Emarat Alyoum

نقطة «مطر» تروي العطش في دمشـــق

التاريخ:: 27 مارس 2008
المصدر: خالد صديق - دمشق
 
أضاع المنتخب الوطني لكرة القدم فرصة ذهبية للعودة من دمشق بفوز ثمين، واكتفى بنقطة التعادل 1-1 مع سورية في المباراة التي جرت مساء امس على استاد العباسيين في العاصمة السورية في الجولة الثانية من تصفيات الدور الثالث للمجموعة الآسيوية الخامسة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 .

أنهى المنتخب السوري الشوط الأول متقدماً بهدف مبكر سجله زياد شعبو في الدقيقة الثانية، لكن المتألق اسماعيل مطر سجل هدف التعادل (54) من الشوط الثاني، واضاع محمد الشحي واحمد دادا فرصة الحسم في اكثر من مناسبة.
 
بهذا التعادل المهم رفع الأبيض رصيده الى أربع نقاط اثر فوزه على الكويت في الجولة الأولى، بينما ارتفع رصيد سورية الى نقطتين لسابق تعادله مع ايران في الجولة الأولى. وقدم الأبيض عرضاً طيباً على مدار الشوطين، رغم الهدف المبكر، وكان الأفضل معظم فترات المباراة.
 
التشكيل الأساسي
لعب الأبيض بطريقة 4/3/3، وضم التشكيل الأساسي كلاً من ماجد ناصر في حراسة المرمى، وفايز جمعة في مركز الظهير الأيمن وراشد عبدالرحمن وبشير سعيد في قلب الدفاع، وعبيد خليفة في اليسار، والثلاثي سبيت خاطر ودرويش احمد وهلال سعيد في الوسط، واحمد دادا ومحمد الشحي واسماعيل مطر في الهجوم. وأعطى الفرنسي برونو ميتسو اهتماماً كبيراً بالشق الدفاعي باللعب بثلاثة لاعبين كمحور ارتكاز في الوسط، مع ميل الشحي ودادا للتغطية في الجانبين، ووجود مطر بمفرده في الهجوم.

ولعب الفريق السوري بطريقة 3/5/2 وضم التشكيل الأساسي كلاً من مصعب بلحوس في حراسة المرمى، وعلي حميد وعلي الرفاعي وعبدالقادر دكا في الدفاع، وبكري طراب وعاطف جنبات وفراس اسماعيل وعادل عبدالله وجهاد الحسين في الوسط، وفراس الخطيب وزياد شعبو في الهجوم. واهتم فجر ابراهيم مدرب سورية بالكثافة العددية في الوسط ومنطقة المناورات لفرض سيطرته من البداية، والاعتماد على الانطلاقات من الجناحين، مع فرض رقابة لصيقة على مفاتيح لعب الأبيض.
 
هدف مبكر
لم يعطِ الفريق السوري الفرصة للأبيض لجس النبض، واستغل حالة الارتباك والثغرة الواضحة في الناحية اليمنى ليسجل هدفاً مبكراً في الدقيقة الثانية عن طريق زياد شعبو من كرة امامية الى فراس اسماعيل ضرب بها مصيدة التسلل، وتوغل من الناحية اليسرى ومرّر عرضية ارضية مرت من ماجد ناصر لتجد زياد شعبو الذي لم يجد صعوبة في ايداعها المرمى مسجلاً هدف التقدم لأصحاب الأرض. وكاد الفريق السوري يسجل مرة اخرى من ثغرة اليمين في الدفاع الأبيض عن طريق عكسية الى علي دياب غير المراقب داخل منطقة الجزاء حوّلها برأسه قوية في الشباك من الخارج. استعاد الأبيض اتزانه، وتخطى حمى البداية، وبدأ يدخل المباراة تدريجياً عن طريق التنظيم والترابط بين الخطوط من تراجع دادا لمساندة فايز جمعة في اليمين، وبدأت السيطرة البيضاء على مجريات اللعب مستغلاً مهارات مطر والشحي ودادا في تهديد المرمى السوري، وكانت الفرصة الأولى عندما حصل مطر على ركلة حرة نتيجة لمسة يد من الحارس خارج منطقة الجزاء، مررها بذكاء الى بشير سعيد داخل منطقة الجزاء سددها قوية بلمسة واحدة اصطدمت بالدفاع الى ركنية (13).

وكان التهديد الأبيض الثاني عن طريق قذيفة صاروخية من المدفعجي سبيت خاطر من ركلة حرة، لكن الكرة علت العارضة بقليل (20). وتغاضى الحكم الصيني عن احتساب ركلة جزاء واضحة لمصلحة الأبيض 22 عندما تعرض الشحي لإعاقـة واضحــة داخل منطقة الجزاء، لكن الحكـم اشار باستمـرار اللعـب، وكان قريباً من موقع الحدث.

ولم ينجح الأبيض في اختراق الدفاع السوري المنظم، ولم يستغل الفترة التي فرض فيها سيطرته على مجريات اللعب، فعاد اصحاب الأرض لأجواء المباراة، وعاد النشاط السوري في الناحية الهجومية، وسدّد عاطف جنيات كرة قوية من الناحية اليسرى امسكها ماجد ناصر على مرتين (35).
 
مطر يعدل
لم تشهد صفوف الفريقين أي تغييرات مع بداية الشوط الثاني، وفضل ميتسو وفجر ابراهيم الاحتفاظ بالتشكيلتين نفسيهما اللتين بدآ بهما المباراة.
 
وزادت سرعة اللعب في الجانبين، وحوّل فراس اسماعيل كرة عرضية برأسه خارج المرمى، ورد الشحي بمرتدة سريعة حصل على ركلة حرة سددها بشير سعيد في الدفاع الى ركنية تصدى لها سبيت خاطر ولعبها بالمقاس على رأس اسماعيل مطر غير المراقب حولها من الوضع طائراً داخل الزاوية اليمنى مسجلاً هدف التعادل (54) ليعيد المباراة الى نقطة البداية والتعادل 1-.1 وكاد الأبيض يتقدم عندما نفّذ هجمة سريعة سدد فيها درويش احمد قوية ارتدت من الحارس السوري الى الشحي الذي هيأ الكرة على صدره وسددها فوق العارضة من داخل منطقة الجزاء، وكان مطر في موقف افضل لو مرر له الشحي (58).

تراجع الأبيض للدفاع بعد هدف التعادل؛ مما اعطى الفرصة لأصحاب الأرض للعودة الى الهجوم مع اعتماد الأبيض على الهجوم المرتد السريع للوصول لمرمى بلحوس. ورفض الشــحي هدية اخرى لإحراز الهدف الثاني (72) عندما توغل احمد دادا من الناحية اليمنى، وعـكس الكـرة رائعة امام المرمى الى الشحي المتـحرك بوعي، لكنه حوّل الكرة بيسراه فــوق العارضة بغرابة شديدة. ورد جهاد الحسين بإهدار فرصة سهلة من ركنية تهيأت على رأس الحسين حوّلها خارج المرمى (75). كثّف المنتخب السوري من ضغطه الهجومي في آخر 15 دقيقة، واجرى تغييرين بإشراك محمود امنه ومحمد زينو بدلاً من فراس اسماعيل وفراس الخطيب.
 
وتعاطف القائم الأيسر مع ماجد ناصر وتصدى لكرة خطيرة من عرضية خطيرة تهيأت امام زياد شعبو سددها في القائم وشتتها الدفاع. وأصلح الدفاع خطأ فادحاً من ماجد الذي هيأ كرة عرضية الى زياد شعبو مررها الى محمود امنه، لكن هلال سعيد ابعد التسديدة، ولعب عبدالله مال الله بدلاً من درويش احمد (84). وأضاع دادا فرصة الحســم في الدقيـقة (85) عندما انفرد الشـحي من مرتــدة سريعة، وهيأ الكـرة الى دادا، لكــنه حاول مراوغــة الحارس فشتت الدفـاع السوري الكرة. ولعب احمد خليل بدلاً من سبيت خاطر، واضاف الحكم أربع دقائق كوقت محتسب بدلاً من الوقت الضائع، لعب فيها فيصل خليل بدلاً من مطر، بينما لعب مــاهر السـيد بدلاً من زياد شعبو في المنتخب السوري. 

من استاد العباسيين
 
اكتظت مدرجات استاد العباسيين في العاصمة السورية دمشق بالجماهير الغفيرة التي تابعت المباراة، لاسيما بعد فتح الأبواب امام الجمهور للدخول بالمجان كما حرصت اعداد كبيرة من انصار المنتخب الوطني على السفر الى سورية لمؤازرة الأبيض في المواجهة الصعبة، ولم تتوقف عن تشجيع المنتخب من المدرجات. 

ادار المباراة طاقم تحكيم صيني بقيادة صن بويجي، وساعده لي تيجون وهان وي، والحكم الرابع تان هاي.

دخل الفرنسي برونو ميتسو مدرب المنتخب الوطني في نقاش مع حكم المباراة والحكم الرابع ومنسق المباراة خلال احداث الشوط الأول عندما طلب الحكم الرابع بوقوف مدرب واحد فقط لتوجيه اللاعبين، وتعجب ميتسو من تجاهل الحكم الرابع للطلب نفسه مع الجانب السوري.. وتدخل مراقب المباراة اللبناني مازن رمضان ومراقب الحكام القطري طالب لان لإنهاء المشكلة.

تعمد مصعب بلحوس حارس مرمى سورية السقوط على الارض مع بداية الشوط الثاني لامتصاص حماسة لاعبي الأبيض الذين اندفعوا للتعويض، واستؤنفت المباراة بعد توقف دقيقة لعلاج الحارس السوري. 

أنذر الحكم كلاً من راشد عبدالرحمن وهلال سعيد من الإمارات.