أعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، عن استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية الأسبوع الجاري. فيما وافق رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، على بناء 750 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة غفات زئيف اليهودية في الضفة الغربية. وفي موازاة ذلك ابقت اسرائيل على حالة الاستنفار التي اعلنت بعد هجوم القدس، ومددت اجراءات اغلاق الضفة 24 ساعة على الاقل.
وتفصيلاً، قال عريقات إن محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية سوف تستأنف في وقت لاحق الأسبوع الجاري بعد توقف قصير بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد جمّد المشاركة الفلسطينية في المحادثات بعد العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 123 فلسطينياً، غير أنه تراجع عن هذه الخطوة الأربعاء الماضي خلال زيارة قامت بها للمنطقة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.
من ناحية أخرى، قالت وزارة الاسكان في بيان انه «بعد سلسلة من المشاورات مع رئيس الوزراء، فقد صادق وزير الاسكان زئيف بويم على بدء عمليات البناء في غفات زئيف». ودان عريقات بشدة قرار البناء في مستوطنة غفات زئيف. وأضاف ان هذا القرار هو بمثابة وضع العصا في العجلة، وهو يظهر تصميم اسرائيل على تدمير الجهود المبذولة لدفع عملية السلام وإحيائها، وطالب الاسرائيليين بإلغائه.
على صعيد آخر، أبقت الشرطة الاسرائيلية على حالة الاستنفار التي اعلنت بعد الهجوم الذي نفذه فلسطيني في القدس الغربية، بينما مدّد الجيش 24 ساعة على الاقل اجراءات اغلاق الضفة الغربية.
وقال الكومندان يورام اوهايون لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان الشرطة ابقت على حالة الاستنفار خصوصاً في القدس وقامت بنشر الآلاف من رجالها. وبدوره، اكد قائد شرطة القدس اهارون فرانكو ان تعبئة قوات الشرطة تهدف ايضاً الى «اعادة الشعور بالامن للناس».
وصرح المتحدث باسم الشرطة، ميكي روزنفلد، ان الشرطة وضعت بعد الاعتداء في درجة التأهب الثالثة «سي» وهي العليا وتسبق درجة التأهب القصوى «دي».
وأكد ان الشرطة اوقفت ثمانية اشخاص قريبين من مطلق النار للاشتباه بمشاركتهم في الهجوم وأزالت علماً اخضر لحركة «حماس» وأصفر لحزب الله اللبناني كانت مرفوعة على منزل منفذ عملية القدس حيث تتلقى اسرته التعازي. كما منعت شرطة الاحتلال أمس متطرفين يمينيين من اقتحام منزل أبودهيم بعد مسيرة احتجاجية في القدس.
من جهة اخرى، أكدت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان اجراءات الاغلاق الصارم للضفة الغربية التي فرضت بعد الهجوم الذي ادى الى مقتل ثمانية اشخاص في القدس الغربية، مددت حتى صباح اليوم على الاقل. من جهته أكد اولمرت ان اسرائيل تملك كل الوسائل لمواجهة التهديدات المحدقة بها.
وقال اولمرت امام الصحافيين خلال الاجتماع الحكومي المخصص للتقديرات الاستراتيجية ان اسرائيل قادرة على مواجهة كل التهديدات وكل الاخطار المتعلقة بأمنها وأمن مواطنيها. وأضاف «بالتأكيد هناك تهديدات ومخاوف وأخطار لكن مجرد حديثنا عنها يعني ان هناك ردوداً عليها».
وأشارت إلى أن المحادثات ستتواصل من أجل التوصل إلى تهدئة شاملة تشمل فتح المعابر ورفع الحصار وصفقة تبادل أسرى.
واعتبرت المصادر نفسها أن تلك التفاهمات جاءت بضغط من مصر وقطر.
وسيلتقي رئيس الطاقم السياسي في وزارة الأمن، عاموس غلعاد، الذي سافر إلى مصر أمس، المسؤولين الأمنيين المصريين من أجل التباحث حول الأوضاع في قطاع غزة.
|