Emarat Alyoum

سيارات ملوك العراق.. حتـــى الفرجـة لم تعد ممـكنة

التاريخ:: 27 مارس 2008
المصدر: بغداد - أ.ف.ب

 

تحتفظ أمانة بغداد، في مخبأ تحت الأرض يخضع لإجراءات أمنية مشددة، بـ14 سيارة قديمة تعود الى العهد الملكي أفلتت بأعجوبة من أيدي اللصوص خلال احتلال العراق عام .2003 ويقول المسؤول الاعلامي في امانة العاصمة عادل العرداوي إن «هذه المجموعة من السيارات القديمة الكلاسيكية تعود الى العهد الملكي (1921 - 1958) وكانت تستخدمها العائلة المالكة منذ ثلاثينات القرن الماضي».


وبعض السيارات كانت هدايا الى الملك غازي (1933 - 1939) بينها واحدة من طراز مرسيدس 1936 قدمها المستشار الالماني ادولف هتلر الى الملك غازي.


وأضاف العرداوي أن «السيارات التي قدمت في حينها هدايا كانت محفوظة في قاعة ضمن متنزه الزوراء منذ السبعينات بعد أن آلت ملكيتها الى امانة بغداد لكن تم نقلها إبّان الثمانينات اثناء الحرب العراقية الايرانية الى هذا المكان».


ويكاد المكان الذي تصطف فيه السيارات في مجموعتين متقابلتين ان يكون سرياً، فهو مكون من طابقين ولا يمكن ان يثير انتباه أحد كما انه مغلق بباب حديدي كبير وضعت أقفاله في أعلاه بشكل يصعب الوصول اليها. وبين السيارات القديمة، هناك سبع منها صالحة للاستخدام بعد ان اجريت لها اعمال صيانة في عمّان بأمر من النظام السابق وتمت إعادتها الى هذا المكان.


واعتبر العرداوي ان «حفظ هذه السيارات الجميلة قديمة الطراز في هذا المخبأ اضاع الفرصة على اللصوص وأبطال الحواسم» في اشارة الى التسمية التي تطلق على الذين قاموا بنهب الدوائر والمؤسسات الحكومية اثناء احتلال بغداد عام .2003 واشار الى ان «هؤلاء اللصوص لم يعرفوا بوجود هذه السيارات وإلا لكانوا سرقوها».


وفي مكان لا إنارة كافية فيه ووسط برك من المياه، وضعت سيارة المرسيدس التي أهداها هتلر الى الملك غازي وتتسع لشخصين فقط ولها باب واحد ومقاعد من الجلد، ولاتزال هذه السيارة الفضية تحافظ  على جودة تصنيعها رغم تقادم الزمن.


وإلى جانب المرسيدس، أوقفت سيارة من طراز «رولز رويس» سوداء اللون لا تقل جودة وجمالاً صنعت عام 1932 وتم تقديمها هدية الى الملك غازي ايضاً من عراقي ينتمي الى عائلة تجارية شهيرة.


لكن العلامة التجارية المميزة التي تتصدر السيارة وهي نسر فقدت في ظروف غامضة، وهناك ايضاً سيارات من طراز «بنتلي» عام 1956 و«كاديلاك» عام 1953 و«كونتيننتال».1953 وبين المقتنيات الملكية التي كتب لها ان تنجو من اعمال النهب والسلب، عربة ملكية يتصدرها تاج عراقي صنعت في بريطانيا وتم بداخلها تتويج فيصل الثاني ملكاً على العراق عام .1953 وكان الملك فيصل الثاني الذي قتل مع افراد اسرته خلال الانقلاب الذي اطاح بالملكية في 1958 قاصراً في 1939 عندما لقي والده الملك غازي حتفه في حادث سير وتم تعيين خاله عبد الاله وصياً على العرش الى حين بلوغه سن الرشد والعربة مماثلة لتلك التي تستخدمها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية. ويقول أحد المكلفين بحماية هذه السيارات «لقد عايشت مراسم تتويج الملك فيصل الثاني وقد استقل الملك هذه العربة التي كانت تجرها اربعة خيول سوداء».