Emarat Alyoum

الدعم النفسي الرياضي

التاريخ:: 28 مارس 2008
المصدر:
تفردت إذاعة «نور دبي» بمواكبة الحدث الرياضي بمناسبة المقابلة الرياضية للفريق الأبيض مع نظيره وشقيقه السوري أمام جماهيره الحاشدة بدمشق،
 
حيث انضممتُ إلى الحملة الإعلامية مع زميلَيّ عادل حسين وكفاح الكعبي ليصبح البرنامج حياتنا «رياضية»، وكانت التجربة مميزة وتعبر عن روح الوئام بين أعضاء الفريق الإعلامي الذي حمل في قلبه، وعبّر بلسانه وشغفه عن تعايشه مع الحدث الكروي الرائع.

تساءل معنا المستمعون والمحترفون منهم، وكذا الأبطال عن أهمية الجوانب النفسية في تهيئة الرياضي للمباريات، لاسيما السيطرة على الآثار السلبية للتوتر والانفعال العصبي اللذين قد يؤثران في النشاط الفيزيولوجي للاعب، واشتكى بعضهم من أعراض المثانة العصبية، وآخر من آلام عضوية تتلخص في إقلاب الشحنات النفسية إلى اضطرابات جسدية.

مما لاشك فيه أن الرياضي أصبح معرضاً لضغوطات كبيرة ومتزايدة، وذلك بسبب ارتفاع مستوى الأداء في كل الفرق المحترفة؛ الأمر الذي يتطلب لياقة بدنية عالية المستوى، وتدريباً على مهارات فردية،

وتناغماً في استراتيجيات اللعب، ما يتطلب تركيزاً وتفاعلاً وسرعة بديهة وردود فعل متناسقة بين أفرادالفريق؛ هذا ناهيك عن الضغوطات التي يقوم بها الجمهور، خصوصاً إذا كان ذلك في ميدان الفريق المنافس.

تحدثنا عن ضرورة تواجد طاقم للدعم النفسي ورفع معنويات الفريق، بل ينبغي وضع برنامج متخصص للكشف عن مواطن الضعف ومعالجتها والتعرف إلى جوانب الخلل عند الفريق الخصم ومحاولة الاستفادة منها، كما يحتاج اللاعب إلى تعلم العديد من التقنيات التي تؤهله للتغلب على اضطراباته النفسية والسيطرة على انفعالاته العصبية،
 
خصوصاً أنه يمثل علم بلاده أمام أنظار العالم. كما ينبغي التذكير بأهمية الاكتشاف المبكر للمهارات ومعرفة مستوى الاستعدادات الجسدية والعقلية والنفسية لدى الأطفال لوضع معايير دقيقة لاستقطاب العناصر المتميزة التي ستكون أبطال المستقبل.

تساءلنا مع جمهورنا العزيز عن مكونات الفوز، واتفقنا أن الحصان الأصيل يتفوق في نهاية المطاف، وأكدنا أن الارتباك قد يؤثر في بداية المطاف ولكن قدرات المدرب، وتكاتف أعضاء الفريق قادران أن يقلبا الموازين؛ بالتخطيط الصائب وسرعة التأقلم مع واقع الفريق الخصم والتغلب على كل تلك الضغوطات باسترجاع الثقة بالذات وتغيير أساليب اللعب.

كانت الفرحة عارمة بالاستوديو واهتزت أركانه بتهليلات الجميع عندما تم تسجيل هدف التعادل وأصبحنا نطمح في المزيد. تأطير الجماهير الرياضية وتوعيتها بأسلوب ارتقائي، يسهمان في رفع الروح المعنوية للفريق، وكذا مشجعيه، كما أن دور التوجيه الإعلامي أساسي للوقاية من المظاهر السلبية التي أصبحت تنخر أسس القيم الرياضية.

موضوعية الطرح، والصدقية في التعاطي مع مختلف المتغيرات، والسعي الحثيث لتحقيق الطموحات بطرق علمية دقيقة، لا محالة ستؤتي أكلها، وتبوء الفريق الوطني أعلى المراتب. ألف مبروك يا أبيض، ودائماً إلى الأمام.