Emarat Alyoum

كسر الحصار أولوية رجل الشارع

التاريخ:: 22 مارس 2008
المصدر: زهير دوله ـ غزة


لم تطغ تأثيرات التعثر الذي لاقته المبادرة اليمنية للمصالحة بين منظمتي فتح وحماس، على اهتمامات الشارع  الغزي  المهموم أكثر بالحصار والجرائم الاسرائيلية، لكنه في الوقت ذاته كثف حالة الإحباط التي يعيشها المواطنون الراغبون في انفراج الأزمة التي يمرون بها .


وقال القيادي في حركة «حماس» في قطاع غزة خليل أبو ليلة«إن تعثر المبادرة او إخفاقها، سيخلفان اثرا نفسيا في الشارع الفلسطيني، حيث إنه سيزيد من حالة الإحباط التي يمر بها المواطنون وسيؤكد عدم وجود أية بوادر لكسر الحصار الذي يضر بحياة الناس». 


وأضاف: «ولكن على أرض الواقع لن يكون أي جديد على الشارع، لأن الشعب يعيش في ظل حصار ظالم، وهو لا يزال صابرا ويقاوم بكل ما أوتي من قوة». 


وأوضح «أن الشعب يعلم جيدا أن رفع الحصار لن يتم في حالة التوصل إلى اتفاق» مضيفا: «الشعب لن يخسر شيئا، ولن تزيد أو تخف معاناته في حال أخفق أي اتفاق أو نجح». 


وأكد أبو ليلة أن «فك الحصار لن يكون إلا بالمقاومة، لأن استمرارها يجبر العدو أن يرضخ لشروطنا»، مشيرا إلى أن أمر الحصار مرتبط بإسرائيل، لأنها هي من تفرضه، حتى وان تم التوصل إلى اتفاق مع فتح، ولو كانت نيات الرئيس محمود عباس صادقة.


وأشار إلى أن موقف حماس واضح من الحوار والمبادرة، وقد أعلنت موافقتها على لسان مسؤوليها، بعد أن استوضحت من القيادة اليمنية معاني بنود المبادرة، والاتفاق عليها جميعا. وقال «نحن في حماس مع أي جهد عربي يحاول إنهاء الخلاف الفلسطيني الداخلي ولكن دون اشتراطات». 


من جهته، قال المحلل السياسي جهاد حمد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة «إن الشارع الفلسطيني يعيش  حالة إحباط بسبب تشديد الحصار، وحالة الانقسام، وتعثر المبادرة او إخفاقها سوف يزيد من حالة الإحباط التي يمر به». 


وأضاف«بطبيعة الحال لن يؤثر كثيرا إخفاق المبادرة في  الشارع، لأنه يعيش في حصار مفروض من قبل إسرائيل». وأكد أن «الذي يهم الشعب هو إنهاء الاحتلال، ووقف جرائمه وعدوانه، وفك الحصار، وهذا طلب صعب المنال للشارع، ولن تقدم المبادرات والاتفاقيات له أي حل» .


وقال حمد لـ«الإمارات اليوم»: «لم نتوقع بأن تنجح المبادرة اليمنية لأن  كلا الطرفين من حماس وفتح له وجهة نظره الخاصة». وأضاف« والمبادرة لم تدخل في تفاصيل القضايا الحساسة في غزة، والأحداث التي جرت، ولم تتطرق إلى قضية الدماء التي سقطت من الطرفين». 


من جهته قال الصحافي حامد أبو هربيد «إن الناس الآن وبعد إخفاق المبادرة، لن تعول كثيرا على اية اتفاقيات، ولن يضرها ذلك كثيرا، لأنها تعيش في ظل حصار خانق، فلا يضرّ الشاة سلخها بعد ذبحها». وشدد على أن «الشارع الغزي يريد تخفيف المعاناة بعيدا عن شروط أميركا، وإسرائيل، ويريد حياة كريمة بعيدة عن المفسدين». 


من جهته، قال المواطن رامي خضر: «إن الشارع الفلسطيني يعيش في دمار كبير في غزة بسبب استمرار الحصار، حيث لا يوجد شيء أهم من أزمة الجوع التي وصل إليها سكان القطاع». وأضاف «وإن إخفاق المبادرة لن يقدم أو يؤخر في وضع غزة، لأن الشعب يعيش أصعب أيام حياته».  وأشار إلى أن تعثر  المبادرة او إخفاقها يمحو الثقة بأي تحرك سياسي لإنهاء الحصار عن غزة، مشددا على أن الصمود ومقاومة الحصار هو من يجبر العدو على إنهائه.


من جهة أخرى، قال المواطن حمزة مشتهى: «لم أكن أتوقع عودة الحوار والأمور الى ما كانت عليه في السابق إذا نجحت المبادرة اليمنية، لأن الأمور وصلت بين الحركتين الى نقط اللاعودة بسبب الاشتراطات التي يبدونها». وأضاف «لا اعتقد أن الشارع يعول كثيرا على أي مبادرة، لذلك لن يكون لذلك أي تأثير كبير».