Emarat Alyoum

فيسك: الغرب لم يتعلم شيئاً خلال 5 سنوات

التاريخ:: 20 مارس 2008
المصدر: روبرت فيسك - الأندبندنت

سنوات خمس مضت ولم نع الدرس بعد، خمسة اعوام مضت على كارثة العراق  وانا افكر في (ونستون) تشرشل الذي وصف فلسطين في النهاية بـ «جحيم الكارثة». يعوم العراق في بحر الدم، ولكن هل ابدينا ندما على ذلك؟ ونقول سوف نحقق في الامر، ولم نتخذ خطوة بعد. واليوم نخوض في جدال عقيم. لقد حدث خطأ ما، لماذا لم تثر شعوب العهد الحديث عندما انطلقت الاكاذيب بشأن اسلحة الدمار الشامل، عن ارتباط صدام باسامة بن لادن واحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ كيف تركنا كل ذلك يمر من امامنا؟ ولماذا لم نضع خطة مسبقة للكارثة التي جلبتها الحرب؟

 

عندما اكتسح الاميركيون العراق عام 2003 انطلقت صواريخ كروز تهدر عبر عاصفة الرمال نحو مئات المدن العراقية، كنت اجلس في غرفتي في فندق فلسطين ببغداد، لم استطع النوم بسبب هدير الانفجارات، بحثت في الكتب لتمضية الوقت، ووجدت الحرب والسلام لتولستوي والذي ذكرني كيف ان الصراع يمكن ان يتصف بالحساسية والرعب والرحمة. في حقيقة الامر تشاور كل من روزلفت وتشرشل عن اعلان انتهاء الحرب في اوروبا، واخبرونا عن حقيقة الموقف، حيث اعلن تشرشل ان الالمان توغلوا عميقا ونشروا الفوضى والقلق في صفوف القوات البريطانية المتراجعة الى دنكرك. ولكن لماذا لم يخبرنا اي من بوش او بلير عن ذلك عندما بدأ المسلحون يهاجمون قوات الاحتلال الغربية؟ حسناً انهم كانوا منشغلين جدا في اخبارنا بان الامور آخذة في التحسن، وان المسلحين هم الخاسرون في النهاية. في 17 يونيو 1940 اخبر تشرشل الشعب البريطاني: «ان الاخبار الواردة من فرنسا سيئة للغاية، وانني اشعر بالحزن للشعب الفرنسي الشجاع الذي سقط صريعا في هذه الكارثة السيئة». لماذا لم يخبرنا بلير او بوش بان الانباء الواردة من العراق سيئة للغاية وانهم يشعرون بالحزن....حتى ولو بقدر ضئيل من الدموع لدقيقة واحدة من اجل الشعب العراقي؟