Emarat Alyoum

إغلاق الحدود يبدد الآمال بانتــــــــــعاش التجارة في رفح المصرية

التاريخ:: 08 مارس 2008
المصدر: رفح ــ رويترز
 
على باب متجره الخارجي بشارع صلاح الدين برفح المصرية جلس الحاج سالم ينظر إلى بضائعه المكدسة على أرفف المتجر بحسرة شديدة. وتعاني المدينة ركودا بعد إغلاق الحدود مع غزة وتوقف حركة الشراء التي انتعشت اثر اقتحام عشرات الآلاف من الفلسطينيين للحدود المصرية في يناير  للتزود بالوقود والسلع والأغذية التي يعانون نقصا شديدا فيها نتيجة الحصار الإسرائيلي للقطاع.
 
وقال الحاج سالم الكاشف «اشتريت كميات كبيرة من البضائع بعد الحديث عن فتح الحدود مع غزة مرة أخرى، لكن الحدود لم تفتح وبضائعي أصبحت مكدسة في المتجر والمخزن». وكان عدد كبير من التجار المصريين في رفح قد اشترى كميات إضافية من السلع الغذائية ولفائف التبغ بعد أن ترددت أنباء عن فتح الحدود مع غزة مرة أخرى.
 
وتعتمد الحركة التجارية برفح المصرية على الفلسطينيين المترددين على المعبر الحدودي. وأغلقت مصر حدودها مع القطاع في الثالث من فبراير بعد أن ظلت مفتوحة لمدة 13 يوما. وأوضح التاجر المصري احمد حسين، فيما يقوم بتحميل شاحنة صغيرة بصناديق مملوءة بلفائف التبغ، أن «الأمن المصري احتجز بضائعي عند جسر قناة السويس خلال فترة فتح الحدود وبعد إغلاقها وصلت البضائع وغاب الزبائن». وأضاف أن «عدد سكان مدينة رفح قليل للغاية ولدى جميع التجار بضائع مكدسة. ولا يفصل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية سوى حدود من الأسلاك الشائكة».
 
وأشار تاجر آخر يدعى عبدالستار، رفض ذكر بقية اسمه، إلى أن «فتح معبر رفح الحدودي من جديد سينعش الحركة التجارية ويوفر فرص عمل جديدة». ولا تتوافر في مدينة رفح المصرية فرص كثيرة للعمل، اذ يعمل أغلبية سكان المدينة البالغ عددهم 40 ألف نسمة في بيع السلع للفلسطينيين الذين كانوا يترددون على المعبر، والبقية في مهن أخرى مرتبطة بالفلسطينيين، خصوصا قيادة السيارات الأجرة، وبعضهم يعمل في الزراعة، الا انه عمل موسمي.
 
ورأى مصطفى زكي البالغ من العمر 25 عاما «انه لا توجد فرص عمل في رفح، ليس لدينا مصنع واحد، لا توجد مشروعات يمكنها استيعاب الشباب الموجودين». وتقول خالة مصطفى، التي كانت ترافقه في طريقهما لشراء بعض الاحتياجات، «إغلاق المعبر تسبب في وجود مشكلات زوجية بين اغلب سكان رفح، الحالة صعبة لا يوجد بيع أو شراء أو حتى عمل، الظروف المادية زادت من المشكلات الزوجية».
 
وفي شارع صلاح الدين كانت معظم المحال التجارية مغلقة حتى المقاهي كانت خالية من الزبائن، وفي مقهى صغير على بعد عشرات الأمتار من الحدود المصرية لم يكن هناك سوى شابان فقط. وقال احد العاملين بالمقهى محمد السيد «انظر لا يوجد زبائن، الحركة متوقفة تماما،  كنا نعتمد على الفلسطينيين، المقهى سيغلق أبوابه خلال أيام وصاحبه عرضه للبيع بسبب الخسائر».
 
ومعبر رفح نقطة العبور الوحيدة لسكان قطاع غزة، اذ ينطلقون من خلاله إلى مصر ومختلف الدول العربية بعد قيام السلطات الإسرائيلية بإغلاق مطار غزة وتدمير مدرجه في أعقاب انتفاضة سبتمبر .2000 وأكد مدير الغرفة التجارية بالعريش أسامة ذكري أن «الحركة التجارية برفح تعتمد على الفلسطينيين، هناك تجار أقاموا تجارتهم على هذا الأساس». وأضاف أن «معظم التجار اشتروا كميات كبيرة من البضائع بعد المكاسب الهائلة التي حققها البعض خلال فترة فتح الحدود مع غزة».
 
وقال تجار ومسؤولون بالغرفة التجارية في شمال سيناء «إن حجم المبالغ التي أنفقها الفلسطينيون على شراء البضائع المصرية خلال فترة فتح الحدود بين مصر وغزة قد بلغ 1.7 مليار جنيه (309 ملايين دولار).