Emarat Alyoum

الطرابيشي: المسلمون بحاجة إلى التفوق في علوم الدنيا

التاريخ:: 25 مارس 2008
المصدر: محمد عبدالمقصود -دبي

تابعت «الإمارات اليوم» من داخل استوديوهات شبكة الإذاعة العربية،  استضافة إعلامية استثنائية، انفردت بها إذاعة نور دبي، عبر برنامجها الأسبوعي «مزامير آل داوود»، لأعلى أهل الأرض إسناداً في علم قراءات القرآن الكريم، وهو الشيخ السوري بكري الطرابيشي الذي لا يفصل إسناده للقرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم سوى 26 رجلاً تعاقبوا على حمل القرآن في صدورهم .

الشيخ الطرابيشي الذي أتم هذا الأسبوع أعوامه ال90، التي لم يعرف فيها طريق الاستضافة الإعلامية سوى ثلاث مرات، إحداها خص بها «نور دبي» مساء الأربعاء الماضي، قال على هامش المقابلة الإعلامية التي أجراها معه عبر البث المباشر الشيخ شيرزاد عبدالرحمن طاهر، مقدم البرنامج، إن أمنيته الشخصية هي أن يتوفاه الله وهو في مجلس علم يُعلِّم ويتعلم كتاب الله، فيما ذكر أن أمنيته العامة التي يتمناها للأمة الآن هي «أن يهتم المسلمون بالسعي إلى التفوّق في العلوم الدنيوية بعدما أصبح البون بينهم وبين نظرائهم من الأمم شاسعاً»،

مشيراً إلى أن «الدعوة إلى الله واتقان علوم الدين لا تتنافى مع الضرب في الأرض وكسب الرزق في شتى ميادين الحياة»، مشدداً على أن «الأصل أن يتكسب حامل العلم الديني من غير القرآن، فقد كان بعض شيوخي مهندسين وأطباء بينما أمارس أنا التجارة، لكن إذا لم يتمكن المرء من سد عوز أهله فإن التكسب من خلال الاشتغال بعلوم الدين مباح».

استثمار
وقال الشيخ بكري خلال الحلقة التي استضافت أيضاً ابنه المهندس ربيع وكلامن  د.محمد عصام القضاة أستاذ تفسير علوم القرآن بجامعة الشارقة وجاسم الأميري من دائرة الشؤون الاسلامية والعمل الخيري بدبي، إنه كان يقرأ على شيخه قبل أن تتم إجازته، بعد صلاة الظهر، بينما كان يكلف أحد إخوته بالإشراف على تجارته في ذلك التوقيت.


واستعاض المذيع الشيخ شيرزاد عن المداخلات الهاتفية، التي انهالت للتواصل مع الشيخ بكري، بالاقتصار فقط على قراءة بعض الرسائل النصية القصيرة التي وردت للبرنامج استثماراً لوقت «مزامير آل داوود» المحدد بساعتين فقط من جهة، ولعدم إجهاد أعلى أهل الأرض إسناداً من جهة أخرى مراعاة لسنه المتقدمة، وهو ما جعل شيرزاد يعتمد في السؤال على بعض التفاصيل الخاصة بالشيخ على أحد ابنائه وهو ربيح الذي رافقه في الاستوديو.


وحملت أسئلة المستمعين استفهامات كثيرة متعلقة بأحكام التلاوة والتجويد، فيما كان مقدم البرنامج يجيد في الاستلهام من معين ذاكرة الشيخ بكري حول ذكرياته مع شيوخه الراحلين مثل الشيخ محمد سليم الحلواني ومحمود فايز الدرغستاني وغيرهما على نحو مشوّق .

تبرير
وذكر الشيخ بكري أن أهمية علم القراءات تعود إلى أن الأساس في تعليم وتعلم القرآن الكريم هو النقل الشفاهي وليس التدويني، ومن ثم يعد الإسناد عن طريق علم القراءات الفيصل في بيان دقة القراءة وضبط الصور وغير ذلك مـــن المعايير التي تحكم إجازة القارئ. 

يذكر أن الشيخ بكري يعد أهم حجة تحسم خلافات العلماء الذين يلجأون إليه حينما تتعارض آراؤهم حالياً، وقد سبق أن قرأ عليه إمام الحرمين الشريفين الشيخ الحذيفي من أجل التيقن من صحة السند في المدينة المنورة.

وبرر الشيخ بكري عدم تدريسه القراءات للنساء، مؤكداً أن لا علة فقهية وراء ذلك بـــل إن عدم توافر المكان المناسب شرعاً لهـــذا الأمر بالنسبة إليه هو ما حال دون تدريسه إياهن لا سيما وأن كل تـلاميذه كانوا يأخذون عنه القراءات في منزله.
  

الابن العاشر 
 بعد إلحاح مقدم البرنامج على الشيخ بكري في ذكر ما يأسف عليه الآن في عامه التسعين قال الرجل: «لا يوجد في حياتي ما أأسف عليه، لكنني كنت أتمنى أن يرزقني الله بالابن العاشر بعد أن رزقني بـتسعة أبناء، وهو أمل غير بعيد على الله تحقيقه في كل الأحوال».


وأكد الشيخ بكري أنه يتعهد بمسؤوليته عن صحة قراءات من أجازهم من تلاميذه سواء في ما يتعلق بالقراءات السبع أو العشر الكبرى للقرآن، حيث منح الشيخ بكري نحو 250 إجازة لطلابه على مدار سبعة عقود عاشها معلماً ومتعلماً للقراءات، فيما لجأ أخيراً إلى إجازة من يجيزه طلبته الثقة المعتمدون لديه


الحداد: الإسناد نعمة كبرى 
قال الدكتور أحمد الحداد مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري إن «الإسناد نعمة كبرى تعد من أهم خصائص الأمة الإسلامية»، مضيفاً: «الإسناد لا يقتصر فقط على قراءات القرآن الكريم بل هو موجود في الفقه والحديث، ورغم تقدم أساليب التدوين فإن صحة الإسناد هو أهم دليل شرعي على صحة ما هو مدوّن،

وسيظل القرآن الكريم محفوظاً في صدور المسلمين عن طريق المشافهة إلى يوم الدين»  وأشاد الحداد بالدور الكبير الذي يلعبه علماء الأسانيد في هذ المجال متحملين الكثير من الجهد والمشقة والترحال والتمحيص من أجل التأكد من صحة أسانيد النصوص الدينية
.