Emarat Alyoum

خيول عالمية تصهل في «صراع على الرمال»

التاريخ:: 26 فبراير 2008
المصدر: دبي ــ الإمارات اليوم
 
يشكل إنتاج المسلسل البدوي «صراع على الرمال» انعطافة مهمة في الدراما التلفزيونية العربية، وهو يمضي قُدماً باتجاه كسر أشكال وصيغ نمطية قدمت من خلالها أعمال مشابهة.

ويتميز العمل بتأليفه وإخراجه وممثليه، في دراما بدوية تنتمي تاريخياً إلى مطلع القرن الـ19، إذ رسمت خريطة أحداثها من خيال وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. 


ويدهش المرء الذي يصل إلى أرض معارك «صراع على الرمال» جنوب مدينة مراكش في المغرب، بعدما تم تصوير مراحل منه في دبي وسورية، بأنه في هذه المنطقة تم تصوير فيلم «بابل» وإلى جانبها تم تصوير فيلم «الإسكندر الأكبر». 


كما يضم العمل أهم أربعة أحصنة، فمن فيلم «المصارع»  Gladiator يشارك حصان من أندر أنواع الخيول في العالم وأقواها، ومن فيلم «الساموراي الأخير» Last samurai  يشارك حصان توم كروز الذي كان أحد عناصر نجاح هذا الفيلم. أما الفنان غسان مسعود فعندما انتهى من تصوير شخصية صلاح الدين في فيلمه «مملكة السماء» Kingdom of Heaven قال «إنني مدين بحب كبير للحصان الذي رافقني في هذا الفيلم الكبير». 


دهشة
في «صراع على الرمال» اجتمعت كل هذه الخيول دفعة واحدة. يقول الخبير الإسباني الشهير ريكاردو كروز، صديق النجوم، ومدرب هذه الخيول، إضافة إلى أنه صاحب أهم اسطبلات الخيول في أوروبا، «للمرة الأولى تجتمع خيرة خيولي في عمل واحد. لقد دفعت بها في معارك كبيرة، وكنت إلى جانبها وهي تؤدي لقطات حرجة، إن هذا متعب ومكلف في آن معاً، ولا أعتقد أن جهة إنتاج قادرة على تحمل النفقات»، مضيفاً «لم أكن أعلم أن العرب لديهم خبرة في قيادة المعارك والأعمال الفنية الراقية كالتي يجري تصويرها هنا. لقد سمعت عن تميّز صناعة الأعمال التلفزيونية، وحقيقة لمست هذا على أرض الواقع ولمست ضخامة في الإنتاج، ما يجعل من هذا العمل عالمياً بكل معنى الكلمة، إذ يقدم الإنتاج الكثير من أجل الحصول على صناعة تلفزيونية راقية»، معبراً عن سعادته «لمشاركة أهم خيولي وفرساني في هذا العمل».  


يشرف ريكاردو على تدريب الخيول، وهو يمتلك في اسطبلاته التي تجمع أهم الخيول في العالم ما يزيد على 150 حصاناً مدرباً تدريباً تقنياً على خوض المعارك، منها 40 حصاناً شاركت في أعمال سينمائية عالمية، وحينما يحكي ريكاردو عن أهم أربعة أحصنة مشاركة في «صراع على الرمال» يبدو وكأنه يحكي عن أولاده في هذه المهنة التي ورثها عن والده صاحب أكبر اسطبلات في اسبانيا خصوصاً وأوروبا عموماً.


وإذا كان للحصان عمر معين في تقديم أفضل المهمات منه إلا أن المدرب الإسباني ريكاردو يؤكد أن الاهتمام والرعاية قادران على تحقيق صداقة نوعية مع الحصان، هذا الحيوان الوفي، والحصول على أفضل النتائج منه، مشيراً إلى أن هناك أجيالاً أخرى تدرب تدريباً مدروساً من أجل استمرار المحافظة على تألق اسطبلاته على نطاق عالمي. 

معظم الخيول الموجودة لديه ربيت على يديه في اسطبلاته، ولا يرغب هذا المدرب في التخلص منها وفق الطريقة القاسية  التقليدية عندما تكبر وتصبح غير قادرة على إنجاز المهمات المطلوبة منها، بل غالباً ما يكون بانتظار المتقاعدة منها بيوت خاصة بها، حيث تلقى كل الرعاية والاهتمام حتى آخر يوم في حياتها تقديراً لما قدمته في السابق. وهي خلال عملها يجري الاهتمام بها بعناية، فتأمين تنقلاتها من مكان إلى آخر باهظ للغاية، وطعامها مختار بعناية ومكلف أيضاً، وهناك طبيب مرافق لها يجري عليها الفحوصات الدورية كي تبقى بكامل عطائها وهي تنقل بعربات خاصة بين الدول لإنجاز المهمات المطلوبة منها في المعارك الحربية المتنوعة.


 صيغة جديدة
على الرغم من تواضع مستوى المعارك في المسلسلات التاريخية العربية، عموماً، إلا أن المخرج الفنان حاتم علي، استطاع أن يحقق إقناعاً بمعارك الفتوحات العربية التي قدمها من خلال أعماله السابقة مثل «الزير سالم» و«صلاح الدين» و«صقر قريش» وغيرها من الأعمال الأخرى التي أسست لصيغة مغايرة في التعاطي مع عنصر الإقناع الفني بأن ما يقدم على الشاشة هو معركة حقيقية. 


وفي هذا السياق، لعل الأهم في مسلسل «صراع على الرمال» الذي يعتبر الأضخم في تاريخ الدراما التلفزيونية العربية - على الإطلاق- هو الاعتماد على طاقم مدرب من الفرسان والخيول، وهنا يوضح حاتم علي «إنني أتعامل مع أمهر الطاقات العالمية في هذا المجال، وهذا يمهد لصيغة جديدة في التعاطي مع المعركة في العمل التاريخي، لدرجة أن المشاهد سيدهش من وقوع الفارس مع الحصان ثم نهوضهما ثانية، وســـيكـــون أمام دهشة أكبر عندما تخرج الخيول وقد امتطاها الفرسان من حفر مغطاة بالرمل لمفاجأة العدو».

 

نخبة من الممثلين  

«صراع على الرمال» مسلسل بدوي تاريخي جرى تصويره في الإمارات وسورية والمغرب، وهو من إخراج حاتم علي، والسيناريو والحوار للكاتب هاني السعدي، وبطولة تيم حسن وصبا مبارك وعبدالمنعم عمايري وباسل خياط، بالاشتراك مع منى واصف وطلحت حمدي وحسن عويتي وعبدالرحمن أبو القاسم وزيناتي قدسية ونضال نجم ورنا جمول وقمر خلف ورنا أبيض وأناهيد فياض وناديا عودة، ومن المغرب محمد مفتاح.  كما تجتمع نخبة من الفنانين العرب في المجالات الفنية الأخرى، فيقوم طارق الناصر بالتأليف الموسيقي، وأحمد إبراهيم أحمد ونزار واوية بالتصوير، وأمين السيد بتصميم الملابس، وناصر الجليلي بالديكور، وعصام صيداوي بالمونتاج، ومحسن موسوي بالمكياج، والهادي قرنيط في إدارة الإنتاج. وتم تحويل العمل إلى اللهجة المحلية مع الفنان هشام كفارنة.