Emarat Alyoum

من المجالس

التاريخ:: 26 فبراير 2008
المصدر: عادل الراشد

  
تسارعت وتيرة التغيّرات الاجتماعية لدولة الإمارات، وسائر دول الخليج، وبشكل أدى، حسب رأي الاجتماعيين، الى حرق المراحل والقفز من واقع الى واقع مختلف دون المرور بمحطات في الطريق. وازدادت سرعة هذه التغيرات في السنين الأخيرة بشكل جعل من المراحل كلمة قديمة، يفترض أن يبحث علماء الاجتماع عن مصطلح بديل يتناسب وحجم حالة القفز المتواصل الذي تشهده مجتمعاتنا.

 

هذه الحركة سائرة، وربما بمفاهيم جديدة ومختلفة، ولا يمكن وقفها أو حتى تعطيلها، وترك الأمور لمصيرها يعرض المجتمع للكثير من الأخطار الاجتماعية والثقافية التي ربما تخرج عن حدود السيطرة، فتصبح معها الكثير من الثوابت المجتمعية والثقافية متحركات قابلة للتغير وربما للزوال، الامر الذي سينعكس سلبا وبشكل حاد على مستوى التوازن داخل المجتمع، وكذلك في نفوس الافراد.


تغيرات سريعة في نمط التفكير، تغيرات في الملبس، في المأكل، في طريقة الكلام، في المسموح والممنوع، في تفسير المفاهيم، في العلاقات، في الأوقات، في بناء الأسرة، في التسوّق، في الدراسة، في العمل ،في ثقافة الاستهلاك، في ثقافة الاستعمال، في الاعتماد على النفس، والاعتماد على الآخرين. كل هذه وغيرها تعرضت وتتعرض لتغيّرات وتحولات تسابق الزمن فتسبقه، وهي متروكة لمصيرها تُحدث في المجتمع ما تريد، دون أن تواجه بعمل مؤسسي يعمل على وضعها ـ قدر المستطاع ـ في اطارها، ويوجه الى حد ما حركتها، لتحدث بأقل قدر من الخسائر.


ووسط كل هذا الحراك السريع للغاية، وهذه التغيّرات، وهذه الحاجة، لا نزال نُعرض عن العلوم الانسانية الخاصة بهندسة الانسان والمجتمع، ونعدّ دارسي هذه العلوم من المنبوذين الذين لا مكان لهم في سوق العمل، ونرى المستقبل بعيون عوراء لا ترى إلا الأجهزة وتقنية الالكترونيات مجالا لملاحقة التقدم.