Emarat Alyoum

«النمرود» تفتتح أيام الشارقة المسرحي

التاريخ:: 26 فبراير 2008
المصدر: محمد السمهوري - الشارقة

 

تفتتح الدورة الثامنة عشرة لايام الشارقة المسرحية بمسرحية «النمرود» في 17 مارس المقبل، وهي من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى، حاكم الشارقة، وانتاج مسرح الشارقة الوطني، واخراج التونسي المنصف السويسي، بمشاركة 30 ممثلا، وبكلفة وصلت الى مليون و600 الف درهم. وتعد المسرحية الخامسة لحاكم الشارقة والتي يتناول فيها احداثا تاريخية برؤية معاصرة. 


وفي مؤتمر صحافي عقد، صباح امس، في دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة،  قال المخرج السويسي الذي عمل في مسرح الامارات بداية الثمانينات وعاد لاخراج مسرحية «النمرود» ان «المسرح مسؤولية مجتمعية، والاعلام له دور اساسي في تنمية ودعم المسرح، وانا سعيد بعودتي الى الامارات، فقد عملت على اخراج هذا العمل المسرحي لرجل احب المسرح ودعم المسرحيين العرب، وهو من الحكام القلة الذين يهتمون ويدعمون المسرح».

 

واضاف السويسي ان «دعم المسرح ركيزة اساسية في التنمية»، مشيرا الى ان مسرحية «النمرود» جديدة عليه وعلى كاتبها، «فهذا العمل مختلف عن الاعمال التي كتبها حاكم الشارقة، حيث كتب بطريقة ايحائية، لربط الماضي بالحاضر والمستقبل من خلال علاقة عضوية وجدلية».

 

واوضح «في هذا العمل المسرحي اشتغلت على الواقعية الفنية الجمالية، حيث ينطلق العمل من صياغة فنية للواقع. وكنت في هذه المسرحية صارما مع الممثلين والتقنيين، لصعوبة النص، وخوفي وقلقي، اذ اود ان يخرج العمل على اكمل وجه، حيث كانت التدريبات الجسدية قاسية، فهذا النص يمتاز بالجانب البصري، وهو نص قليل الكلام، ليست الكلمة هي الاولى والاخيرة في المسرح، بل ما تشاهده العين».

 

وعن عدم وجود شخصية نسائية في العمل، اجاب السويسي «لم نر ضرورة لوجود شخصية نسائية. وكنت اود ان تكون، الا ان المخرج يلتزم النص، فقد قلصت عدد الشخصيات من 200 شخصية الى 30 شخصية، وسيقوم الممثلون باداء اكثر من دور في هذا العمل، مستخدمين الاقنعة والاكسسوارات، ويقع هذا العمل ضمن المسرح التجريبي».

 

من جانبه قال بطل العمل والمشرف العام، احمد الجسمي، «تمت الاستعانة بـ 30 ممثلا، من ضمنهم 12 فردا من عناصر مدرسة تدريب الشرطة في الشارقة، الى جانب الميزانية التي وضعت وهي مليون و600 الف درهم، بدعم من صاحب السمو حاكم الشارقة، ودائرة الثقافة والاعلام».

 

وقال الفنان ومساعد المشرف العام على العمل، محمد عبدالله العلي، « ما لم نلتفت الى واقعنا وحاضرنا ونفكر في مستقبلنا ونحصن انفسنا واجيالنا القادمة بالعلم والعمل الجاد والمحافظة على القيم والعقيدة والارث العظيم لماضي الامة ومجدها التليد، فان وضعنا سيظل قاتما وحياة معتمة سوف تحياها الامة وسط تحديات وتكالبات وصراعات اقليمية ودولية لا تحمد عقباها».

 

واكد الفنان العلي ان مسرحية «النمرود» التي ستعرض في افتتاح الدورة الثامنة عشرة لايام الشارقة المسرحية هي «حلقة في سلسلة كتابات حاكم الشارقة المسرحية التي تسبر اغوار الماضي، وصولا الى حالات مشابهة وصور متطابقة في الحاضر والمستقبل».  
 
 
 

إبراهيم والنمرود   

وزعت على الصحافيين في المؤتمر الصحافي اجابة صاحب السمو حاكم الشارقة، مؤلف مسرحية «النمرود»، عن سؤال: «ما علاقة النبي ابراهيم، بالنمرود؟» وجاء في جواب سموه «بالرجوع الى التاريخ القديم في كتب التوراة والاناجيل يتبين انه «بالاطلاع على تلك الفترة من التاريخ في الاناجيل وخاصة في كتاب جينسيس ففي الفصل العاشر يذكر ان لنوح عليه السلام ولدان هما «سام» و«حام» فمن اولاد «حام» كنعان وهو والد «النمرود» وقيل «كوش» لكن كوش هو اخ للنمرود، وهم الحاميون وفي كتاب «جينسيس» نفسه في الفصل الحادي عشر يذكر ان سيدنا ابراهيم من ذرية «سام» وهم ساميون، وترتيبهم كما يلي: ارفخشيد ابن سام، شالح وهو ابن ارفخشيد، ايبر وهو ابن شالح، بليج وهو ابن ايبر، رو وهو ابن بليج، سيروج وهو ابن رو، ناحور وهو ابن سيروج، آزر وهو ابن ناحور، ابراهيم وهو ابن آزر. ما ذكر  جاء في التوراة كذلك».


واضاف سموه «جاء في كتاب «جوبليز» (تاريخ اليهود، كتب في القرن الاول قبل الميلاد، وهو من الكتب المعتبرة لدى اليهود) حيث يذكر ان النمرود هو والد «أزوراد» زوجة «ايبر» بن «شالح» وهي والدة «بليج». وهنا يضع الكتاب ابراهيم من احفاد «النمرود» وبفارق خمسة اجيال».

 

واوضح سموه ان «كتاب السجل (مخطوط وجد في سينا، كتب في القرن الاول الميلادي) يذكر ان فترة النمرود هي فترة «شالح» نفسها، حيث ابنة النمرود يتزوجها ابن «شالح» وهي كما ذكر في المسرحية».


وحول ذكر ابراهيم مع النمرود، اوضح صاحب السمو حاكم الشارقة انه «بالاطلاع على كتاب «هاغادا» الذي كتب على يد مجموعة من اليهود في القرن الثالث الميلادي، ذكر احدهم ان سيدنا ابراهيم قابل النمرود، دون الرجوع الى مصادر التاريخ من التوراة والاناجيل».


واضاف: في «البداية والنهاية في التاريخ» ذكر المؤرخ عماد الدين ابي الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير مناظرة ابراهيم الخليل على انها مع النمرود، واعتمد على انها من قول المفسرين وغيرهم، وذكر ما قاله قتادة والسدي ومحمد بن اسحق، بان المناظرة بين سيدنا ابراهيم والنمرود. وفي «الكامل في التاريخ» ذكر عز الدين ابي الحسن علي بن ابي الكرم الشيباني المعروف بابن الاثير انه استقى معلوماته عن مناظرة النمرود وسيدنا ابراهيم عن طريق زيد بن أسلم، وقال بعدها: قال جماعة، وذكر بعضهم. وفي تاريخ الطبري «تاريخ الرسل والملوك» لابي جعفر محمد بن جرير الطبري، يذكر المؤلف تلك المناظرة. كذلك ذكرت المناظرة في الاخبار الطوال لابي حنيفة احمد بن داود الدينوري، وفي «كنز الدرر وجامع الغرر» لابي بكر عبدالله بن ايبك الدواداري. وفي اعتقادي انها خرافة تناقلها الناس دون تحقيق لمصادر التاريخ، وزج تلك الروايات في تفسير آيات القرآن الكريم.