للمرة الثانية تتكرر أحداث العنف في التبت أمام ناظري الرئيس الصيني هو جنتاو. المرة الاولى عام 1989، حينها كان جنتاو اميناً عاماً للحزب الشيوعي التبتي (أي اقوى سياسي في الاقليم في ذلك الوقت). في ذلك الوقت أيضاً، وكما هو الحال الآن، تصادمت قوات الامن مع المتظاهرين التبت خارج ما يسمى بـ«جوخانج» والذي يعتبر من اقدس المعابد في التبت، واحرق المتظاهرون سيارات الشرطة امام قصر بوتالا، وحاصرت قوات الجيش المعابد.
أما اليوم فأنظار العالم تتجه نحو الصين حيث تنعقد الالعاب الاولمبية في هذه الدولة التي استطاعت ان تحقق قوة اقتصادية ودبلوماسية اكثر من ذي قبل. وبالنسبة للحزب الشيوعي فإن الالعاب الاولمبية تعتبر فرصة مناسبة لتعكس للعالم نجاح الحكومة في رفع كاهل الفقر عن مئات الملايين من المواطنين.
والسؤال الذي يبحث عن إجابة هو: من الذي يقف وراء هذه التظاهرات؟. الصين لا تشك ابداً أن الدلاي لاما هو الذي يقف وراءها. وينفي المتحدث باسم الدلاي لاما ذلك، إلا ان الدلاي لاما لم يفعل حتى الان شيئاً من شأنه ان يوقف هذه التظاهرات التي تزداد ضراوتها.
وعلى الرغم من قضائه في المنفى الاختياري ما يقرب من 50 عاماً فإن الدلاي لاما لايزال يفرض سلطته الروحية على التبت، وبما ان اي إشارة للدلاي لاما تعتبر غير قانونية في الصين فإن السكان المحليين يطلبون من السياح صوراً له، وتعلق بعض المعابد التبتية في يونان وسشوان وجنجاي صوراً له على حيطانها. وبدت سلطته جلية العام الماضي عندما نظم التبتيون تظاهرات جماعية بعد ان انتقد صيد حيوانات التبت المهددة بالانقراض من أجل فرائها.
مقدمات الأولمبياد
تعتبر التظاهرات في التبت أحدث حلقة ضمن سلسلة من الاحداث التي بددت آمال الصين في تنظيم اولمبياد خالٍ من القلاقل. فالجفاف الذي ضرب اقليم هيبي الصيني تفاقم اكثر جراء ضخ المياه من الاقليم لتطهير المسالك المائية الملوثة وري الحشائش في متنزهات العاصمة بكين استعداداً للاولمبياد. وفي الوقت الذي تدنى فيه مستوى الغطاء الثلجي 60% أمر المسؤولون الحكوميون المزارعين بزراعة القمح بدلا من الارز الذي يحتاج لمياه غزيرة.
في بداية هذا الشهر تمكن مسؤولو الطيران من احباط هجوم ارهابي على احدى الطائرات جنوبي الصين، ويقول المسؤولون إن هذا الهجوم يستهدف افشال الالعاب الاولمبية. هددت الحكومة الصينية بالضرب بيد من حديد على الانفصاليين في أقصى الغرب موطن عدد كبير من المسلمين الذين يطلق عليهم «ويجر».
اختفى داعيـة الحقوق الانسانية تينج بياو منذ الاسبوع الماضي، ويعتقد البعض بأنه رهن الاعتـقال وسط حملة حكومية منظمة على المعارضين عشية تنظيم الالعاب الاولمبية، ورآه البعض آخر مــرة في احدى سيارات الامن خارج منزله في بكين.
|