Emarat Alyoum

من المجالس

التاريخ:: 03 مارس 2008
المصدر:
 بعض الوزارات التي دخلها وزراء جدد ممتنعة عن الكلام. الوزراء لايزالون في مرحلة الاستطلاع والتعرف إلى العمل والناس والإدارات، ولهم العذر في التوقف عن الكلام المباح حتى حين، الى أن يكونوا ملمّين بما سيتكلمون عنه للصحف والصحافيين ومنهم الى الرأي العام.
 
لهم العذر في ذلك، وإن تأخرت إجاباتهم على طلبات مندوبي الصحف. ولكن ماذا عن الصفوف التالية من المسؤولين.. الوكلاء ومساعديهم والمديرين؟ فالعمل في هذه الوزارات، كغيرها من الوزارات، جار ودورته متصلة.
 
وهناك إجراءات جديدة تفرضها حاجة العمل، وإحصاءات تصنعها الحقائق، ومعلومات تتدفق عن سير عجلة العمل بهذه الوزارات.
 
وهذه الحركة بحاجة الى تغطية إعلامية توصل المعلومة الى طالبيها، وتكرس عملية التواصل بين الوزارات وبين الشرائح المستفيدة. مسؤولو الصف الثاني أدخلوا أنفسهم كذلك في دائرة التريث والانتظار «حتى تتضح الصورة» ويظهر اتجاه الوزير الجديد، ونظرته للعمل، ونظرته لمساعديه.

وبناء عليه فالكل يبدي حرصاً لا مبرر له على الابتعاد عن الاضواء، وتجنب الحضور، والعزوف عن التصريح. ووصلت الهواجس الى من دونهم من الصفوف الذين تقع تحت أيديهم مصادر الأخبار، ويمسكون بأيديهم الكثير من مفاتيح المعلومات التي تهم المراجعين، وتتصل بشكل مباشر بعلاقة هذه الوزارات، كمؤسسات عامة، بالمصلحة العامة.

هنا تشتد الحاجة للتأكيد على ثقافة المؤسسة، أو «المأسسة» على حد قول أهل الادارة، فعندما تسود ثقافة المؤسسة تزول المخاوف وتتراجع الهواجس الشخصية وتتحدد الأدوار، فلا تبقى الصلاحيات حبيسة الأوراق، ولا يصبح الواجب تعدياً على المرحلة، ولا يكون القلق سيد الموقف.

أما عندما تسود «ثقافة الكراسي» والخوف على المناصب يصبح البحث عما يدور في خلد الوزير ومفهومه للتغيير ورؤيته للتطوير هو الأولوية الوحيدة التي تستحق إغلاق كل الملفات، وحجب كل المعلومات، وتأجيل كل القضايا الى أن تحل أم القضايا.
   
adel.m.alrashed@gmail.com