Emarat Alyoum

جدل واسع حول استهلاك اللحوم المستنسخة

التاريخ:: 28 مارس 2008
المصدر: إعداد : مكي معمري
 
من أجل مساعدة المستهلكين في التأكد من سلامة اللحوم التي يشترونها، قام مجموعة من الباحثين بجامعة دبلن في ايرلندا، بإجراء مجموعة من الأبحاث، توصلوا من خلالها إلى إمكانية التعرف إلى أصل اللحوم عن طريق قاعدة للبيانات، تسجل بها التفاصيل عن الجينات الوراثية الخاصة بكل حيوان، ويمكن دائماً الرجوع إليها لمعرفة نوع اللحوم ومصدرها.

جاءت هذه الفكرة بعد أزمة اللحوم المصابة بداء جنون البقر في أوروبا. وبتتبع الجينات، يمكن التعرف إلى أصل اللحوم، ويمكن بالتالي التأكد من سلامتها، ومن كونها مستنسخة أم لا.  

وقال مبتكر هذه الطريقة، الأيرلندي باتريك كونينجهام، «لقد بدأنا في القيام بالتجارب على هذا النظام منذ سنة 1996، والآن في ايرلندا تتبع أكثر سلاسل المحال التجارية تلك الطريقة.

ولذلك فقد تم التعرف إلى مصادر أكثر من 75% من لحوم الأبقار» وتعد قاعدة البيانات خطوة جيدة لحماية المستهلك، لكنها لن تصبح فعالة 100% إلا بمشاركة كل منتجي اللحوم فيها.

وكانت إدارة الأدوية والغذاء الأميركية قد أعطت الضوء الأخضر لبيع واستهلاك المواد الغذائية المشتقة من الحيوانات المستنسخة، وذلك بعد بحث دام ست سنوات، توصلت من خلاله إلى كون هذه المنتجات الغذائية لا تشكل أي خطر على مستهلكيها، وأنه بالتالي لا يوجد سبب لمنع تداولها في الأسواق. 

الأمر الذي أكده أيضاً الباحث الألماني في علم الاستنساخ، هاينير نيمان، قائلاً إن «كل المقارنات التي أجريت بين اللحوم المستنسخة واللحوم العادية أثبتت عدم وجود أي فارق بينهما».

وحسب توقعات الخبراء الأميركيين، فليس هناك أكثر من 600 حيوان مستنسخ في الولايات المتحدة، معظمها أبقار.

وترجع قلة هذا العدد لارتفاع تكلفة عملية الاستنساخ، التي تجعل من استنساخ الحيوان لمجرد ذبحه وأكل لحومه خسارة كبيرة، حيث يعتقد أن عملية استنساخ حيوان واحد تكلف نحو 13500 دولار.

غير أن استطلاعاً للرأي، أجرته الجمعية الدولية لحماية المستهلكين، تؤكد أن 10% فقط من المشاركين يقبلون شراء مواد غذائية مستنسخة، لأنهم يجهلون طبيعة هذه المواد ويخشون من تأثيرها السلبي في الصحة.

وهو ما يجعل جمعيات المستهلكين تطالب بوضع علامة تحذيرية على المنتجات الغذائية المشتقة من حيوانات مستنسخة، معتبرة أن بعض المستهلكين قد لا يستسيغون تناولها.  لكن بارب غلن، أحد العاملين في قطاع تكنولوجيا الأغذية بأميركا، يعتبر أنه لا يلزم وضع تنبيهات على الأطعمة، إلا إذا كانت خصائصها الصحية قد تأثرت بسبب الوسائل المستخدمة في إنتاجها.

وأضاف «إن وضع تنبيه على هذه الأغذية يوحي للمستهلك بأنها مختلفة، وهذا أمر غير صحيح». 

نتائج متناقضة
وبعد إصدار هيئة الأمن الغذائي الأوروبي تقريراً أفادت فيه بأنه لا تتوافر لديها قرائن علمية قاطعة تؤكِّد سلامة لحوم وألبان الحيوانات المُستنسخة أو ذريتها للاستهلاك البشري، عاد الأميركيون لتأكيد أن لحوم الحيوانات المُستنسخة وذريتها، والحليب المُنتج منها ومشتقاته، كالألبان والأجبان، صالحة للاستهلاك البشري. 

وجاء في التقرير «ان أبحاث الخبراء على هذا النوع مِن اللحوم لم تُستكمَل بعد، لكن نسبة مهمة مِن التحليلات التي أجريت على اللحوم المُستنسخة لم تُظهر تطابقاً مع اللحوم الاعتيادية».

ووفقاً لبعض المصادر فإنّه سيتعين انتظار ثلاثة أعوام -على الأقل- قبل رؤية هذه المنتجات في رفوف المحال التجارية.

والقرار الأميركي الأخير ليس بالجديد، حيث إنّ كندا وأستراليا ونيوزيلندا واليابان سبق أن صادقت على تسويق هذا النوع من المنتجات، رغم أنّه من النادر رؤيتها في الأسواق عمليا.

بنية مختلفة
وأثبتت أبحاث أجريت قبل سنوات أن الحيوانات المستنسخة تموت بصورة مبكرة جداً.

وقال الباحثون في الدراسة «إن جهاز المناعة الضعيف عند الفئران المستنسخة لم يتمكن من مقاومة الأمراض»، مشيرين إلى «أن الآثار السلبية المحتملة للاستنساخ على المدى الطويل هي ارتفاع معدلات الإجهاض والولادات غير الطبيعية والتشوهات الولادية للحيوانات المستنسخة والوفاة المبكرة والاستعداد للإصابة بالأمراض».
 
الاستنساخ الحيواني  
تنتزع نواة البويضة من رحم حيوان بالغ، والخلية المعطاة لابد أن تحضر بطريقة خاصة قبل إدخالها في بويضة أخرى بوضعها في محلول ملحي من دون مواد مغذية .

تنقسم الخلية الملقحة جينياً المبكرة لتنمو لخلايا متخصصة تكوّن أجزاء أعضاء الجسم. ثم تكوّن الجسم الكامل للكائن الحي المستنسخ.

والخلايا المعطاة لاتلفظها البويضة بعد تلقيحها بالنقل النووي لتصبح معدة للاندماج بتيار كهربي ينشط أيضاً هذه الخلية البويضية الملقحة جينياً للانقسام والنمو.

والبويضة التي تنزع منها نواتها تفقد موروثها الجيني لتتلقى جينات الخلية المعطاة ليصبح الجنين موروثه الجيني متطابقاً مع جينات الخلية المعطاة. 
و عن «دوتشيه فيلله»، ومجلة «نايتشر
»