Emarat Alyoum

معرض «الأمهات».. احترام بصري

التاريخ:: 21 مارس 2008
المصدر: ترجمة حسن عبده حسن

قبل قرون عدة لجأ الفنانون الى امهاتهم؛ من اجل الالهام الابداعي، وكتب مغني البيتلز «جون لينون» اغنية مؤثرة حول امه، وكرس المخرج السينمائي الاسباني بيدرو المودوفار فيلما لأمه، في حين رسم الفنان ويسلر لوحة عن امه، ويعود الهام الأم هذه الايام من جديد؛ وبعد نحو عقدين من قيام لوسيان فرويد بتوجيه صدمة للمجتمع الفني عندما رسم امه العجوز بعد يوم من وفاتها، كرس 100 فنان، من دينوس تشابمان الى غريسون بيري، و بوب روبرت سميث، رسومهم للموضوع ذاته .


و تتراوح النتائج مابين التوقير الى العبث، والسخرية، ورغم ان تشابمان رسم «وجه ساحرة»، باستخدام سمات مزيفة وأنف ساحرة، الا ان بيري قدم صورة لنفسه وهو يرتدي ملابس تظهره بانه امه، واما بوب روبرت سميث، وهو الاسم المزيف للفنان باتريك بريل فقد  عمل على رسم صورة مرعبة لامه، التي رسمها في سن السابعة .


 و تم عرض هذا الاحترام البصري في معرض «الامهات» الذي افتتح الشهر الماضي في صالة سارتوريال للفن المعاصر في لندن، وخطر هذا الالهام على بال قيم الصالة هاري باي، قبل اربع سنوات بعد ان شاهد صورة فرويد لامه المريضة في معرض في بريطانيا في يونيو عام 2002 .


ووضع فرويد، الذي اعتاد ان يرسم صورا لافراد عائلته، سلسلة من الصور لامه، لوسي فرويد، في الفترة مابين 1972 حتى وفاتها عام 1989، وهي في الـ90 من العمر، وهي تحدق في بعض الصور امامها، وفي صور اخرى تقرأ او تنظر بعينيها الى الاسفل، وتظهرها صور في مرحلة تالية وهي عجوز بوجه مجعد، ومشاعر محبطة بعد وفاة زوجها، وتظهرها الصور الاخيرة وهي على فراش الموت مغلقة العينين، ودون طقم اسنانها، وشفتاها غائرتان .ويقول باي «عندما خطرت على بالي فكرة المعرض كنت في الـ30 من العمر وأمي كانت في الـ.60 وكنت قد شاهدت عمل فرويد وكان قد رسم امه بعد ان تعافت من سكتة دماغية .وتعرض والدي لسكتة دماغية  ايضا. وأتذكر الآن كيف لم ارسمه وقتها، ولكن كان من المثير للاهتمام رسم صور الامهات.


و في المدرسة فانها التي يطلب منك المدرسون ان ترسمها، و تأخذ الصورة الى البيت كي تريها لها، وبناء عليه، وجدت 50 فنانا و 50 فنانة مستعدين لرسم صور امهاتهم وأعطيت كلا منهم قماشة للرسم، وكان الهدف ان نقيم معرضا مباشرا خاليا من الهزل». وتم عرض المجموعة التي تبلغ قيمتها 100 الف جنيه استرليني  قبل عامين، ولكن منذ ذلك الوقت تم التبرع بالعديد من اللوحات، وهي تتضمن اعمالا لفنانين صاعدين مثل بيفرلي دانيلز اضافة الى اسماء معروفة، و قدم بيري الحائز على جائزة تيرنر لوحته لامه التي ضمت ايضا صورة ابنته فلو حين كانت في التاسعة من العمر .

ورسم الفنان بيتر ليود جمجمة، ورسمت ليزنيل ضوءا أبيض موحية ان الامهات قد متن، ورسم بيتر هاريس نسخة مهجنة لنفسه ولامه، ورسم الفنان و الكوميدي فيك ريفز صورة غريبة لامه وهي في سن السابعة . وإضافة الى المعرض الذي اختتم في الثامن من الشهر الجاري، كانت هناك قصيدة كتبها جون هيجلي حول امه، وهذه الاعمال ليست مخصصة للبيع بصورة فردية وإنما جماعية، و سيتم التبرع بثمنها للاعمال الخيرية.

الإندبندنت