Emarat Alyoum

من المجالس

التاريخ:: 19 مارس 2008
المصدر:

ماذا نريد للتعليم في بلادنا؟ تغييراً أم تعديلا.. أم نسفاً، على حد تعبير بعض الناقمين، أم تطويراً؟ التغيير يعني الاستبدال، وهو يتفق إلى حد كبير مع دعاة «النسف» الذين ينكرون أي فضل للنظام التعليمي السائد، ولا يرونه إلا بألوان داكنة، ويرمون عليه كل أوصاف التخلف والجمود. 


فهل هذا هو بالفعل حال وضعنا التعليمي؟ وهل يحتاج بالفعل إلى تغيير يرقى إلى درجة النسف والعودة الى المربع الأول.

إلى نقطة الصفر لتأسيس نظام تعليمي متطور وتقدمي ومساير للعصر؟ إذا كانت الإجابة عن هذا السؤال بنعم فيعني، على حد قول مبارك الشامسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، التنكر لكل الإنجازات التي حققتها مسيرتنا التعليمية طوال أكثر من 50 عاماً، منذ أن وضع التعليم لبناته الاساسية في شكل جهود فردية وأهلية، وإلى أن وصل الى الطابع النظامي في ظل دولة الاتحاد. 

والقول بمبدأ التغيير والنسف يعني إدارة الظهر لكل الجهود التي بذلت، والرجال الذين تخرجوا، والقيادات بمختلف اختصاصاتها، التي تدير مؤسسات الدولة الآن، وتلك التي عملت في فترة التأسيس وأبلت وقدمت وساهمت في تطوير التعليم الى جانب الميادين والحقول الاخرى، حتى غدت دولتنا أنموذجاً يشار اليه في عملية تنمية الموارد البشرية وبناء الانسان على مستوى المنطقة وكل الوطن العربي في ظرف سنين قليلة.

هي جزء يسير من عمر الزمن.  هو التطوير إذن، والذي يعني البناء على ما تحقق، والمراجعة لكل خطوة، فالتمسك بالإيجابي والبناء عليه، وإزاحة السلبي والانتباه لعدم العودة اليه.

والتطوير يعني تحسين قدراتنا على الاستجابة لحاجتنا في الامساك بزمام التقدم والاعتماد على الذات. 

وإذا كانت حاجتنا عند بداية نهضتنا إقامة قاعدة متعلمة تتولى المسؤولية الادارية والقيادية، فإن الحاجة الآن وفي المستقبل تفرض علينا نظاماً تعليمياً قادراً على استيعاب التطور المتسارع في العلوم والمعارف وتقنيات المعلومة وأصول البحث، ليتسنى بناء قاعدة بشرية متفاعلة مع عالمها ومبادرة في صناعة الفكرة وتحويلها الى إنجاز.  adel.m.alrashed@gmail.com