Emarat Alyoum

استراتيجي أميركي يطالب المحــــــــافظين الجدد بالتراجع

التاريخ:: 23 مارس 2008
المصدر: موقع «مجلس العلاقات الخارجية الأميركية»
 

 

بعد رحلته للعراق وأفغانستان والتي استمرت عشرة أيام، قابل خلالها قادة عسكريين ومدنيين عديدون، أجرى برنارد جورتزمان مع أنتوني كوردسمان، الخبير في قضايا أمن العراق وأفغانستان، والذي يشغل حالياً منصب أستاذ كرسي أرليج بورك في الشؤون الاستراتيجية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، حواراً حول الأوضاع في البلدين حول رؤيته للجهود والاستراتيجيات الأميريكية في البلدين، وكذلك رؤيته المستقبلية للأوضاع هناك.

وفي هذا الحوار يرى كوردسمان أن هناك مكاسب عسكرية تم تحقيقها في العراق على خلاف العديد ممن يرون أن الولايات المتحدة أخفقت في تحقيق مكاسب أمنية هناك استناداً إلى تزايد عدد العمليات المسلحة ضد القوات الأميركية، قائلين إن العراق يشهد حالياً حالة من الاحتراب الطائفي قد تمتد إلى دول الجوار. 

ما تقديرك لواقع الحرب في أفغانستان والعراق؟ 
أعتقد أن هناك حربين مختلفتين، فداخل أفغانستان، استطاع حلف شمال الأطلسي «الناتو» الانتصار في بعض المواجهات مع قوات حركة طالبان، لكننا نرى في الوقت ذاته أن حركة طالبان تحاول مد وبسط نفوذها على الأرض، فهي تُسيطر أو لها تأثير سياسي كبير أو اقتصادي. فالموقف في الجنوب أكثر إشكالاً، حيث لا توجد قوات كافية في الجنوب لتحقق نصر حقيقي، ولتحقيق نوع من التنمية أو الحكم، فيما عدا بعض المناطق المنتقاة أو المحدودة. 

أما بشأن الموقف في العراق، فهو مختلف جداً. حيث نرى أن تنظيم «القاعدة» تم دفعه خارج بغداد، وخارج الأنبار. كما تم القضاء على العديد من عناصره في ديالى بصورة كبيرة.
 
حيث أصبح مركزاً في محافظة نينوى والموصل، لكنها تتكبد الكثير من الخسائر، ولا يعني ذلك نهاية للعنف.
 
فالقادة العسكريون الأميركيون يستخدمون مصطلح البحث عن «الحد الأدنى المقبول» من العنف حتى تستطيع الحصول على حكم أو اقتصاد أفضل. وهو ما يشير إلى وجود تحديات عدة أمام القوات الأمنية.

هل يوجد تشابه؟ 
ين إن الحربين متشابهتان في كلا البلدين، فليس لديهما حكم مركزي كفء يمكنهما من تقديم الخدمات، وتقديم قوات أمن حكومية على درجة عالية من الكفاءة. كما أن كِلا البلدين يٌعاني من مشكلات تنموية حادة ومشكلات بطالة. غير أن الموقف أفضل في العراق.
 
ففي الأخيرة، ضعف الحكومة المركزية، إلى حد ما، يُتغلب عليه، أو تحد منه المفاوضات، التي تدور حول رئيس الوزراء، بين الطوائف الرئيسية في الحكومة المركزية. فإقامة حكومات إقليمية ومحلية لا يتم إلا من خلال إعطاء سلطات أكبر للمحافظات، لكن من خلال إجراء انتخابات على مستوى المحافظات يمكن أن تخدم كقوة مقابلة لضعف الحكومة المركزية.

وهو ما يدعم عمل فريق إعادة البناء على مستوى المحافظات، ودور القوات الأميركية. وذلك ملاحظ بصورة أكبر في وسط البلاد عن الجنوب، لكنْ هناك تقدم حقيقي.
 
أما بالنسبة للموقف في أفغانستان فإن هناك نقصا في قوة حلف الناتو لرفض أربع دول رئيسية (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا) إرسال قواتها إلى هناك لتردي الأوضاع الأمنية، إلى جانب عدم وجود تنسيق حقيقي لجهود المساعدة، فهي مساعدات صغيرة بالنسبة لمقياس دعم الحكومات، كما أن جهود بناء حكومات محلية المحدودة، كل هذه الأشياء ميزت أفغانستان سلبا عن الحالة العراقية.
 
وفي إطار تقديم المساعدات، أعتقد أن أحد الأمور المأساوية التي حدثت في العراق هي المتعلقة بإعادة بنائه. فنحن أضعنا 37 بليون دولار من أموال الولايات المتحدة الأميركية والأموال العراقية هباء. فنحن ليس لدينا خطط حقيقية أو لها مصداقية للعراق لتستوعب المشروعات التي أتممناها. واشنطن تحقق مكاسب في العراق، لكنها في حاجة لسنوات لتحظى بها وحكومة بغداد ليست مستعدة لإنفاق أموالها بكفاءة، أو في بعض الأحوال ككل. لكنْ هناك أموال أكثر، وذلك الشيء يسهل التعامل معه من المشكلات في أفغانستان. 

كيف تعرف النصر في العراق؟
بأن يكون لدينا في العراق دولة صديقة ومستقرة وآمنة لا تُدار من خلال القمع ولديها بعض مظاهر التعددية. لكن عند الحديث عن العراق وأفغانستان يصعب توقع بناء مجتمع عراقي على غرار المجتمع الأوروبي الغربي أو المجتمع الأميركي في المستقبل القريب.

وكما قال أحد العمال «أنتم لم تذهبوا للحصول على الديمقراطية، لكن ربما تحصلون على ديمقراطية عراقية»، وذلك الذي لابد من أن نعرفه.
 
كما أن على الولايات المتحدة والعالم كله أن يُدرك أن تلك المجتمعات عندما تتمكن من صنع خياراتها، هذه الخيارات لن تكون خيارتنا، فهي تتوقف على عمل حكوماتها ورؤيتها لأمنها ووظائف المجتمع المدني، الأمر الذي لابد أن نقبله. فوهم الليبراليين الجدد في فيتنام والمحافظين الجدد في العراق وأفغانستان بالتغير الفجائي والممكن قبوله، فلا يمكن أن يكون هناك استنساخ للمجتمعات، فذلك وهم لا يمكن تحمله. 

هل يمكن أن تفصل الأمر بالنسبة لأفغانستان؟ 
في أفغانستان، لا يُوجد تخطيط حقيقي، الأمر الذي أدى لبرامج غير مؤثرة لها آثار جيدة لكنها لا تحل مُشكلة تقديم الخدمات، أو تحقيق الاستقرار أو تقابل توقعات المواطنين. فقد تم تكوينها من جانب فريق الولايات المتحدة الملتمس للتمويل، ومن خلال مشكلات الكونغرس وعقبات الإنفاق الكفء. أنت تتعامل مع مصطلح قريب من المساعدة في أفغانستان، التي تعد دولة بعيدة على نحو ما من كونها دولة نامية أكثر من العراق.