Emarat Alyoum

ضوء أميركي أخضر للتفاوض مع «حماس»

التاريخ:: 08 مارس 2008
المصدر: عواصم ــ وكالات
 
أكد تحليل سياسي أمني، بثه التلفزيون الإسرائيلي أمس ومحللون غربيون، وجود بداية تغيير سياسي في الرؤية الأميركية للمنطقة بعد أن أومأت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للادارة المصرية بالتعامل مع حركة «حماس» كي تتفاوض مع الحركة لانهاء العنف في قطاع غزة.
 
فيما أكد أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية أن الإدارة الأميركية بدأت تدرك ان «حماس رقم صعب لا يمكن تجاهله». وتفصيلاً، رأى محللون أن الموافقة الاميركية على حوار بين مصر و«حماس» تعد «أول علامة على أن ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش قد تغير نهجها مع حماس من العزل الكامل الى تشجيع دول حليفة مثل مصر كي تتعامل مع الجماعة الاسلامية اذا كان الهدف من ذلك هو انقاذ محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة».
 
وبدأت مصر محادثات يوم الخميس مع زعماء في قطاع غزة من حماس والجهاد الاسلامي في اطار مساع تدعمها الولايات المتحدة لترتيب هدنة بين الجماعتين وإسرائيل لوقف العنف في القطاع الذي تديره حماس والذي أخرج محادثات بشأن الدولة الفلسطينية عن مسارها.
 
ورفضت رايس أن تدعو رسمياً الى وقف لاطلاق النار وفضلت بدلاً من ذلك أن تشير الى «تهدئة» كي يتسنى للمحادثات أن تعود الى مسارها.
 
لكنها أوضحت أن واشنطن تؤيد المهمة التي تضطلع بها مصر لترتيب هدنة، وهو مؤشر على أن دور الوساطة الذي تقوم به القاهرة مقبول اذا كان في وسعه انقاذ المحادثات التي بدأت في أنابوليس بولاية ميريلاند في نوفمبر الماضي.
 
وقالت رايس في مؤتمر صحافي في بروكسل: «تحدثت مع المصريين ونتوقع أن يقوموا بالجهود التي قالوا انهم سيقومون بها لمحاولة تحقيق تهدئة في المنطقة وتحسين الوضع في غزة». وأضافت «كما تعرفون، مصر حليف جيد في هذه الجهود لمساعدة عملية أنابوليس، وأنا على ثقة بأن ما يفعله المصـريون يتـفق تماماً مع هـذا السـياق».
 
ورفضت رايس الخوض في تفاصيل المحادثات لكن الضوء الاخضر لمصر جاء اثر ضغوط قوية من حلفاء أوروبيين وعرب من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة التحرك لعمل شيء ما بشكل عاجل لكبح العنف. ويقول محللون متخصصون في شؤون الشرق الاوسط ان الاستراتيجية تقضي بعدم دفع «حماس» لان تشعر بأنها أكثر استهدافاً وإنما بإشراكها في العملية.

وقال البروفسور شبلي تلحمي وهو خبير في جامعة ميريلاند: «في النهاية اذا وجهت رسالة بأن اللعبة هي تدميرها فإنها ستتحرك  بالعنف  في كل مرة يكون هناك احتمال للمضي قدماً في المحادثات».
 
وأضاف ان الولايات المتحدة يجب أن تشجع الدول العربية على أن تقوم بوساطة بين حركة «فتح» التي يتزعمها عباس و«حماس».
 
وقال المفاوض الاسرائيلي السابق، دانييل ليفي، ان رايس لا تستطيع أن «تغفل أن حماس قد تتحرك كطرف يسـعى لافساد المحادثات التي تأمل ادارة بوش أن تؤدي الى اتفاق بشأن دولة فلسطينية بنهاية العام».
 
وأضاف «انكم تخاطرون (الاميركيين) بتجاهل غزة وحماس». وتأمل الولايات المتحدة في أن يلمس سكان غزة مزايا الانضمام لقطار السلام فور توقيع اتفاق لاقامة دولة فلسطينية.
 
وقالت رايس: «لندع حماس تقرر إن كانت تفضل أن تكون خارج ذلك التوافق». على صعيد متصل،  قال يوسف  لإذاعة «صوت القدس» ان واشنطن صارت مقتنعة بضرورة التفاوض مع حركة «حماس» لتحقيق  الأمن والهدوء في المنطقة.

وأضاف أن «هناك شعوراً عاماً في الأوساط السياسية الأميركية أو الأوروبية بأن ما جرى من حصار ومحاولة عزل حماس عبر شروط الرباعية الدولية كان خطأ فادحاً لن يحقق نتائج».  وأكد يوسف أنه «لا حل للقضية الفلسطينية دون حماس وهذا ما يجب فهمه والتعاطي معه من الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي».
 
«حماس» و«الجهاد» إلى مصر الأسبوع المقبل

قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، أمس، إن زيارة مرتقبة سيقوم بها وفدان لحركتي «حماس» و«الجهاد» الأسبوع المقبل لمدينة العريش المصرية، لاستكمال مباحثات التهدئة الفلسطينية-الإسرائيلية، التي تعد مصر وسيطاً فيها.
 
وأضاف البطش أن وفد  الجهاد  الذي زار مدينة العريش يعد في إطار اللجنة التحضيرية والتمهيدية لبحث العديد من القضايا منها التهدئة، والحوار الوطني الفلسطيني، وفك الحصار وفتح المعابر. وأضاف أن هناك لقاء قريباً واجتماعاً سيكون ربما الاسبوع المقبل.
 
وبشأن موقف حركة الجهاد الإسلامي من التهدئة، قال «إن الحديث عن التهدئة مستمر ولا يتوقف، وحركة الجهاد تنظر إلى أن هناك ما هو معروض وما تقبله إذا أوقف الاحتلال جرائمه وإذا استعد لأن يعطي حقوقنا فحينها مسألة التهدئة تدرس».