Emarat Alyoum

ضعف الإمكانات يمنع صدور صحيفة للمكفوفين

التاريخ:: 01 أبريل 2008
المصدر: علاء فرغلي - أبوظبي

طالبت عضو مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا ومديرة مطابع المكفوفين ناعمة عبدالرحمن المنصوري، المؤسسات الصحفية بمساعدة المطابع في إصدار صحيفة يومية خاصة بالمكفوفين كخطوة مهمة لدمجهم في المجتمع، وإثارة اهتمامهم بالشأن اليومي الذي يشغل المجتمع بأكمله، مشيرة إلى أن ضعف الإمكانات يحول دون اصدار صحيفة مستقلة بالمكفوفين وخروجها إلى النور.

وقالت المنصوري إن هذه الصحيفة يمكن توزيعها كملحق إلى جانب الجريدة الأصلية، متابعة «قدمنا هذا الاقتراح إلى عدد من الصحف وطالبنا فقط بتزويدنا ببعض الأخبار المحلية، وأخبرناهم أننا مستعدون لتزويدهم بمدقق لكتابة برايل لإنجاز هذا العمل ولم يستجب أحد».

وأكدت المنصوري عدم وجود نقص في أعداد المدققين العاملين في مطابع المكفوفين في الوقت الجاري، موضحة أن المطابع لا يعمل بها سوى مدققين يعمل كل منهما نحو 15 يوما في إدخال الكتاب الواحد من المناهج الدراسية إلى نظام الحاسب الآلي دون راحة أو إجازات.

وحول نقص الكتب الدراسية الخاصة بالمكفوفين في بعض المراحل التعليمية والجامعات، قالت إن كثرة تغيير المناهج الدراسية في الدولة يؤدي إلى صعوبة إنجازها بطريقة برايل بشكل سريع بحيث يستطيع الطلبة ملاحقة زملائهم من المبصرين. وأشارت إلى أن المطبعة بدأت هذه الأيام طباعة كتاب الفيزياء للمرحلة الثانوية على الرغم من انتهاء الفصل الدراسي الأول منذ أشهر، لأنها مادة تحتوي على كثير من الرموز التي تتطلب جهدا أكبر في طباعتها.

تأخّر الإبلاغ

وعن مشكلة توفر كتب المكفوفين في الجامعات، أوضحت المنصوري أن «المشكلة هي إبلاغ المطبعة بالمساقات الدراسية التي يدرسها الطالب بعد بدء الدراسة بوقت متأخّر، وبالتالي فإن هناك صعوبة في توفيرها سريعا، وإبلاغ المطبعة قبل وقت كافٍ من بدء الدراسة يتيح توفر المواد التعليمية مكتوبة بطريقة برايل أو على أسطوانة مضغوطة، وهو ما تم بالفعل مع كثير من البحوث والكتب الجامعية والامتحانات».

وأكّدت توافر المناهج المطبوعة باللغة الإنجليزية، لافتة إلى عدم طباعة كتب بلغات أخرى غير العربية والإنجليزية باعتبارهما لغتي الدراسة داخل الدولة. وبالنسبة لمشكلة نقص كتب الرياضيات في المدارس قالت المنصوري إن «مادة الرياضيات تمثل مشكلة للمكفوفين في العالم العربي كله لأنه لا يوجد حتى الآن توحيد للرموز الرياضية بطريقة برايل، وأكدت أن مطابع المكفوفين في الإمارات تعد أولى المطابع في الوطن العربي التي بدأت طباعة كتب الرياضيات والفيزياء بطريقة برايل».

أمنية المكفوفين وأفادت مديرة مطابع المكفوفين بأن نقص كتب الثقافة العامة المطبوعة بطريقة برايل سيتم التغلب عليها، بعد أن بدأت المطابع في طباعة مجموعة من القصص لمستويات عمرية مختلفة، وإطلاق مسابقة القصة المقروءة للمكفوفين وهي أول مسابقة من نوعها، تهدف بالدرجة الأولى لمحو أمية المكفوفين بطريقة برايل، حيث إن هناك من المكفوفين من لا يتقنون طريقة برايل، خصوصا الأطفال، وتمت طباعة القصص بحيث يستطيع قراءتها المبصر والمكفوف معاً.

ولفتت المنصوري إلى وجود اتفاقات بين المؤسسة وعدد من الشركات الكبرى لتزويدها بكل المستجدات التكنولوجية في مجال خدمة المكفوفين، من أجهزة مبتكرة وبرامج وكتب وغيرها، مؤكدةً أن المكتبات العامة تخلو من الكتب الموجهة للمكفوفين لأسباب عدة، منها عدم إقبال المكفوفين على المكتبات العامة وتفضيل تصفح مواقع الانترنت من خلال البرنامج الناطق، مشيرة إلى إمكانية تزويد المكتبات العامة بكتب مطبوعة بطريقة برايل مستقبلا، موضحة «صعوبة طباعة موسوعات معارف عامة للمكفوفين لحاجتها إلى جهود كبيرة نظرا للحجم الهائل الذي تتميز به الموسوعات».

مصاحف للمكفوفين وذكرت المنصوري أن المؤسسة وقعت اتفاقاً مع مكتبة خادم الحرمين الشريفين للمكفوفين في المدينة المنوّرة كجهة مختصة في طباعة المصحف للمكفوفين، لتزويد مكتبة المكفوفين بأعداد من المصاحف، لأن هذه النوعية من الكتب تحتاج إلى دقة متناهية في الطباعة، والآن جميع المكفوفين داخل الدولة لديهم نسخ من القرآن الكريم بطريقة برايل، منوهة بأن الإمارات تسبق الدول العربية والخليجية في منظومة رعاية المكفوفين وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع. وأرجعت المنصوري عدم وجود جمعيات ومؤسسات مدنية أو مراكز للنشاط الثقافي والاجتماعي خاصة بالمكفوفين على غرار بعض الدول الخليجية .

إلى وجود جمعية المكفوفين في الشارقة التي يعتبرها المكفوفون حلقة تواصل بينهم، واعتبرت اتساع الرقعة الجغرافية للدولة عائقا أمام سهولة تنقل الكفيف، حيث تستغرق المسافة بين أبوظبي والفجيرة أكثر من أربع ساعات، لافتة إلى أن مطابع المكفوفين بصدد إقامة شكل من أشكال التنظيم الذي يجمع المكفوفين في مكان واحد، حتى تصبح المطابع مركزا مصدرا متكاملا وليست فقط جهة طباعة كتب. أنشطة ترفيهية وأضافت أن هناك خططا لإطلاق أنشطة ثقافية واجتماعية عدة، وكذلك أنشطة رياضية بالتعاون مع بعض الأندية التابعة لمؤسسة زايد، وتم تدريب بعض المكفوفين بالفعل على رياضة تنس الطاولة، حتى لا تكون حياة الكفيف جمودا ودراسة وعملا دون أي نوع من الترفيه. وأشارت إلى وجود بعض الأنشطة الأخرى التي تقوم بها المطابع لاستكمال دورها في رعاية المكفوفين من بينها التدريس للطلاب في أوقات الامتحانات حتى لا يستعينوا بمدرسين خصوصيين، كما توجه المطابع مدرسين إلى مــدارس الدمج.

وقالت المنصوري إن الفترة الحالية وحتى شهر يوليو المقبل، ستشهد طباعة عديد من الكتب المتنوعة لعدد من الشخصيات البارزة داخل المجتمع في الشعر والثقافة والأقوال المأثورة، والسياسة والاقتصاد والمعارف العامة، ووقعت المطبعة اتفاقا مع مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لتزويدها ببعض الكتب لطباعتها للمكفوفين وجميعها ستوزع مجانا على المكفوفين. وأفادت بأنه لا توجد أية نسبة تسرب من التعليم بين فئة المكفوفين، مؤكدة أن هذه الفئة بالذات من أكثر الفئات إقبالا على التعليم، خصوصا بعد زيادة الاهتمام وتوفير وسائل التعليم الخاصة كافة بهم من برامج كمبيوتر ووسائل تكنولوجية، موضحة أن التواصل بينهم وبين المكفوفين المسنين يوجد على استحياء لأن التركيز بشكل أساسي يتركّز على الجانب الأكاديمي للطلبة ومن ثم يأتي الجانب الاجتماعي.