Emarat Alyoum

شاب خجول.. وفتـــاة جريئة

التاريخ:: 29 فبراير 2008
المصدر: إعداد: فاتن حمودي

أنا شاب خجول جداً، أخاف من المواجهة، وأبتعد عن المناسبات الاجتماعية التي يحبها الناس، وعندما ألتقي بعض الأقارب، خصوصاً الفتيات، ينتابني شعور بالقلق وأتصبب عرقاً، كأن حبل مشنقة التف حول رقبتي في ميدان عام، وتعلو ضربات قلبي حتى تصبح كطبول إفريقيا، ويرتعش صوتي.

ذات مرة واجهتني إحدى قريباتي في الجامعة، وألحت عليّ لمعرفة رقم هاتفي المتحرك، فارتبكت وأعطيتها الرقم ومضيت، ومن يومها وهي تتصل بي، وبشكل يومي، لدرجة أنني أصبحت أفتقد صوتها حين لا تتصل. يتابع أحمد( 21 عاماً)، حكايته مع الخجل قائلا «أعترف أنني لا أملك الجرأة كي أتصل بها وأسألها عن دراستها وأحوالها، لهذا فإنها تقول لي دائما «أنت موضة قديمة»، أحاول أحياناً الاتصال بها.. ولكن أتراجع في اللحظة الأخيرة».

بدأت هذه العلاقة منذ نحو سنة، شعرت خلالها أن هذه الفتاة أصبحت جزءاً مهماً في حياتي، مرة جاءت لي في الجامعة وطلبت مني أن نتناول الغداء معاً، وقبل أن أجيبها سحبتني من يدي ومضينا معاً، كانت تحكي لي أحاديث جريئة، وكنت أشعر بالخجل الشديد، لا أستطيع أن أجاريها في الحديث، كانت تفهمني تماماً وتضحك بصوت مرتفع حين ترى آثار الخجل عليّ، وكان سؤالها الدائم ، لماذا أنت خجول جداً؟

وكانت تؤكد لي أنني لا أصلح لهذا الزمن، قائلة «هذا الزمن لا يرحب إطلاقاً بأمثالك، أنت سلبي، ولا تستطيع التعامل مع فتاة متحررة مثلي». ويتابع «عندما كنت أعود إلى البيت، أقف أمام المرآة وأتدرب على الكلام، أتخيلها أمامي، فأبدأ بمناقشتها، بعد أن سئمت السكوت، أحاول أن أخرج مكنون صدري، وأتعلم كلام الحب الطازج، وأبتعد عن العبارات الروتينية المعلّبة، ولكن حين كنا نلتقي أُصبح أكثر صمتاً، ولا أدري كيف كان الكلام يهرب مني.

حاولت اللجوء للكتابة كي أتحرر قليلاً من خجلي، وأصبحت هذه الفتاة يوماً بعد آخر تشكل لي الصديقة والحبيبة، والأخت أحياناً، وكانت تقول لي «أنت إنسان نظيف، وأنا لا أخاف من العلاقة معك»، ولكن بدأت تجرجرني إلى التدخين، ثم عرفتني إلى صديقات وأصدقاء لها، فلم أستطع الانسجام مع هذا الجو الغريب كلياً عني، رأيتها تعامل أصدقائها كأنهم عشاقها، ولم أحتمل، فانسحبت ، ولم أعد أردّ على هاتفها، فتراجعت في دراستي، لأنها أصبحت كل حياتي.

مرة حاولت بكل ما أستطيع أن أكلّمها عن إحساسي نحوها، وحين اتصلت بها قالت لي «يلزمك طبيباً نفسياً يا أحمد، بل أطباء؛ لأن حالتك صعبة جداً».

وبعد أن انتهت من كلامها، اعترفت لها بأن حياتي من دونها لا معنى لها، فقبلت الاستمرار في هذه الصداقة، وبدأت أنتظرها أمام أبواب الجامعة، لنذهب معا.

اكتشفت أنها متعددة العلاقات، وأنني لست أكثر من رقم في حياتها، حاولت أكثر من مرة أن أمنعها، لكنها كانت تضحك بسخرية وتقول «والله كبرت وصرت رجلاً»، بدأت أتحرر قليلاً من الخجل، الذي كان سببه أمي التي ربتني بعيداً عن الوطن والأهل، وكانت تردد أمامي كلمة عيب أمام أي سلوك كنت أقوم به، وها أنا أتحرر قليلاً من الخجل، لأقع في مطبّ فتاة جريئة لا تعرف الخجل، على النقيض مني.

وسؤالي: هل العلاقة مع هذه الفتاة صحيحة، هل أستمر معها؟ وكيف لي أن أكون صاحب قرار بعيداً عن الخجل الذي حرمني الكثير من العلاقات؟