Emarat Alyoum

وجوه سينمائية محلية تغيب عن «أفلام من الإمارات»

التاريخ:: 01 مارس 2008
المصدر: إيناس المحيسن - أبوظبي

 

من جديد عادت طرقات المجمع الثقافي في أبوظبي لاحتضان خطوات الشباب من صنّاع السينما في الإمارات والخليج، بعد ان أصبحت مسابقة «أفلام من الإمارات» ملتقى سنوياً يحرصون على المشاركة فيه للتعرف إلى بعضهم بعضاً، وتبادل الأفكار والخبرات والتجارب، ورغم المشاركات العديدة التي تلقتها المسابقة هذا العام، وبلغ عددها 274 فيلماً، إلا ان هناك عدداً من الوجوه التي ارتبطت بالمسابقة وصنعت أسماءها من خلال المشاركة في فعالياتها عاماً بعد عام، غابت هذه الدورة، مثل ناصر اليعقوبي، وحمد سالمين، وخالد المحمود، وأحمد زين، وعبدالحليم قائد، ومنال بن عمرو، ومحمد وأحمد وعبدالله حسن وغيرهم.. اختلفت الأسباب وراء الغياب لتظل النتيجة واحدة، وفي ما يلي بعض هذه الأسباب..


مهام وظيفية
المخرج عبدالحليم قائد الذي حصل من قبل على جائزة أفضل فيلم تسجيلي -طلبة- عن فيلمه «سراب» 2006، أوضح ان انشغاله بالعمل ومهام وظيفته هو السبب الرئيس لغيابه عن المشاركة في مسابقة «أفلام من الإمارات» العامين الجاري والماضي أيضاً، حيث أدى انشغاله بالعمل وضيق الوقت المتاح أمامه لتأخير تصوير الفيلم الذي يجهز له، رغم توافر أربعة سيناريوهات لديه. 


ويشير قائد إلى ان الحصول على دعم مادي لإنتاج الأفلام مازال يمثل مشكلة رئيسة للشباب من المهتمين بصناعة الفيلم، فرغم إعلان أكثر من جهة عن تبنيها قضية دعم صناعة الأفلام المحلية، إلى ان قنوات التواصل المباشر بين هذه الجهات والشباب الراغبين في صناعة أفلام، بحيث يتم تقديم السيناريوهات عبر هذه القنوات، لافتاً إلى ان «عمل صنّاع الأفلام بصفة شخصية ومستقلة بعيداً عن وجود جهة رسمية تجمعهم زاد من صعوبة توافر الإمكانات المادية للإنتاج أمامهم، وقد كانت هناك محاولات لتشكيل جمعية لصنّاع الأفلام الشباب، ولكن لم يكتب لها النجاح بسبب عدم تبلور آليات عملها، وكيفية توزيع الدعم الذي سيتلقاه  الأعضاء».


وأشار قائد إلى ان لديه سيناريو لفيلم جديد يرغب في تنفيذه، ولكنه يحتاج إلى دعم مادي، خصوصاً انه يرغب في إشراك ممثلين محترفين في العمل لإخراجه في أفضل صورة، وهو ما يزيد من تكلفة الإنتاج، وقد توجه قائد بفيلمه لعدد من الجهات لتوفير الدعم له، ولكن هذه الجهات أعربت عن استعدادها لإمداده بالمعدات مثل الكاميرات وأجهزة الإنتاج وهي متوافرة لديه بالفعل، وما ينقصه هو الدعم المادي وليس التقني، كما قام بتقديم السيناريو لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث وهو في انتظار رد المسؤولين فيها.

 

انشغال
من جانبها، أرجعت المخرجة منال بن عمرو عدم مشاركتها في الدورة الحالية من المسابقة لانشغالها بتصوير فيلمها الجديد «من أجندة الخيانة» من إنتاج مجموعة دبي للأفلام، حيث لم تنته من الفيلم إلا منذ يومين فقط، لافتة إلى ان الدعاية عن «أفلام من الإمارات» لم تكن كافية.


وأعربت بن عمرو عن سعادتها بوجود أكثر من جهة لدعم صناعة السينما في الإمارات، وبالتحرك الذي تشهده الدولة نحو الاهتمام بالسينما وخلق جيل من صنّاع السينما الإماراتيين، وهو ما منح المهتمين بهذا الشأن من الشباب دفعة حماسية لإنتاج المزيد من الأفلام، والعمل على تطوير قدراتهم، متمنية ان يتم تجميع الجهود والتوجهات الرامية لتطوير السينما بدلاً من ان تتبعثر في اتجاهات متباعدة.


وأكدت بن عمرو: «مازلنا في مرحلة التجريب، وما نقدمه من أعمال هو عبارة عن تجارب فنية، وليس أفلاماً تجارية، ولم نصل بعد إلى مرحلة صناعة السينما بمعناها العام والمتعارف عليه، ولذا تعنينا القيمة الفنية أكثر من القيمة المادية للأعمال التي نقدمها».


توقيت متأخر
من جانبه، أشار المخرج خالد المحمود إلى تأخره في الانتهاء من تصوير فيلمه الجديد «بنت النواخذة»، الذي تقدم به للمشاركة في الدورة الأولى من مهرجان الخليج، مشيراً إلى أن انتاج الفيلم جاء منحة من مؤسسة الإمارات تسلمها في شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، بينما لن يتمكن من تصوير الفيلم إلا في فبراير الماضي، مضيفا: «تزامن تصوير الفيلم مع تصوير عدد من الأفلام لزملاء آخرين، وكنا نتعاون معاً حتى ينجز كل منا فيلمه».


واعتبر المحمود تعدد المهرجانات والمسابقات أمراً مفيداً، فقد كان ظهور مسابقة «أفلام من الإمارات» محفزا لظهور جيل يحاول ويعمل على إنتاج أفلام محلية تعبر عن المجتمع الإماراتي في وقت لم يكن هناك وجود لصناعة فيلم محلية، ولذلك من الطبيعي ان يفتح تعدد المهرجانات المجال امام المزيد من الإنتاج، مقترحاً ان تتجه كل مسابقة إلى التخصص في مجال محدد من مجالات صناعة السينما لتتكامل مهامها جميعاً في النهاية، وتفيد بشكل فعلي في صناعة سينما إماراتية.