Emarat Alyoum

إداريون: «القطارة» ليست حــــــــــــــــلاً لمداواة العين

التاريخ:: 22 مارس 2008
المصدر: سامي عبد العظيم - العين

نفى إداريون وأخصائيو علم نفس أن تكون استعادة الزعيم لأمجاده الغابرة مرهونة بعودته إلى ملعبه القديم بالقطارة الذي شهد صولات وجولات لفريق العين أهمها انتصارات الفريق في دوري آسيا .2003 وتعرّض فريق العين الى صدمة كروية في الموسمين الماضيين في الوقت الذي خرج فيه من ملعب القطارة؛ ما جعل عشاق البنفسج يعتقدون بأن الزعيم فقد بريقه لدى ابتعاده عن اللعب في القطارة.

ويعتقد الجمهور العيناوي بأن العودة إلى ملعب القطارة يعني نهاية زمن تراجع النتائج، واستعادة الهيبة المفقودة، فيما يعارض البعض الآخر هذا التوجه بحجة أن أسباب الإخفاق التي شهدها النادي العيناوي لا ترتبط أساساً بالتحوّل من ملعب القطارة لاعتبارات عدة أهمها ان الفريق الأول يعاني من التدهور بسبب إخفاقه في التعاقد مع محترفين يستطيعون تلبية طموحات الجماهير ومساعدة الفريق الأول على إحراز أفضل النتائج، علاوة على المستوى الخجول الذي بدا عليه بعض اللاعبين المواطنين.

زمان ومكان

ونفى ماجد العويس، إداري الفريق الأول واللاعب الدولي السابق، أن يكون للانتقال من ملعب القطارة أي ارتباط بأسباب تراجع نتائج فريق العين في المسابقات المحلية. وقال إن «الأمر برمته دوافعه نفسية؛ كون بعض الجماهير تعتقد أن ملعب القطارة يجلب الحظ لفريقها، ويساعده على إحراز النتائج الجيدة، وهذه فرضية ليست صحيحة».

وأضاف «في قاموس كرة القدم لا ترتبط النتائج بزمان أو مكان، والفرق المرموقة الآن لا تنظر إلى المكان بقدر ما تتطلع إلى المستوى الجيد الذي يقود للحصول على النتائج الجيدة». وأضاف «أمجاد العين الرائعة التي تحققت في الفترة السابقة لا ترتبط فقط بكونها بدأت من ملعب القطارة، وأعتقد ان الانتصارات المتتالية والحصول على بطولة في ملعب خليفة بن زايد من شأنهما تبديد هذه الأوهام، وهذا وحده كفيل بأن يمنحنا الثقة والتفاؤل لتحقيق الانتصارات المرتقبة للعين، ويتعين أن نضاعف جهودنا في الميدان قبل أن نهدر الوقت في الكلام عن إمكانية العودة إلى ملعب القطارة، علما بأن بعض الظواهر النفسية في الرياضة ترتبط بأشخاص مثل أن يدعي اللاعب أنه ربما سيفوز في حال تناول طعاماً يفضله عن غيره من الأطعمة ويحدث العكس إذا لم يتناول ذلك الطعام قبل المباراة .

ودعا العويس إلى عدم إهدار الوقت في التعاطي مع أمور لا تخدم مصلحة العين والتكيف مع الواقع الماثل دعما لطموحات نادي العين في المنافسة على الألقاب، وقال «إن الإدارة واللاعبين والجماهير يجب أن يتكاتفوا لتحقيق الأهداف المرجوة».

كأس آسيا

ورفض إداري فريق العين السابق عصام عبدالله التسليم بفكرة ان الملعب وحده يجلب الحظ للاعبين، ليس في كرة القدم وحدها ولكن في جميع الرياضات الأخرى. وقال «إن العين حصل على لقب النسخة الأولى من بطولة آسيا في ملعب يقع في دولة أخرى كأول فريق في الدولة يحظى بهذا الشرف ما يعزز فرضية أن الملعب لا علاقة له بتراجع النتائج».

وأوضح أن «الفترة المؤقتة من التراجع التي يشهدها العين لا تعني على الإطلاق أنه فقد الفرصة في الفوز بالألقاب لمجرد أنه انتقل من ملعب القطارة».

وأضاف «لا ننسى أن العين لعب مباريات مهمة في مناسبات رياضية مختلفة خارج مدينة العين، وبعضها كان في نهائي كؤوس ولم ينجح في الحصول على الألقاب، فهل هذا مسوغا لأن نتحدث عن الحظ وارتباط الملعب بعدم حصولنا على البطولات».

وتابع «في بعض الأوقات نجد أن اللاعب يربط حصوله على نتيجة جيدة بنوع الحذاء الذي يرتديه أو السيارة التي يقودها وكلها أمور لا علاقة لها من قريب او بعيد بما يحدث على أرض الواقع وغيرها من الأمور الكثيرة التي تبدو كافية لتبديد أوهام ارتباط الملعب بالحصول على الانتصارات ولا ننسى أيضاً أن الفرق الإيرانية لا تحصل على النتائج الجيدة على ملاعبها فهل هذا يعد مؤشراً على سوء الحظ أو التشاؤم رغم أن ملعب أزادي الشهير بالعاصمة الإيرانية طهران يحتشد بالجماهير الإيرانية التي تهب من كل حدب وصوب لمساندة منتخب بلادها أو فرقها في المناسبات الرياضية».

عوامل نفسية

في المقابل، قال أخصائي الطب النفسي في جامعة الإمارات ناصر العامري إن «عودة العين إلى ملعب القطارة لا تعني استعادة نغمة الانتصارات، وأن الأمر لا علاقة له بالملعب». وأضاف «أرجو من جماهير العين أن تتفاءل بإحراز الانتصارات أينما كان الملعب، وأعتقد أن الأمر يحتاج فقط إلى نبرة من الثقة وجماهير العين في درجة جيدة من الوعي الذي يسمح لها بإدراك الأمور على نحو جيد لا يخل بالمنطق، والآن تتحدث جماهير الجزيرة عن عقدة تلازم فريقها عندما يواجه العين، وأصبح التشاؤم اللغة السائدة لها عندما يواجه فريقها في المباريات المهمة لدرجة تشعرهم بالإحباط وهم يربطون الخسارة بمواجهة العين، علماً بأن هذا التقدير لا أساس له من الصحة».

الحل بيد اللاعبين

واعتبر لاعب العين جمعة عبدالله ان المشكلة ليست في الملعب، وقال إن حصول العين على النتائج الجيدة والمنافسة على الألقاب مسؤولية اللاعبين الذين حققوا أفضل النتائج والانتصارات خارج ملعب العين دون وجود علاقة بين الملعب الذي نخوض عليه المباريات وعامل التشاؤم من أمور تتصل بالملعب أو غيره من الأشياء التي لا توافق طموحات العيناوية في المنافسة على الألقاب.

وأضاف «أتمنى ان تتجاوز بعض الجماهير هذا الأمر، وتضطلع بمسؤوليتها في إلهاب حماسة اللاعبين وتشجيعهم حتى تتحقق الانتصارات المرجوة، ومهما طال الانتظار سيعود العين قوياً ومهاباً كما فعل في السابق».

السبب في الفريق

بدورها، انقسمت الجماهير العيناوية على نفسها بين مؤيد ومعارض للعودة الى ملعب القطارة لجلب الحظ.

وأكد المشجع راشد حمد أنه لا يوافق على فكرة العودة مرة أخرى إلى ملعب القطارة لارتباطه بالنتائج الجيدة التي حصل عليها العيناوية والألقاب التي أحرزوها. وقال ساخراً ان «العين بوضعه الحالي لن يكون بمقدوره الحصول على النتائج الجيدة لو عاد إلى ملعب القطارة بسبب انخفاض المستوى الفني، وعدم التعاقد مع لاعبين أجانب على قدر طموحات العين».

وأضاف «المطلوب تقييم الأمور بطريقة منطقية بعيداً عن التعصب الأعمى الذي لا يخدم مسيرة العين، والواقع أن الفريق عانى من تراجع النتائج بسبب عدم اختيار الأجانب الذين يستطيعون تحقيق طموحاتنا، وهناك أكثر من نادٍ في الدولة لم ينجح في الفوز بألقاب منذ وقت طويل، ولم تطالب أصوات بتغيير الملعب أو إنشاء ملعب جديد يساعد الفريق على إحراز الألقاب، وعلى سبيل المثال، نادي الوحدة الذي يعاني الآن من تراجع هائل في النتائج لا علاقة له بملعبه؛ حيث إن السبب الرئيس يعود الى إخفاق اللاعبين وفشل الإدارة في التعاقد مع المحترفين والمدرب، وهناك أيضاً أندية أخرى لم تستطع الحصول على نتائج جيدة، وأخرى تفوقت على نفسها وأبلغ مثال نادي الوصل الذي أحرز الثنائية الموسم الماضي، والآن نجده يعاني في الدوري كما عانى في افتتاح مشواره الآسيوي، وتجرع الهزيمة على ملعبه، ولم تتحدث الجماهير عن ضرورة تغيير الملعب أو الاتجاه إلى مكان آخر يساعد فريقها على استعادة توازنه».

ودعا راشد اللاعبين إلى مضاعفة جهودهم لاستعادة هيبة العين كما ناشد إدارة النادي تدارك الأخطاء التي حدثت هذا الموسم في تعاقدها مع الأجانب والاستعداد المبكر للموسم الجديد، والبحث عن أفضل الخيارات من المحترفين، ودعم الفريق الأول بلاعبين مواطنين، كما حدث لفريق الشباب الذي ظهر قوياً في الموسم الحالي.

تجاهل الأسباب

وقال المشجع سعيد البلوشي إن العودة إلى ملعب القطارة لن تجلب النتائج الجيدة لفريق العين، مبدياً استغرابه من دعوات بعض الجماهير في هذا الإطار، وقال انها تتجاهل الأسباب الحقيقية وراء تراجع نتائج العين في المواسم السابقة.

وأضاف «انظر إلى فريق العين لترى الأسباب الحقيقية التي وضعته خارج دائرة منصات التتويج، ويتعين الإشارة إلى عدم التوفيق الذي حالف الإدارة في التعاقد مع محترفين في قامة العين قياساً بالفرق الأخرى في الدوري التي أزاحت الستار عن محترفين قدموا أفضل مستوى لهم هذا الموسم، والحديث عن العودة إلى ملعب القطارة لا يتوافق مع النظرة المنطقية للأمور، والمطلوب من إدارة نادي العين البحث عن أسباب التراجع التي وضعت أحلام العيناوية رهن الأوهام التي تطالب بالعودة إلى ملعب القطارة حتى يتسنى لفريقنا إحراز البطولات وحصد الانتصارات، والموسم الحالي كان مختلفاً في التعاقد مع الأجانب في وجود المغربي العلودي والغامبي جالو عدا بدرينهو الذي لم يخدم تطلعاتنا كما ينبغي، وربما في الموسم الجديد نستطيع العودة إلى البطولات مع بعض الترتيبات الجيدة مع محترف (سوبر) وعدد من اللاعبين المواطنين، وبعدها ستختفي نغمة العودة إلى ملعب القطارة».

اتجاه معاكس

ويرى المشجع مطر العيناوي أن لاعبي العين استمدوا الجسارة والعزيمة من ملعب القطارة؛ ما يدفعهم إلى القتال المستميت للحصول على النتائج الجيدة، معتبراً أن الناحية النفسية تساعد اللاعبين على خوض المباريات بطريقة تساعدهم على إحراز الانتصارات المشرّفة بفريق العين. وأضاف «أعتقد أن الحل المناسب الآن يتلخص في الانتظار ثلاث سنوات حتى يكون في مقدور العين أن يعود قوياً ومهاباً بعد أن يستعيد الفريق الأول ثقته بقدراته ويصبح على أهبة الاستعداد لتحقيق الانتصارات».

تشاؤم..

اما المشجع حمدان العيناوي فقال إن لاعبي العين لن ينجحوا في إحراز الانتصارات أو حصد البطولات إلا بعد العودة إلى ملعب القطارة، لافتاً إلى أن خصوم العين تمتلكهم رهبة هائلة عندما يحلون ضيوفاً على العين في ملعب القطارة. وأضاف «يتعين على إدارة فريق العين العودة إلى ملعب القطارة حتى يستعيد الفريق عافيته، ومن ثم يعود الفريق الأول في مرحلة تالية إلى الملعب الجديد وأعتقد ان لاعبي العين تأثروا نفسياً بانتقالهم من القطارة بعد أن حققوا أفضل الانتصارات على ملعب القطارة، وحديثي هذا لا علاقة له بالتشاؤم ولكنها مسألة نفسية يدركها جميع لاعبي العين».