Emarat Alyoum

44 مواطناً يتحـدون الإعاقة الذهنية بالمهارة

التاريخ:: 01 أبريل 2008
المصدر: علاء فرغلي – أبوظبي

 

أفاد مدير مركز زايد الزراعي للتنمية والتأهيل المهندس محمد سيف العريفي بأن المركز يضم 44 شاباً معاقاً ذهنياً من الدرجتين الضعيفة والمتوسطة، تم تأهيلهم وأصبحوا القوى العاملة الرئيسة، وحققوا مكاسب مالية لأنفسهم وللمركز، مؤكداً أن بعضهم استطاع ادخار مبالغ مالية نحو 350 الف درهم، ومنهم من استطاع الزواج وتكوين أسر، لافتاً إلى أن هؤلاء الشباب يدخلون الآن تحدياً جديداً وينافسون أوروبا في انتاج الزهور. 


وقال إن المركز بات يعتمد بصورة كاملة على المعاقين على الرغم من اتساع نشاط المركز أخيراً، ودخول وحدات إنتاجية زراعية وحيوانية جديدة، منوهاً بأن عملية دمج هذه الفئة في المجتمع تتم بصورة سريعة. 


المتابعة مستمرة
وأضاف العريفي لـ«الإمارات اليوم» أن الـ44 طالباً الموجودين في المركز تتراوح أعمارهم بين 17 و35 عاماً، تم تأهيلهم لتولي المهام الزراعية كافة، بدعم محدود من مهندسين زراعيين موجودين في المركز، مشيراً إلى أن 20 طالباً منهم يتم إعدادهم حالياً، للعمل خارج المركز بعد تأهيلهم نفسياً وصحياً ومهنياً، موضحاً أن المتابعة الصحية والنفسية ستستمر بعد خروجهم عن طريق جهات صحية في أبوظبي والاخصائيين الاجتماعيين داخل المركز.


وأكد أن خروج 20 طالباً من المركز لن يعطّل المشروعات، موضحاً أن هذا العدد لن يخرج دفعة واحدة، وستتم عملية إحلال بمنتسبين جدد من مراكز تأهيل المعاقين، للوصول إلى العدد المستهدف خلال العام الجاري وهو 75 طالباً، لافتاً إلى أنه لا توجد لدى المركز إحصائيات دقيقة حول أعداد المعاقين ذهنياً في الدولة؛ لأن عمله مقتصر على إمارة أبوظبي والمناطق المجاورة لصعوبة انتقال الطلاب من الإمارات الأخرى يومياً.


مشروعات خاصة
وأكّد أن بعض المعاقين ذهنياً استطاعوا العمل بعد تأهيلهم  في التدريس للكبار للصفين الثالث والرابع الابتدائي، وتجرى دراسة حالياً لإقامة مشروعات زراعية خاصة لبعض المؤهلين، بهدف دمجهم في المجتمع.  واعتبر العريفي أن العمل الزراعي هو أكثر المجالات العملية أماناً وتناسباً مع طبيعة الإعاقة الذهنية؛ لأنها تختلف عن أية إعاقة بدنية أخرى، والمعاق ذهنياً يجد صعوبة في إيجاد فرصة عمل بعيداً عن الزراعة.


وأفاد بأن منتسبي المركز يتقاضون راتباً نحو 2500 درهم شهرياً، ويذهبون إلى البنك بأنفسهم بصحبة المشرف المالي ليتسلموا جزءاً من الراتب ويظل الباقي في أرصدتهم، في خطوة تهدف إلى دمجهم بصورة أكبر، لافتاً إلى أن أرصدة بعض الذين التحقوا بالمركز منذ افتتاحه عام 1994 بلغت 350 ألف درهم، وبلغت أرصدة آخرين نحو 300 ألف درهم؛ لأن أغلب الراتب يتم ادخاره، خصوصاً أن المركز يوفر للمعاق كل ما يحتاج، منوهاً بجهود هؤلاء الشباب الذين حققوا نجاحات عدة لأنفسهم وللمركز وآخرها التفوق في انتاج الزهور الذي ينافس كبرى مشاتل الزهور، والآن نستعد لمنافسة دول أوروبية في إنتاج الزهور.


صعوبات البداية
وحول كيفية استقبال المعاقين ذهنياً غير المؤهلين، أفاد العريفي بأن المركز يستقبل الطالب بناءً على تقارير من الطب النفسي أو تقرير متابعة صحية، أو تقارير من المراكز التي قامت بتحويله، وفي بعض الأحيان تأتي حالات متوسطة الإعاقة ويتم قبولها نظراً لأن تفاقم الحالة أحياناً ما يأتي بسبب الأوضاع غير الصحيحة التي يعيشها المعاق، وخلال فترة وجيزة بعد تجاوز صعوبات البداية يبدأ المعاق في الاندماج مع زملائه وأسرته والمجتمع، ويجد ذاته في العمل لأن هؤلاء بالذات لديهم طاقة كامنة يفرغونها في محيطهم الاجتماعي بصورة خاطئة.


 وأضاف أن المركز شهد العديد من حالات العنف عند استقبال معاقين ذهنياً من الدرجة المتوسطة أدى إلى تلفيات وأضرار مالية مثل إتلاف زجاج السيارات أو تحطيم الأبواب أو غيرها، لكن سرعان تمت السيطرة عليهم وتهدئتهم، ومعظم هذه حالات لم تلتحق بمراكز تأهيل من قبل.


عمل خارجي
وأشار إلى أن المعاقين ينقسّمون إلى ثلاث مجموعات: الأولى هي المجموعة المنتظر خروجها من المركز في أقرب وقت، والمتوسطة وهي الأقل قابلية للتعامل مع المجتمع والضعيفة وهم أصحاب الإعاقة الذهنية الأكبر، وجميعهم يحظون بالاهتمام نفسه، والطالب المستهدف خروجه يخضع لتدريب مكثف وتأهيل أكبر حتى يستطيع العمل وتحسين ظروف المعيشة.


وأوضح العريفي أن أربعة معاقين ذهنياً استطاعوا بعد تأهيلهم الالتحاق بالعمل في مؤسسات اتحادية ومؤسسات خاصة، ونفى أن تكون ميزانية المركز تشكل عائقاً أمام مشروعات التطوير قائلاً إن للمركز ميزانية مستقلة ترفع سنوياً للمجلس التنفيذي للتصديق عليها عن طريق مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية ضمن مراكز المؤسسة.


ويشار إلى أن مركز زايد الزراعي للتنمية والتأهيل أنشئ عام 1994 لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقات الذهنية ويخضع لإشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على مساحة 10 آلاف متر مربع، تمت زيادتها بعد زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى 120 ألف متر مربع، وتم إلحاقه بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية عام 2007، ويشمل زراعة أنواع الخضراوات وأنواع من الزهور كافة، بالإضافة إلى الإنتاج الحيواني.
 

مشروعات المركز الإنتاجية 
 خضراوات وزهور
 أفاد مدير مركز زايد الزراعي للتنمية والتأهيل، المهندس محمد سيف العريفي، بأن المركز يزرع أنواع الخضراوات كافة على مساحة 80% من أراضي المركز، وتم تخصيص نحو 5% من المساحة لزراعة الزهور، وبدأ العمل التجريبي فيها وتسويق ما قيمته 10 آلاف درهم من الزهور. وأضاف أن دراسات عدة أثبتت أن السوق المحلية مستهلك كبير للزهور بأنواعها كافة ، موضحاً أن أبوظبي وحدها تستهلك خلال الموسم الواحد نحو مليوني شتلة، لهذا تم إطلاق مشروع إنتاج الزهور للوفاء بمتطلبات السوق المحلية والتصدير لبلدان خارجية. وتابع أنه سيتم البدء في مشروع زراعة الزهور التي تستعمل داخل المنازل قريباً، بعد توفر الإمكانات كافة من صوبات ومبرّدات ودراسات دقيقة،


  إنتاج حيواني
 سيبدأ المركز خلال الفترة الحالية تنفيذ مشروعات الإنتاج الحيواني بحسب الخطة الاستراتيجية المقررة للمركز، ليصل إجمالي الاستثمار الزراعي والحيواني نحو مليون درهم، في حين يبلغ صافي الدخل عن المشروعات الزراعية الحقلية نحو 500 ألف درهم سنوياً، بخلاف إنتاج الزهور والإنتاج الحيواني، ومن المستهدف مضاعفة هذا الرقم، خصوصاً بعد توافر الأيدي العاملة المدربة.


 

 

 

عسل طبيعي
 وبدأ قبل فترة مشروعاً لإنتاج العسل الطبيعي وتعثّر استكماله حيث كان النحل عند خروجه من خلاياه لاستنشاق الرحيق صباحاً يجنح إلى المزارع التي تستخدم المبيدات الزراعية، وفقدت نسبة كبيرة من النحل يومياً، موضحاً أنه سيتم نقل المناحل إلى أماكن بعيدة عن المزارع وإعادة المشروع مرة أخرى
.


استثمار داجني 
وكشف العريفي عن صعوبات تواجه إقامة مشروع الإنتاج الداجني في ظل ارتفاع الأسعار ونقص الإنتاج، موضحاً أن هذا النوع من الاستثمار يحتاج إلى رعاية فائقة وإمكانات كبيرة ومتابعة؛ لأنه يعتمد على المخاطرة على الرغم من ارتفاع أرباحه، ولم يستبعد العريفي إمكانية إلحاق مشروع إنتاج الدواجن بمشروعات الإنتاج الحيواني خصوصاً بعد إلحاق المركز بمؤسسة زايد العليا التي تقدم كل أشكال الدعم المالي والمعنوي.


منتجات الألبان 
و استعان المركز بجهات ألمانية لتقديم الاستشارات الفنية المتخصصة في مشروعات المعاقين بشكل عام، لافتاً إلى أن ألمانيا تعد من أوائل الدول المتقدمة في هذا المجال، ولديها مصنع لصناعة السيارات لا يعمل به سوى المعاقين ذهنياً، وهناك اتجاه لبلورة مشروعات ناجحة من بينها تصنيع منتجات الألبان وتعليب المواد الزراعية، وستخصص بعض هذه المشروعات للإناث من ذوات الإعاقة الذهنية.