Emarat Alyoum

"قلب جنين" وثائقي عن فلسطيني تبرع باعضاء طفله لانقاذ حياة اسرائيليين

التاريخ:: 27 مارس 2008
المصدر: رام الله (الضفة الغربية) - أ.ف.ب

 

عرض المخرج الالماني ماركوس فيتر في مدينة رام الله في الضفة الغربية فيلما وثائقيا يتحدث عن فلسطيني تبرع باعضاء طفله الذي قتل برصاص الجيش الاسرائيلي لانقاذ حياة اسرائيليين مرضى.

وعرض الفيلم للمرة الثانية مساء أمس في المركز الثقافي الالماني الفرنسي في رام الله بعد ان رفض مركز آخر في المدينة عرضه بحجة انه يشكل "تطبيعا" مع اسرائيل لمشاركة اسرائيلي في اخراجه.

وابدى المخرج الالماني اسفه لذلك وكذلك لرفض مهرجانين للفيلم في اسرائيل عرض الفيلم احدهما مهرجان الفيلم في تل ابيب.
وانهى ماركوس فيتر والاسرائيلي لون جيلر فيلمها "قلب جنين" قبل ثلاثة اسابيع، وهو يروي قصة الفلسطيني اسماعيل الخطيب الذي تبرع باعضاء ابنه احمد الذي قتل في 2005 عندما كان عمره 12 عاما برصاص الجيش الاسرائيلي وسط مدينة جنين.
وتبرع الاب بكامل اعضاء ابنه وخصوصا قلبه ورئتيه وكليتيه التي انقذت حياة ثلاثة اطفال اسرائيليين، في حين توفي رابع بعد عملية الزرع. واستفادت من اعضاء الطفل كذلك امرأتان قال المخرج انهما رفضتا الظهور في الفيلم.
وقال المخرج فيتر لوكالة فرانس برس "ان ادارة مهرجان افلام تل ابيب رفضت قبول عرض الفيلم في مهرجانها لاسباب قالت بانها تقنية".
واضاف " لكني اعتقد ان رفض الفيلم جاء لاعتبارات اخرى، مثل القول بان الفيلم يتحدث عن جانب واحد، وهو الجانب الفلسطيني".
ويعرض الفيلم مشاهد قتل الطفل احمد الذي كان بين مجموعة من الاطفال يرشقون الجيش الاسرائيلي بالحجارة وسط مدينة جنين، وصور الطفل اثناء وضعه في ثلاجة الموتى.
كما يعرض الطفل صورا لوالدي الطفل واشقاؤه الاربعة يبكونه، ومن ثم زيارات الام والاب للاطفال المستفيدين من اعضاء ابنهما في المستشفى عقب نجاح عمليات الزراعة، وكيف احتضنت الام الاطفال وقبلتهم.
وتابعت كاميرا الفيلم حياة الاب والام، حينما حاولا بعد سنة من التبرع باعضاء ابنهما المرور عبر حاجز اسرائيلي الا ان احدى المجندات رفضت السماح لهما بذلك بعد ان اتصلت بقيادتها المركزية.
وينتقل مخرجا الفيلم بالكاميرا الى اهالي الاطفال المستفيدين من اعضاء الطفل حيث اثنى بعضهم على الاب عدا يهودي متدين اعلن كرهه للعرب رغم ان عملية التبرع انقذت حياة ابنته.
ومع ذلك اصر والد الطفل على زيارة هذا المتدين اليهودي في منزله، ليطمئن على حياة الطفلة منوحة ليفنسون التي باتت تحمل جزءا من جسد ولده. حينها قال اليهودي "لا ادري كيف اشكرك، فقد انقذت حياة ابنتي". وقدم له هدية باسم ابنته.
وقال له الاب الفلسطيني " لكنك قلت كلاما قاسيا في البداية". رد اليهودي المتدين "لم اكن اعرف من المتبرع في البداية، وكان تفكيري منشغلا في حياة ابنتي".
وروى الفيلم كيف استشار الاب في البداية رجل دين مسلم اكد له ان الدين الاسلامي لا يمنع التبرع باعضاء جسد الميت لانقاذ حياة اناس اخرين. ثم عرض الفيلم مقابلة مع قائد كتائب شهداء الاقصى في مدينة جنين، زكريا الزبيدي، الذي قال ان الاب سأله ان كان يجوز التبرع بالاعضاء لاسرائيليين من الناحية الوطنية ام لا.
وقال الزبيدي" قلت له حينما سألني، بان التبرع لن يكون لاطفال اسرائيليين وانما لبشر".
وكان الاب اعتقل في السجون الاسرائيلية في اواسط الثمانينات، وهدم الجيش الاسرائيلي محله الذي كان يعتاش منه اثناء اجتياحه لمدينة جنين في العام 2002، ودمر مركبته الخاصة.
وتسلم الاب بعد التبرع باعضاء ابنه ادارة مركز للاطفال في جنين حمل اسم الطفل  "احمد الخطيب". ويعرض الفيلم في نهايته صورا لوالد الطفل وهو يوزع حقائب مدرسية على اطفال مركز الاطفال الذي يديره قدمتها طفلة استفادت من اعضاء ابنه، وقال الاب "كنت اتخيل ان ابني بينهم".
ويختم الفيلم بصور الاطفال الاسرائيليين المستفيدين من اعضاء الطفل الفلسطيني وهم ينعمون بحياة طبيعية. وقال المخرج ماركوس لوكالة فرانس برس بانه ينوي عرض الفيلم في المانيا، ودول اخرى.