Emarat Alyoum

انتصار لربات البيوت

التاريخ:: 08 مارس 2008
المصدر: صفاء النعيمي
 
إلى ربات البيوت: هل تعملين في قطاع رعاية العائلة في المنزل؟.. هل تعملين في إعداد الطعام وغسل الصحون والملابس.. وغيرها من المهام المنزلية؟.. بمعنى آخر، هل تعملين دواما كاملا في البيت؟.. إذا كان الجواب نعم.. فأنت لست وحدك!

تقول احدث دراسة بريطانية ان ربة البيت تقوم بأعمال منزلية يمكن حساب قيمتها الفعلية من خلال مقارنتها بأعمال موجودة بالأصل. فالمرأة التي لديها زوج وطفلان، غالبا ما تعمل على:  إعداد الطعام (طباخ)، وغسل الملابس (عامل مصبغة)، وتعتني بالأولاد (مربية)، وتنظف المنزل (خادمة)، وتأخذ الأطفال للمدرسة والتسوق في نهاية الأسبوع (سائق)، وتدفع الفواتير وتضع ميزانية الأسرة (محاسب)، وتراجع الواجبات المدرسية لابنائها (مدرس خصوصي).. وغيرها الكثير من المهام غير المنظورة.

الدراسة توصلت الى نتائج مذهلة من الممكن ان تقلب المنظومة الاقتصادية  الذكورية السائدة حاليا رأسا على عقب.. كيف؟ بكل بساطة، من خلال احتساب القيمة المادية لما تقوم بها المرأة في البيت بالقياس إلى المهن المشار إليها ، كون أن ما تقوم به من أعمال من دون مقابل، يسهم فعليا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي بلد، ولا يدخل في الحسابات والموازنات العامة له.  باختصار، فإن ربة البيت تقوم بأعمال خلال السنة تبلغ قيمتها 100 ألف جنيه إسترليني بالتمام والكمال، أي أكثر قليلا من 733 ألف درهم إماراتي سنويا، بمعنى  61 ألف درهم شهريا. مع الإشارة الى ان ربة البيت تقوم بأعمالها من خلال دوام كامل (24 ساعة في اليوم).
 
وهذه القيمة لا تشمل بالطبع  بدلات الإجازات المرضية والأعياد والمناسبات. اعتقد أنه لو قررت وزارات العمل والشؤون الاجتماعية احتساب أجور للأعمال المنزلية على اعتبار أنها أعمال تدخل في حساب الناتج الإجمالي للدول، فلن تجد امرأة واحدة تعمل خارج المنزل بعد ذلك، بسبب هذا العائد المادي الكبير.
 
لا بل أكاد اجزم ان الرجال سينافسون النساء هذه المرة في اقتناص مناصب قيادية في (بيوتهم) من خلال مزاولة اكبر قدر ممكن من الأعمال فيه.. كيف لا؟ ونحن نتحدث عما يعادل 61 ألف درهم شهريا! الدول هي اكبر المستفيدين من الأعمال المنزلية التي تقوم بها النساء، فعندما تفني سيدة عمرها في تربية طفل على مدى ربع قرن أو يزيد. 

ويستوي عوده، ويصبح طبيبا أو مهندسا وينخرط في سوق العمل، ويسهم في العملية الإنتاجية، مَنْ يا تُرى سيجني ثمار هذه البذرة التي طفقت على رعايتها أم مجهولة سوى الدول؟ فعلى الحكومات أن تنظر إلى هذه المساهمات بعين الإنصاف والعدل، وترفع من شأن ربة المنزل، وتقدر عملها حق تقدير من خلال دعمها ماديا ومعنويا، وبعيدا عن التمييع ينبغي منح ربة المنزل ـ على اقل تقدير ـ راتبا تقاعديا.
 
إذا ما وصلت الى خريف العمر، نقول (راتبا) ولا نقول (منحة) من الشؤون الاجتماعية، كونها تستحق ان تنال عائدا لقاء سنوات من العطاء الذي لا ينضب.

 safaa1971@yahoo.com