Emarat Alyoum

الإمارات الأعلى عالمياً استهلاكاً للطاقة

التاريخ:: 04 مارس 2008
المصدر: دبي - الإمارات اليوم

 أفاد الخبير البيئي في وزارة البيئة والمياه الدكتور داود حسن كاظم، بأن معدل استهلاك الفرد من الطاقة في الإمارات هو الأعلى عالمياً، مضيفا أنه بلغ ما يعادل 15 ضعفاً من استهلاك الفرد عالميا، اذ وصل إلى 15 ألف  ميغاواط، مشيراً إلى أن نسبة الزيادة السنوية بلغت 6ـ8% أي أكثر من ضعف معدل الزيادة العالمي 2ـ3%. 

ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي سعيد الطاير إن استخدام أجهزة التكييف بكثرة، هو السبب في هدر 50% من كمية الطاقة المستخدمة.
 
ووفقا لكاظم، فإن هناك محاولة مستمرة من الدولة للسيطرة على استهلاك الطاقة، من خلال وضع برامج  تهدف إلى حفظها، والوقوف على أسباب هدرها، ووضع الحلول المناسبة لذلك.. مشيرا الى اعتماد مواصفات صديقة للبيئة في البناء الأخضر والمدن الخضراء مع دعوة القطاع الخاص الى توفير المستلزمات والأدوات الصديقة للبيئة، سواء في الإنارة أو في توليد الطاقة. 

وأكد كاظم ضرورة الحرص على تقديم التوعية البيئية لما لها من دور كبير في تغيير سلوك الأفراد والمؤسسات من الاستهلاك الشره إلى الترشيد المستديم، وجعل هدف حماية البيئة وتنميتها دليل عمل يوميا لكل فرد.

وأوضح أن «الطاقة الهيدروكربونية لا تزال المصدر الرئيس في المرافق والخدمات التي تسير عليها عجلة التنمية والحياة اليومية في الإمارات، لأنها تدخل في وسائط النقل، وتحلية المياه والإنارة وتشغيل المكائن والآليات، أي أن هذا المصدر من الطاقة لا يزال يشكل القوة الأساسية للحياة في الدولة».
 
وأضاف: «نتيجة لتزايد الضغط على البيئة من خلال تزايد الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة وارتفاع  الاستهلاك للطاقة، تتجه الدولة حاليا لاعتماد مصادر جديدة في كل مشاريع التنمية بدءا من الأبنية والمدن الخضراء الى استخدامات الطاقة الصديقة للبيئة في وسائط النقل والآليات، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والغاز الطبيعي المسال.

كما تدرس إمكان استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية لتخفيف الضغط على البيئة، ومن المؤكد أنه سيكون للطاقة الشمسية والرياح، الريادة في الخيارات المتاحة للدولة لرخصهما وتوفرهما على مدار السنة وصداقتهما للبيئة». 

وبحسب الطاير، فإن نصيب الفرد من الكهرباء في الإمارات بشكل عام وفق آخر دراسات وصل إلى 11 ألف كيلوا وات في الساعة سنوياً، في حين وصل نصيب الفرد في دبي وحدها 20 ألف كليوا وات في الساعة سنوياً، ما يعد الأعلى على مستوى الدولة والعالم في  الوقت نفسه، موضحاً أن 50% من الاستهلاك الفردي للكهرباء يذهب في استخدام التكييف فقط نظراً لطبيعة الطقس «إذ إنها تفرض استخدامه على مدار الساعة في موسم الصيف».
 
وأشار الطاير إلى أن قلة الوعي وراء سلوكيات الهدر سواء في الكهرباء أوالمياه، لافتاً إلى قيام بعض الأفراد بترك مصابيح الإنارة والأجهزة الكهربائية تعمل على مدار الوقت دون فائدة، الأمر الذي استوجب ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة عملية تنظيم الاستخدام الأمثل لإدارة الطاقة.
 
وأوضح أن الهيئة عملت على امتلاك أجهزة من شأنها ترشيد عملية استهلاك الطاقة، من خلال أجهزة تحكم زمنية تعمل من خلالها كل الأجهزة العاملة بالكهرباء للحد من هدرها، إضافة إلى استخدام اللمبات ذات الكفاءة العالية بحيث تكون أشد إنارة وأقل استهلاكاً للكهرباء، وشدد على ضرورة مراعاة شركات المقاولات وأصحاب المشروعات لاتباع هذه المواصفات والمقاييس أثناء تنفيذ المبنى.

وفيما يتعلق باستهلاك المياه، قال كاظم إن معدل استهلاك الفرد من المياه في دبي وحدها وصل إلى 130 غالونا في اليوم الواحد، لافتاً إلى أن هناك هدراً كبيراً في المياه نتيجة للجهل وقلة الوعي في عملية الزراعة واستخدام أجهزة ري لا تعمل بكفاءة عالية، ومن ثم تهدر كميات كبيرة من المياه، وأوضح الكندي أن 30% من المياه المهدرة تبخرها أشعة الشمس القوية».

وطالب بضرورة استخدام أجهزة حديثة لضبط عملية الري، واستخدام مواد غير قابلة للصدأ أيضًا، لمنع هدر المياه وتسريبها نتيجة لتلف الماكينات التي أتلفتها درجة الرطوبة العالية، إضافة إلى البدء في استخدام الحنفيات المؤقتة، والتي تعمل بالضغط اليدوي في كل المباني للتخفيف من عملية الاستهلاك.