من جهة اخرى، أظهرت نتائج فرز 16% من صناديق الاقتراع ان مدفيديف يتصدر الانتخابات بحصوله على 5.64% من الأصوات، كما أعلنت اللجنة الانتخابية المركزية أمس.
وتبدو الانتخابات الروسية أشبه بعملية انتقال للسلطة كون الكرملين اعلن سلفا فوز النائب الاول لرئيس الوزراء (42 عاماً) المتحدر من سان بطرسبورغ وأعدّ له.
وقد دعي نحو 109 ملايين ناخب الى اختيار الرئيس الثالث لروسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي، بعد بوريس يلتسين (1991-1999) وفلاديمير بوتين (2000-2008).
ونشرت الحكومة نحو 450 ألف شرطي في جميع المراكز الانتخابية البالغ عددها 96 ألف مركز منتشرة في أنحاء البلاد، لضمان نجاح الاقتراع.
وأعلنت اللجنة المركزية للانتخابات أن نحو 500 ألف مراقب روسي يتابعون عمليات التصويت، وقالت إنه من حق كل المرشحين إرسال مراقبين عنهم إلى مراكز الاقتراع.
وبعد تسع ساعات من اقتراع الروس في اقصى شرق هذا البلد بسبب الفرق في التوقيت، توجه مواطنوهم في موسكو وسان بطرسبورغ وكل الغرب الروسي الى صناديق الاقتراع اعتباراً من الساعة 00:8 صباح أمس(00:5 تغ). وأغلق آخر مراكز الاقتراع ابوابه في الساعة (00:18 تغ) في كالينينغراد، الجيب الروسي بين بولندا وليتوانيا. وفي شرق البلاد، اغلقت مراكز الاقتراع ابوابها قبل ثلاث ساعات من الموعد المحدد بعدما بلغت نسبة المقترعين فيها 100%. لكن يبدو ان عدداً من الناخبين قرروا مقاطعة العملية الانتخابية.
وأدلى ميدفيديف بصوته باكراً في احدى مدارس موسكو برفقة زوجته سفيتلانا. واكتفى بالقول: «انا مرتاح. الربيع بدأ، طبعاً ثمة مطر قليل لكن الجو ممتع. انه تغير الفصول»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «انترفاكس».
وإذا كانت ملامح الربيع اطلت على موسكو رغم بعض الثلوج والامطار، فإن المراقبين يتساءلون عن «الربيع» السياسي الذي يمكن ان يحمله معه الرئيس الجديد مقارنة بالنهج الحازم لبوتين.
ويتنافس اربعة مرشحين لخلافة بوتين الذي انتخب عام 2000 وأعيد انتخابه عام 2004، لكنه لا يستطيع قانوناً الترشح لولاية ثالثة. فإضافة الى ميدفيديف، هناك الشيوعي غينادي زيوغانوف والقومي المتشدد القريب من الكرملين فلاديمير جيرينوفسكي وأندريه بوغدانوف الذي يدعو الى انضمام روسيا للاتحاد الاوروبي. ويعتبر بوتين ان ميدفيديف يضمن الاستقرار.
وقد اظهرت استطلاعات الرأي انه يحوز تأييد 61 الى 80% من الناخبين. والمفارقة الكبرى انه وعد بأن يكون بوتين رئيس وزرائه في سيناريو لا سابق له.
وكان المرشح زيوغانوف هدد في نهاية يناير الماضي بمقاطعة الانتخابات التي وصفها بالمهزلة، مندداً بوجود مرشح الكرملين في كل مكان، إلا أنه قرر في النهاية المشاركة لكي «يكون هناك خيار أمام الناخبين». ويقوم برنامج زيوغانوف على الدعوة لتأميم المؤسسات الكبرى ومضاعفة أجور المعلمين والأطباء والتعليم المجاني للجميع. ويحظى بتأييد من المتقاعدين الذين يشعرون بحنين إلى عهد الاتحاد السوفييتي السابق. كما أنه دائم الانتقاد للسياسة الأميركية ويدعو إلى إعادة توحيد روسيا مع الجمهوريتين السوفييتيتين سابقاً بيلاروسيا وكزاخستان.
إلى ذلك تتوقع استطلاعات رأي أن يحل زعيم الحزب الليبرالي جيرينوفسكي في المرتبة الثالثة بنسبة أصوات تتراوح بين 7 إلى 13.7% من الأصوات. ويشارك جيرينوفسكي للمرة الثالثة في انتخابات الرئاسة بعد 1996 و2000، وكان شعاره «عدم الكذب وعدم الخوف»، كما عرف عن حزبه دعم سياسات الكرملين أثناء عمليات التصويت داخل البرلمان.
وفي غياب مرشح المعارضة الليبرالية، وصفت المعارضة العملية الانتخابية بأنها «مسرحية»، وفي مقدمها بطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف، الذي منع أمس من الوصول الى الساحة الحمراء في اطار تحرك عفوي تنديداً بالانتخابات.
|