Emarat Alyoum

«بوكر العرب» لبهاء طاهر

التاريخ:: 11 مارس 2008
المصدر: أبوظبي - الإمارات اليوم
 
فاز الروائي المصري بهاء طاهر بالجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر العربية» في دورتها الاولى، وذلك عن روايته «واحة الغروب»،  في احتفالية ثقافية كبيرة نظمتها مؤسسة الإمارات، المؤسسة التي ترعى الجائزة، في فندق الشاطئ روتانا، بحضور حشد من الكتاب والأدباء والنقاد والناشرين، وممثلي وسائل الإعلام في  الإمارات والدول العربية والأجنبية.
وأكد طاهر في مؤتمر صحافي عقد عقب الاعلان عن فوزه ان الجائزة وغيرها من الجوائز التي تصدر عن دولة الامارات هي شرف للرواية العربية وللامارات، خصوصا في ظل تعدد هذه الجوائز والمبادرات وفي مقدمتها جائزة الشيخ زايد وجائزة العويس إلى جانب الجائزة العالمية للرواية العربية، ما يجعل الامارات بؤرة نشطة للثقافة العربية،

معبرا عن سعادته بالفوز، ومتوجها بالشكر للقائمين على الجائزة وزملائه  الذين وصلوا الى المرحلة النهائية من المسابقة قائلا: «جميع الزملاء جديرون بالفوز بالجائزة الكبرى طالما وصلوا لهذه المرحلة من الترشيحات، فالادب يقاس بما يتركه في العقل والنفس من أثر، ولا يخضع للمعايير الربح والخسارة التي تنطبق على مباريات كرة القدم وغيرها من المنافسات الرياضية».
 
وعن تناول الرواية لقضية صراع الحضارات، أوضح طاهر ان «واحة الغروب» ليست العمل الاول الذي يتطرق فيه لقضية العلاقة بين الشرق والغرب، حيث شغله هذا الموضوع على مدى ربع قرن وتناوله في العديد من اعماله مثل «بالامس حلمت بك»، و«الحب في المنفى»
 
تأثرا بتجربته الخاصة في العيش في الغرب لمدة 18 عاما، ما يجعل من الضروري ان تنعكس على عمله، مؤكد انه يتعامل مع هذه العلاقة باعتبارها حواراً للحضارات وليس صراع حضارات».

 وفي حين رفض رئيس لجنة التحكيم صموئيل شمعون الاجابة عن أي اسئلة صحافية قبل الحفل وخلاله، قال عضو لجنة تحكيم الجائزة الناقد د.محمد برادة لـ«الإمارات اليوم»: ان الجائزة العالمية للرواية العربية تمثل إضافة مختلفة للمشهد الثقافي العربي، فهي غير مقيدة بمجموع أعمال كاتب واحد، وغير مقيدة بسن محدد،

أي ان الاحتكام يتم وفقا لجودة الرواية في حد ذاتها، ما يفتح الطريق أمام عدد كبير من الشباب الذين يتوافرون على موهبة في الابداع، كما ان الجوائز الأخرى لها أهميتها، ولكنها تعتمد على مجموع أعمال الكاتب وغالبا ما يراعى في ذلك عامل السن»، لافتا إلى «انها مفتوحة أمام الجميع وأمام الجودة والموهبة وبطبيعة الحال قد يصادف اسماء متقدمة في السن او في ريعان الشباب، ولكنه كتب نصا تتوافر فيه عوامل فنية ومتعة القراءة».
 
وحول الجدل الذي اثير حول الجائزة اشار إلى «ان الجدل مسألة طبيعية، لانها المرة الاولى التي تعقد فيها الجائزة، وهي في سبيل تحديد المقاييس ومن ثم الاتفاق عليها وعلى طريقة العمل وتوزيع المهام، وفي كثير من الاحيان يحدث جدل ونقاش ولكن تظل العبرة بالنتائج، وتظل العبرة ايضا بطريقة العمل التي خضعت -في هذه التجربة- للديمقراطية، بمعنى ان التحكيم كان يخضع للمناقشة والتحليل بين اعضاء اللجنة، قبل الاحتكام للتصويت على الاعمال بين الاعضاء». 131
 
عملاً تبلغ قيمة الجائزة 50 الف دولار «184 ألف درهم»، بعد ان حصل الفائزون الستة الذين وصلوا إلى القائمة النهائية على جائزة تبلغ 10 آلاف دولار أميركي لكل فائز منهم. والفائزون  هم السوري خالد خليفة عن رواية «مديح الكراهية»، واللبناني جبور الدويهي لروايته «مطر حزيران»
 
والمصري مكاوي سعيد لرواية «تغريدة البجعة»، والاردني إلياس فركوح عن روايته «أرض اليمبوس»، واللبنانية مي منسي عن روايتها «أنتعل الغبار وأمشي»، بالاضافة إلى الروائي المصري بهاء طاهر عن روايته «واحة الغروب».
 
وتم ترشيح هذه الاعمال من ضمن 131 عملا روائيا شاركت في الجائزة من 18 دولة. وأعرب رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، ورئيس مؤسسة جائزة «بوك»

جوناثان تايلور عن سعادته بإطلاق جائزة جديدة لتكريم الادب الروائي العربي، لافتاً إلى ثقته بقدرة هذه الجائزة على الارتقاء بالأدب العربي المتميز إلى حدود العالمية، والوصول إلى  مستوى التميز والنجاح الذي حققته جائزة بوكر العالمية.

 يشار الى ان أسماء أعضاء لجنة التحكيم، التي قامت باختيار الأعمال الروائية الفائزة، كان قد تم الكشف عنها في مؤتمر صحافي عقد في لندن يناير الماضي، وهم:  صموئيل شمعون، كاتب وصحافي عراقي (رئيس لجنة التحكيم)، محمد بنيس، شاعر وناقد مغربي، محمد برادة، كاتب وناقد مغربي، فيصل درّاج، كاتب وناقد فلسطيني، غالية قباني، كاتبة وصحافية سورية، وبول ستاركي، كاتب ومترجم بريطاني.

وتعتبر الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة أدبية سنوية تهدف إلى مكافأة التميز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً.

 وتدار شؤون الجائزة بدعم من «مؤسسة الإمارات» في أبوظبي، وبالشراكة مع مؤسسة «جائزة بوكر» في لندن، وتعمل في سبيل منح الروايات العربية المستحقة فرصة الانتشار العالمي عبر ترجمتها إلى لغات عالمية.