Emarat Alyoum

مصابون: الضباب حال دون الرؤية

التاريخ:: 12 مارس 2008
المصدر: أحمد عابد - أبوظبي

تحول مستشفى الرحبة إلى خلية نحل فور وقوع حادث تصادم غنتوت وتسارعت سيارات الإسعاف ومركبات الجمهور في نقل المصابين، بينما تولى الأطباء والممرضون نقل وتوزيع المصابين على أقسام المستشفى، كل حسب إصابته، ولارتفاع نسبة الأعداد تم تحويل بعضهم إلى مستشفى المفرق.

وأفاد مدير المنطقة الطبية الوسطى في أبوظبي عيسى سيف الرميثي بأن «مستشفى الرحبة استقبل نحو 160 مصابا من ضحايا التصادم تم نقلهم عبر سيارات الإسعاف ومركبات خاصة، توفي منهم ثلاثة أشخاص فور وصولهم، فيما لايزال أربعة أشخاص حالتهم حرجة».

وداخل قسم الحوادث في مستشفى الرحبة التقت «الإمارات اليوم» ببعض المصابين الذين وصفوا لحظات التصادم، والمفارقات التي صاحبت الحادث، مؤكدين أن الضباب كان يغطي الطريق وتسبب في انعدام الرؤية الأمامية والجانبية تماما، مشيرين إلى أن «الضباب كان يزيد بكثافة بشكل مفاجئ، ما أربك قائدي المركبات ولم يتمكنوا من تجاوز المركبات المتصادمة في الأمام أو تنبيه المركبات الآتية من الخلف».

وقال مؤمن ناصر «أصيبت والدتي وخالتي بإصابات متوسطة في الكتف والساقين نتيجة التصادم مع مركبة أخرى»، لافتا إلى أن الضباب كان كثيفا ومفاجئا على الطريق، قائلا «كنا في طريقنا إلى مطار دبي للحاق بالطائرة المتوجهة إلى تنزانيا، لكن القدر حال دون ذلك، لم نلحق بالطائرة بسبب حادث التصادم».

وفي إحدى غرف المستشفى كان أشرف عمران يعاني من إصابات متوسطة في الرأس لكنها لم تمنعه من سرد ما حدث بأنه كان في طريقه إلى أسرته في دبي بعد عناء وتعب من دوام ليلي في أبوظبي، وفي الساعة السادسة والنصف تقريبا وقع حادث التصادم عند مدينة الرحبة، مؤكدا أن الرؤية كانت ضعيفة للغاية ولم يتمكن من تفادي التصادم بالمركبة الأمامية.

وروى مصطفى محمود لحظات التصادم قائلا «كنت مع زملائي مستقلين ثلاث حافلات متوجهين إلى العمل في دبي، وفوجئنا على الطريق بتصادم الحافلة مع أخرى ثم انحرافها بصورة مفاجئة»، منوها بأن الرؤية كانت غير واضحة لمشاهدة المركبات الأمامية». وذكر بلال مصطفى «كنت نائما واستيقظت على صوت تصادم الحافلة التي كانت تقلني مع زملائي إلى موقع العمل في دبي وشعرت بآلام حادة بعد ارتطام رأسي بالزجاج بما تسبب في جرح عميق ونزيف حاد».

وقال معتز محمد «وقع الحادث في الساعة 20:6 صباحا قبل منطقة غنتوت»، متابعا «كنت أقود على سرعة 90 كيلومترا ملتزما بالحارة الثانية، لكن الضباب كان كثيفا ولم اتمكن من رؤية ابعد من مسافة متر واحد، وفوجئت بالحادث ولم استطع تفادي التصادم مع المركبة التي أمامي»، مضيفا أنه «على الرغم من إصابتي في الساق والرأس تمكنت من الخروج من المركبة وتوجهت إلى جزيرة الطريق خشية من المركبات المسرعة القادمة من الخلف».

وأضاف أن«مشاهد تصادم المركبات من الخلف والأمام واحتراقها حدثت أمام عيني، ولم أسمع أصوات فرامل، إنما ارتطامات مفاجئة وتصادمات قوية، كانت أسوأ الحوادث وأعنفها تلك التي وقعت في الحارة اليسرى لزيادة سرعة المركبات عليها»؛ مؤكدا أنه لن ينسى هذا الحادث طيلة حياته.

ومحمد أحمد كان ضمن ثلاثة من مرافقيه أصيبوا في الحادث، قال «وقع الحادث في نقاط متفرقة وليس موقعا واحدا، ولم تصطدم مركبتي من الأمام لأن سرعتي كانت بطيئة ولكن صدمتي كانت من الخلف من مركبة أخرى، وخرجت أنا وزملائي هاربين من السيارة إلى جزيرة الطريق خوفا من وقوع تصادم آخر».

وقال معتز محمود «صدمت حافلتنا مركبة أخرى أدت إلى وفاة أحد زملائي بعد انحشار جزء من جسده داخل ماكينة المحرك، وحاولنا مساعدته في الخروج لكننا فشلنا في إنقاذه».