Emarat Alyoum

ارتفاع معدلات العنف وتدني مستوى التعليم لدى أطفال غزة

التاريخ:: 27 فبراير 2008
المصدر: زهير دولة غزة
 
كل شيء في حياة الطفل الفلسطيني بقطاع غزة أصبح متغيرا، ومختلفا عن باقي أطفال فلسطين والعالم، حيث ان الحصار والممارسات الإسرائيلية، أوجدت تراكمات نفسية لدى الأطفال، وخلقت لديهم حالة من التغير في سلوكهم وحياتهم اليومية ومستقبلهم الدراسي، حتى أحلامهم تغيرت وأصبحت محاصرة.
 
كما وانعكس ذلك على مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة الذي تدنى بصورة كبيرة، ففي دراسة أجرتها أخيرا دائرة التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أظهرت أن أكثر من ثلث طلبة القطاع في مدارس الأونروا يواجهون صعوبة في القراءة والكتابة، بسبب الحصار المفروض على غزة، وأعمال العنف التي ترتكبها قوات الاحتلال.
 
الطالب يوسف عابد (12 عاما)، عبر عن استيائه من الوضع الذي يمر به كغيره من الأطفال، حيث تدنى مستوى التحصيل الدارسي لديهم، بسبب الحصار الذي منع إدخال المواد الضرورية للعملية الدراسية، بالإضافة إلى ممارسات الاحتلال من قصف، وتجريف أراض، و هدم منازل.
 
وقال إن والده العاطل عن العمل لم يتمكن من شراء المستلزمات المدرسية له ولأخوته، مشيرا إلى أن عددا من المواد المدرسية وزعت عليهم من إحدى الجمعيات الإغاثية. وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «أتمنى أن تشهد الأيام المقبلة انفراجا للحصار، الذي قتل حياتنا ودمر مستقبلنا، وأن يدخل كل شيء إلى غزة، حتى أتمكن من الدراسة بأجواء هادئة، في ظل توافر المواد اللازمة للدراسة».
 
من جهة أخرى قالت الطالبة شيماء مصلح (14 عاما): «لا يكفي أننا حرمنا فرحة النجاح والحصول على المستويات الدراسية كباقي أطفال العالم، لكننا نكاد أن نفقد نظرنا إذا استمرت ظاهرة مذاكرة دروسنا على أضواء الشموع التي سرعان ما تذوب».
 
من ناحيته أكد مدرس مادة الرياضيات   في المرحلة الإعدادية إبراهيم ياسين، أن مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة تدنى بصورة كبيرة، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات العنف لدى الطلبة داخل الفصول الدراسية. وقال ياسين لـ«الإمارات اليوم»: «لقد لاحظنا منذ بداية العام الدراسي الحالي سواء في الفصل الأول، أو في الفصل الثاني، أن طلبة يتصرفون بتصرفات متغيرة عن السابق، حيث زيادة العنف بينهم، وسيطرة بعض الأفكار الحزبية على الجو العام لديهم».
 

وعن الأسباب النفسية وراء التغير الواضح في سلوك ومستوى طلبة القطاع، أوضح الأخصائي النفسي والتربوي أسامة فرينة، من برنامج غزة للصحة النفسية، أن التراكمات السياسية، وممارسات الاحتلال، والحصار، ومن قبلها حالة الانفلات الأمني أثرت بشكل كبير على سلوك الأطفال في المدارس، وعلى قدراتهم الاستيعابية وحبهم للتعلم.
 
وأضاف: «وقد عملت هذه التراكمات السياسية إلى زيادة معدلات العنف لدى الطلبة، وتغيير سلوكهم داخل المدرسة، وداخل البيت، كما أنها انعكست على سلوكهم في اللعب، حيث انهم يلجأون إلى الألعاب العنيفة، والتي لا تخلو من الانتماءات الحزبية».