Emarat Alyoum

مواطنــون ومقيمــون يطالـبون بتدخل عربي لوقف «محرقة غزة»

التاريخ:: 03 مارس 2008
المصدر: فاتن حمودي - دبي

طالب مواطنون ومقيمون في الدولة بتدخل عربي لوقف الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة، معربين عن استنكارهم وغضبهم، لما يحدث من قتل يومي على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية. 


وقالوا إن ما يرونه على أجهزة التلفزيون أكثر فظاعة من أي محرقة حدثت «لأن الفلسطينيين يذبحون على مرأى ومسمع من العالم، وتحت أعين الكاميرات». وأضافوا لـ «الامارات اليوم» إن «على العالم أن يتخذ موقفا واضحا إزاء ما يحدث»، لافتين الى أن  «الاحتجاج والشجب لا يكفيان لوقف نزيف الدم العربي في غزة».

 

وقالت الحاجة فطيم رحيم (مغربية) إن «محاصرة بلد كامل، وحرمان أهله من كل أسباب الحياة، هو سابقة تاريخية تستدعي وقفة عربية ودولية صارمة»، متسائلة عن الدور الحقيقي لمنظمات حقوق الإنسان، وحماة البيئة، والأحزاب والمنظمات التي تنادي بمكافحة الحروب، ونبذ التفرقة العنصرية، ما دامت عاجزة عن فعل أي شيء لإنقاذ أطفال غزة ونسائها وشيوخها».

 

واستنكر جاسم محمد (إماراتي) الموقف العربي من مأساة غزة، مطالبا ما أسماه «دول الثقل» بأن تبذل جهودا حقيقية للضغط على صانع القرار الأميركي للتدخل لحماية الأطفال. وتابع أن ما يراه على  شاشات التلفزيون «يمثل القبح بكل صوره، ويرسخ شعوره بالأسف والعجز» متسائلا: «هل قتل الاطفال وترويع العزّل يشبع جوع إسرائيل الى الدم؟».   وأكد أن «الشعوب العربية لا تميل الى القتل، ولا  لثقافة الانتقام، والعنف. ولكن ما يواجهه الفلسطينيون يفرغ كلمة السلام من معناها، ويفقدهم الثقة في محيطهم العربي، وفي المجتمع الدولي الذي ينتمون اليه، لأنه يتنكر لحقوقهم في الحياة، فلو قتل اسرائيلي واحد لوقف العالم كله إلى جانبه. ومثل هذه المعادلة هو ما يؤسس للقتل».

 

أما هيفاء الزين (لبنانية) فقالت: «عندما أرى صورة طفل ملقى على الارض جثة هامدة بسبب فكرة عمياء وصاروخ طائش، أدرك أننا ميتون من الداخل. ولولا ذلك، لكانت الحسرة أكلت قلوبنا». مضيفة: «أن الجندي الذي يحمل البندقية عاجز عن التفكير في معنى قتل طفل في السابعة من عمره. إنه ينفذ أمرا أصدرته آلة عمياء، ترى كل ما ينتمي الى الحياة عدوا لها». وتابعت: «ما يحدث كابوس لا يمكن الخروج منه، لأن عجلة القتل ستواصل تقدمها في حياتنا، ولن تمنحنا فرصة لنواصل طريق العلم والاستقرار».

 

وقال محمد جمال (لبنان) ان العرب ليسوا أكثر من مشاهدين سلبيين، مطالبا بالعمل على صياغة موقف دولي يعيد الحق إلى نصابه. وأكد أن إيقاف ما يحدث يحتاج إلى أن يدرك الإنسان العربي مكانته الحقيقية في التاريخ، والدور الذي لعبه في تطور الإنسانية، حتى يعمل على استعادته، مضيفا أن غزة ليست مسألة فلسطينية أو عربية، ولكنها امتحان للإنسانية ضد طغيان الاحتلال حيثما كان.

 

ورأى محمود عبدالله (فلسطيني)، أن ما يحدث في غزة يؤكد همجية العدو ويكشف صورته الحقيقية أمام العالم كله، لافتا الى أن «المظهر الديمقراطي الذي تحاول تسويقه في العالم، هو مظهر قائم على الوحشية بأشد صورها قبحا». ونوه بـ «بسالة أهل غزة، الذين يواجهون الموت بإيمان حي».

 

وأكد صديقه شربل الزوي أنه ضد القتل، مشيرا الى ضرورة البحث عن أرضية مناسبة لإقامة السلام على الرغم من صعوبة تحقيقه في ظل حكم اسرائيل العنصري.  وطالب بمساعدة الشعب«الذي خسر ابناؤه المدارس والجامعات، ومتعة حمل حقيبة المدرسة، وكل ما نريده أن يتدخل العالم لإيقاف نهر الدم».

 

وأكد رامي زريق (لبناني) أن صور القتل اليومي تدفعه الى الشعور بالعجز والحزن «فنحن شعوب أطبق علها الخناق، لذا فإنه لا يوجد أمامنا سوى  اللجوء إلى التبرع لإنقاذ ما تبقى من ضمير، لأن العدو من أمامنا وخلفنا وفوقنا وتحتنا».


بدوره، قال بشار حسن (سوري) إن ما يراه من قتل يومي على يد الاحتلال الاسرائيلي، هو «جزء من المخطط الصهيوني العنصري الهادف الى تصفية الشعب الفلسطيني كله، ودفعه الى مغادرة أرضه الى المنافي».  وتابع: «إنهم يتصيدون الرجال والأطفال والنساء، هذا المشهد يصيبنا نحن الشباب بكآبة وإحساس بالقهر، فالنازية الجديدة تؤسس لمحارق وإبادات يومية، سيقال بعد قرن من الزمن: كيف لم يوقف العالم فعل البرابرة، وأي لغة يمكن أن تبرر ما يحدث».

 

أما محمد طاهر (مصري) فقال: «إن غزة توقظ وجدان الناس. وتنبههم الى أنهم يسيرون في طريق غلط».  وأضاف أن «القتل كفعل يومي، يتحول إلى شيء عادي ويجعل الناس يفقدون حسهم. ولكن غزة قررت أن تنبههم».


وأكدت أنجي غانم (مصرية): «أصبحنا بلا هيبة، وننظر إلى الموت يجتاح الناس باستخفاف. للأسف، نحن أمة بلا قرار». 

 

من جهته، عبر جورج نجيب (أردني) عن لحظة رآها على شاشة التلفزيون، لحظة خروج طوفان من أهالي غزة من المعبر الموصل إلى مصر، قائلا إن ما نراه يمثل دليلا واضحا على اللا عدالة في عالمنا، فلا ماء ولا كهرباء في غزة، ومع ذلك يبقيهم العالم محاصرين ليسهل صيدهم».

 

وقالت رحمة ميعاري (فلسطينية): «كلما رأيت التلفزيون، شعرت بالصغار، وبتفاهة هذا العالم المجرم، فالمحرقة تبيد كل شيء».

 

أما فريال علوان (عراقية)، فرأت أن «العالم تحول إلى غابة مظلمة بسبب سكوته عن الممارسات  الإسرائيلية، إنهم  متعطشون أبدا للدم، لقد حولوا  حيتنا إلى كوابيس».


أسماء عريمي (لبنانية) أشارت إلى أن «الوضع محبط لكل عربي ومسلم، ولكل من يمتلك ضميرا حيا»، مطالبة الصحافة بنقل صوت الفلسطينيين الى العالم «حتى يدرك حجم المأساة التي يعيشونها».