Emarat Alyoum

صقور «الشاهين» تصحح أوضاعها

التاريخ:: 12 مارس 2008
المصدر: محمد عبدالمقصود - دبي

 

 

صححت فئة صقور «الشاهين» أوضاعها، بعد اختلالها مؤقتاً  بتفوق استثنائي لفئة «تبع» على حساب الشاهين، «بشكل ملحوظ في بطولة سمو الشيخ أحمد بن محمد للصيد بالصقور، حيث شهدت منطقة سيح الدحل، في دبي، أول من أمس، فعاليات بطولة جديدة للصيد بالصقور اقتصرت منافساتها على فئتي «شاهين» و«تبع» وشهدها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشدآل مكتوم، ولي عهد دبي، الذي طلب استحداثها وتنظيمها بشكل سنوي على هامش «بطولة فزاع للصيد بالصقور»، ولفتت الأنظار بشكل قوي فئة «الشاهين» التي استأثرت بمعظم المراكز الأولى في السباقات . وأمر سموه أيضاً  بمنح الصقّارين أصحاب الصقور الفائزة جوائز نقدية بلغت 1.7 مليون درهم حيث تصدر السباقات 19 صقراً بينها 13 من فئة «الشاهين» وستة من فئة «تبع» فيما تصدر السباقات بشكل عام أكثر الصقور تميزاً بحصوله على لقب «أفضل صقر» في البطولة للصقار عمر بن مويزة.


الاستغناء عن «التلواح»
تميزت هذه البطولة التي بذلت فيها اللجنة المنظمة التابعة لمكتب بطولات فزاع التراثية جهوداً استثنائية من جهة سرعة تنظيمها بالاستغناء بشكل تام عن تقنية «التلواح» المتبعة في سباقات الصيد بالصقور التقليدية واستبدال الطريدة بطيور الحمام التي تطلق في الجو مباشرة ليتم الجوء بعدها إلى احتساب الزمن الذي يستغرقه الطير من أجل الظفر بها. وجاءت توجيهات سموه بإضافة هذه البطولة إلى بطولات فزاع التراثية الأخرى وهي بطولة اليولة، والرماية الحرة للجنسين، والغوص الحر، والصيد بالكلاب، والصيد بالصقور، في إطار حرص سموه على توفير جو من التنافس بين الشباب في مزيد من التواصل مع مسابقات من شأنها أن تزيد من أواصر الارتباط بالتراث الإماراتي. وتستمد هذه البطولة في أحد جوانبها من توقيت إقامتها الذي يصادف موسم تساقط الريش وتبديله في معظم الصقور باستثناء صقور فئة «الشاهين» و«تبع» التي تتعرض لهذه الظروف بدرجة أقل، إلى حد ما.


الحفاظ على الموروث
تعدّ هذه البطولة الثالثة التي يقوم بتنظيمها المكتب التنفيذي لبطولات «فزاع» التراثية، فيما شهدت بطولة فزاع للصيد بالصقور هذا العام مشاركة منافسات قوية بين عدد كبير من الصقارين، سواء من داخل الدولة أو خارجها، وبشكل خاص من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي على مدار أسبوع كامل في منطقة الروية على طريق دبي العابر، وشهدت تحقيق أرقام قياسية سواء في عدد المشتركين الذي بلغ ضعف نظيره العام الماضي أو في الأرقام الجيدة وغير المسبوقة التي حققها المتسابقون في الفئات المختلفة رغم زيادة المسافة بين الصقر والطريدة إلى 400 متر.  


وتبارى صقور المتسابقين في الجولة الختامية لهذه البطولة التي بعد منافسات قوية شهدتها فئات الصقور الخمس التي أقرتها المسابقة وهي : بيور جير، وبيور حر، وبيور شاهين، وتبع، وجير شاهين، وتأهل على إثرها 49 صقراً تصدرت منافسات فئاتها. كما نظم مكتب بطولات فزاع أيضاً أخيراً بطولة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم للصيد بالصقور التي أمر بإقامتها سموه بمناسبة تعيين سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولياً للعهد في إمارة دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد نائباً لحاكم دبي، وشارك فيها نحو 500 صقار من مختلف إمارات الدولة، ورغم تأثر فعاليات هذه  البطولة، لحد كبير، بتقلب الأحوال الجوية وشدة سرعة الرياح التي لم تكن مواتية لتحقيق ارقام جيدة في سرعة التقاط الصقور للطريدة، إلا أن مراقبين سجلوا أنها أكثر بطولات الصيد بالصقور جذباً لفئة جديدة من الصقارين وهم الأطفال، ما يشير بقوة إلى أن الهدف الأساس من إقامة هذه البطولات، وهو الحفاظ على الموروث الإماراتي وتناقله بين الأجيال المواطنة المتعاقبة قد تحقق بالفعل.   

الوحش
قال سيف بالكديدة المشرف على هذه البطولة الجديدة للصقور : «تختلف هذه البطولة عن غيرها من بطولات الصقور  لأسباب عدة منها ان توقيتها يشير إلى تميّز الشاهين والتبع عن غيرهما من الصقور في ما يتعلق بتبديل الريش الذي يتأخر في هذين النوعين بالتحديد»، مشيراً إلى «أن الاستغناء عن التلواح والاعتماد على صيد الحمام جاء لإثبات مهارة هذين النوعين لاسيما الشاهين نظراً لأن صيد الحمام تحديداً يحتاج إلى سرعة ومهارة مميزتين من الصقر. وأشار بالكديدة إلى أن البطولة شهدت صقوراً في غاية التميز من فئتي الشاهين والتبع يطلق عليها «الوحش» نظراً لقدرتها الفائقة على الظفر بالطريدة، لذلك اقتصرت هذه البطولة على مشاركة 160 صقراً فقط.