Emarat Alyoum

«من أجندة الخيانة».. الشيطان الراعي الحصري للآثام

التاريخ:: 27 فبراير 2008
المصدر: سلمان الشعشاع - دبي

أكدت المخرجة منال علي بن عمرو، التي انتهت قبل أيام من تصوير فيلمها الجديد «من أجندة الخيانة»، أنها ستشارك في الدورة الأولى من مهرجان الخليج السينمائي، الذي ينطلق في دبي في الفترة من 12 إلى 17 أبريل المقبل. 

 

وأشارت بن عمرو إلى أن فيلمها الجديد، وهو من بطولة حسين جواد وعذاري، وحسن بلهون، سيناريو ممدوح رزق ومنال بن عمرو، وأنتجته مجموعة دبي للأفلام، يعد «تجربة جديدة من حيث زاوية الطرح والتناول»، والنهاية أيضا، إلى جانب التركيز على عناصر أخرى من شأنها إفساح المجال أمام المتلقي للتفاعل مع شخصيات الفيلم. مبينة أهمية استمرار التجارب السينمائية، «التي أسست لجيل من السينمائيين الإماراتيين». 


نهاية مفتوحة
يروي الفيلم القصير، خيانة مزدوجة بين امرأة ورجل بلا أسماء، تربطهما علاقة خاصة غير واضحة، إلا أن المصادفة تكشف عن قناع كل منهما أمام الآخر، لتتوقف دقائق الفيلم على نهاية مفتوحة تجمع خائنين وقاتلين وضحيتين، برعاية «الشيطان»، الذي وظفت بن عمرو دوره في الفيلم على أنه الراعي الحصري للآثام التي يرتكبها الإنسان، مروراً بانفعالات كل منهما لاكتشافه خيانة الآخر، والتي تجسدها بن عمرو، في لمحات تختصر الكثير من الأحاسيس الصادقة والمزيفة، التي تسيطر على كل من الرجل والمرأة في مثل هذه الحالات. 


حول هذه التجربة قالت بن عمرو «هي قراءة فنية موازية لتبعات فعل الخيانة، إلا أنني فضلت إدخال عناصر لها علاقة بالأسباب، التي لا تصل بالمشاهد إلى نتيجة أنا أريدها، لذلك تركت المساحة الأرحب للمشاهد، للمشاركة في الحالة الإنسانية والفنية، ولصياغة الفعل». وعن أهمية مثل هذا الطرح، خصوصاً وأن الفيلم من فئة الأفلام القصيرة، قالت «أعتقد أن ما يميز الفيلم، مناقشته قضية إنسانية تشغل وتقلق حياة الكثير من الناس، إلا أن الجديد في هذه المعالجة، هو التركيز على سؤال (مَن يخون مَن)، إلى جانب تركيزي على دور الشيطان في المآسي التي تُحيق بالبشر، إلى جانب  التركيز على عدد من الزوايا التي سيلحظها المشاهد».

 

وحول فريق العمل، أعربت بن عمرو التي سبق وأخرجت فيلمين تجريبيين هما «الحذاء»، و«وجه عالق»، وفازت بجائزة أفضل موهبة إماراتية في «مسابقة أفلام من الإمارات»، المقدمة من مهرجان دبي السينمائي الدولي 2007، عن سعادتها بتعاونها مع هذا الفريق، «الذي أبدى تعاوناً وتفانياً» في العمل، مشيرة إلى «الدعم المعنوي والمادي» الذي قدمته مجموعة دبي للأفلام، التي أنتجت العمل، كذلك السيناريست ممدوح رزق، الذي تقبل فكرة مشاركة بن عمرو في الصياغة النهائية للسيناريو، وقالت «قدم فريق العمل ومجموعة دبي للأفلام جهوداً كبيرة لإنجاح هذا الفيلم، ما يعني أننا أمام مرحلة جديدة وجدية لإنتاج سلسلة من الأفلام».  


البساطة المؤثرة 
وأعرب بطل الفيلم الفنان حسين جواد عن أمله بأن يقدم هذا العمل معالجة مختلفة لقضية مهمة يترتب عليها الكثير من الآلام والقرارات التي تغير حياة الفرد، مؤكداً أن قبوله تمثيل دور الشيطان، هو إشارة للشر الذي تتضاعف قوته وتبعاته نتيجة أفعال البشر السلبية، مشيراً إلى تعاون المخرجة منال بن عمرو التي منحته الكثير من الراحة لتقديم دور مميز، وقال «كشفت هذه التجربة الأولى لي في فيلم روائي قصير، عن عالم السينما الذي يحتاج إلى البساطة المؤثرة، بعيداً عن المبالغة والانفعال، لذلك أعتقد أنني استفدت كثيراً من هذه المشاركة، كما استفدت من منال بن عمرو التي أبدت تعاوناً غير محدود لإنجاح الدور والعمل».


عذاري بلا اسم
ترى بطلة العمل عذاري التي تقوم بدور شخصية لا تحمل اسماً، وهو تأكيد لرؤية المخرجة على عمومية الحالة، أن الفيلم يقدم معالجة مفتوحة للتبعات التي تنتج عن الخيانة، والتي يتعرض لها عدد كبير من الناس، مشيرة إلى أن قصر مدة الفيلم تطلبت منها وفريق العمل بذل «جهود كبيرة، لتوصيل الحالة»، وقالت «شاركت من قبل في خمسة أفلام، إلا أن هذا الفيلم تطلب مني بذل جهد أكثر، بحيث كان العمل متعباً».