Emarat Alyoum

خيار الهجوم البري على غزة.. يتعزز

التاريخ:: 11 مارس 2008
المصدر: عن «واشنطن بوست» ترجمة: ح.ع.ح
 جريف وايت
 رغم ان الاسرائيلي اهارون بيريز امضى معظم سنوات عمره البالغ 51 عاما في بلدة سدروت التي معظم سكانها من الطبقة العاملة، ويريد ان يظل فيها الا ان زوجته واطفاله الستة لديهم رأي مختلف، اذ ان الهرب المتكرر، نتيجة  الصواريخ الآتية من غزة المجاورة، الى اقبية المنازل اتلف اعصابهم.

ويرى بيريز ان السلام يجب ان يعود الى عائلته حتى لو اختارت اسرائيل الذهاب الى الحرب مع جيرانها، ويضيف «ليس هناك خيار آخر.

يجب على اسرائيل ان تدخل غزة وتتعامل مع هؤلاء الذين يطلقون الصواريخ».  ويبدو ان هذه المشاعر تلقى المزيد من الشعبية داخل اسرائيل، كما ان الخطاب السياسي يزداد ميلاً نحو القتال والحرب.

وتتعرض الحكومة الاسرائيلية للمزيد من الضغوط مع سقوط كل زخة من صواريخ القسام، من اجل القيام بعمل عسكري واسع ضد غزة ولكن ذلك يمكن ان يكلف الجيش خسائر فادحة ويقوض الدعم الاميركي.

وحتى الآن قاومت الحكومة الحرب الشاملة على غزة واستبدلتها باستراتيجية الحصار والضغط السياسي الشديد الهجمات العسكرية المتكررة.

وقال مسؤولون ان الهجوم الشامل يمكن ان تكون نتيجته عكسية وتستفيد منه حماس، التي تدير القطاع حاليا. وتؤكد الحكومة انها لن تتورط في العودة الى غزة.

ولكن وزير الدفاع ايهود باراك قال هذا الشهر ان الجيش تلقى الاوامر لوضع خطط من اجل هجوم بري في غزة، وتحدث عدد من القادة الحكوميين صراحة عن تقويض حماس.

ويقول السياسيون من اليمين واليسار إنهم يتوقعون عملية واسعة، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع شلومو درور «الزمن يجري باستمرار، ويوماً ما فان احد صواريخ القسام قد يصيب احدى الحافلات  في سدروت»، واشار درور إلى «ان ثمن مثل هذا الهجوم يمكن ان يكون باهظا ، اذ ان غزة احدى الاماكن الاكثر كثافة في العالم»، وقال «ان مثل هذا الهجوم يمكن ان يؤدي الى مقتل مائة جندي اسرائيلي والف فلسطيني».

وادت صواريخ القسام الى جعل الحياة في مدينة سدروت الصحراوية والمناطق المحاذية لقطاع غزة، لا تطاق. وخلال اول شهرين من العام الجاري ادت الهجمات العسكرية الاسرائيلية البرية والجوية الى مقتل  126 فلسطينيا.

وقال المسؤول السابق في المخابرات العسكرية الاسرائيلية شلوموهراري «ان الخطر الناجم عن غزة ليس استراتيجيا، غير انه يشكل ضغطا كبيرا على الحكومة»، واضاف «انه يخشى ان يصبح خطرا استراتيجيا مع اشتداد قوة حماس بدعم من ايران، اي ان تصبح الصواريخ اطول مدى او اشد فتكا».

من جهته قال عضو الكنيست من حزب الليكود يوفال شتاينيتز «خلال وقت قصير يمكن ان تهدد حماس تل ابيب»، ودعا شتاينيتز الجيش الى احتلال غزة  في غضون شهور قليلة.

واضاف «لا اقول ان الامر سيكون سهلا، ففي البداية سيقوم العالم بادانتنا ولكن ليس هناك سوى هذا الحل»، وفي واقع الامر ليس هناك ما يضمن ان ينجح الهجوم الشامل في ايقاف هجمات الصواريخ، وربما يمكن ان تزيدها.

وقال محللون عسكريون «ان الجنود الاسرائيليين يمكن ان يتورطوا في غزة، ويخوضوا حرب مدن مع ميليشيات  فلسطينية محترفة».

وقال المتحدث درور «يمكن ان نبدأ هذه الحرب ولكن لا ادري كيف يمكن ان ننهيها». 

من جهته قال المستشار في الشين بيت ماتي شتاينبيرغ «ان ثمة طريقة اقل ثمنا لوقف اطلاق الصواريخ وتتمثل في التوصل إلى هدنة»، واضاف «دون التوصل الى مثل هذا الحل فان اسرائيل تسير نحو الحرب  التي يمكن ان تكون لها نتائج كارثية على عملية التسوية التي تدعمها الولايات المتحدة  والتي بدأت في انابوليس». 

واشار الى ان اجتياح غزة سيعزز من دعم حماس ويزيد من ضعف الرئيس محمود عباس.

واتفق معه المتحدث باسم حماس فوزي برهوم، الذي قال ان حركته تتوقع هجوما شاملا من قبل اسرائيل، وحذر من انه سيزيد من المقاومة المسلحة. واضاف «اي عملية عسكرية ضد غزة لن تمنح الاحتلال الامن».