو كيتي» و«جاربر» و«هيجليز» و«سكوبي دو» و«كليرول» و«أوليه» و«سيسم ستريت».