Emarat Alyoum

أطول سلسلة بشرية فلسطينية تدعو لكسر الحصار عن غزة

التاريخ:: 26 فبراير 2008
المصدر: زهير دولة - وكالات غزة

انطلقت السلسلة البشرية التي تنظمها اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار صباح امس والممتدة من مدينة رفح جنوب قطاع غزة باتجاه معبر بيت حانون شمالا، وذلك رفضاً للحصار المفروض على المدينة منذ تسعة أشهر.
 
فيما استعدت اسرائيل بآلياتها العسكرية ودباباتها التي جلبتها الى منطقة الحدود مع الفلسطينيين تحسبا لوقوع اقتحام شعبي للمنطقة كما حدث مع مصر قبل اسابيع قليلة.

تفصيلا، رفع المتظاهرون المشاركون في اطول سلسلة بشرية امتدت من جنوب الى شمال قطاع غزة امس احتجاجا على وضع الحصار القائم منذ اشهر عدة، لافتات رافضة للحصار تحمل عبارات مثل «ارفعوا عنا الحصار» و«لا لحصار غزة» و«اين حكام العرب والمسلمين، اغيثوا غزة».
 
وعلى الرغم من تساقط الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، خرج الرجال والشباب والأطفال والنساء من منازلهم منذ ساعات الصباح الأولى، وانتشروا على طول شارع صلاح الدين الممتد من جنوب القطاع إلى شماله، وتشابكت الأيادي لتشكل سلسلة بشرية متماسكة، دليلا على مواجهتهم ورفضهم للحصار الإسرائيلي، الذي حصد أرواح المرضى والمواطنين، ومنع دخول الغذاء والدواء، والوقود، وكل المستلزمات الضرورية للحياة.
 
ورفع المواطنون، اطفالا وطلاب مدارس، العلم الفلسطيني والرايات الرافضة والمنددة بحصار غزة، وهتف المشاركون بضرورة كسر الحصار، مطالبين العالم بالتحرك لإغاثة أهالي غزة. وقدر مراقبون بمشاركة ما يقارب 50 ألف امرأة وطفل، تشمل طلبة المدارس الذين خرجوا للاصطفاف في السلسلة البشرية، هذا بعيدا عن الرجال الذين قدر عددهم بالآلاف  أيضا.
 
ونظمت التظاهرة اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار برئاسة النائب الفلسطيني المستقل جمال الخضري، الذي اكد ان اللجنة تنظم من خلال هذه الفعالية «اطول سلسلة بشرية بمشاركة اربعين الف طفل تمتد من رفح (جنوب قطاع غزة) حتى معبر بيت حانون»، ونفى الخضري، بأن يكون هدف السلسة البشرية هو اقتحام الحدود مع اسرائيل، مؤكدا :« ان المشاركين لن يقتحموا الحدود، والمسيرة شعبية، ولن يحرف مسارها مزاعم الاحتلال بأن هناك نية لاقتحام الحدود».وأضاف قائلا«إن هذه الفعالية ضمن سلسلة فعاليات مستمرة في الداخل والخارج، ضد الحصار، بهدف إيصال رسالة واحدة وهي ضرورة فك الحصار».
 
وقال الناطق الإعلامي للجنة رامي عبدو في تصريح صحافي إن هذه الفعالية تأتي استمرارا للفعاليات التي بدأتها اللجنة منذ فترة لإنهاء الحصار المفروض على القطاع، موضحا أن العديد من الجهات والفعاليات الوطنية والشعبية والمدارس والوزارات والجامعات تشارك في السلسلة البشرية.
 
وأضاف عبدو أن هناك مشاركة كبيرة من الموطنين قائلا: نحن ذهلنا من هذه المشاركة الواسعة التي لم نتوقع أن تصل إلى هذا الحد». وشدد عبدو على أن اللجنة تقوم فقط بإجراءات أو فعاليات سلمية تهدف إلى إبراز صورة معاناة أهالي القطاع. في هذا الوقت تشدد قوات الاحتلال من اجراءاتها في محيط القطاع، اذ نشرت 6500 جندي على طول الحدود مع المدينة، في محاولة لمنع اختراق الفلسطينيين للحدود باتجاه اسرائيل.
 
وافاد صوت اسرائيل باللغة العربية أنه تم الإيعاز إلى قوات الجيش بعدم اللجوء إلى وسائل فتاكة عند التصدي لأي محاولات لاختراق حدود غزة. وأكد أن قائد اللواء الجنوبي للشرطة الميجر جنرال أوري بارليف ترأس صباح امس جلسة مشاورات لتقييم الأوضاع، حيث تقرر إنشاء ثلاث مقار قيادة أمامية للتعاطي مع أي طارئ على حدود غزة، ولم يطرأ تغيير على أوامر فتح النار.
 
من جهه اخرى اخترق الجيش الاسرائيلي امس بث احدى الاذاعات المحلية في قطاع غزة وأخذ بتوجيه تحذيرات لسكان القطاع من امكانية الوصول الى الحدود. وقال ناطق باسمه في نداءات عبر تلك الموجات «ان بعض المنظمات تحاول استغلال المواطنين كدروع بشرية وهو ما لا يسمح به الجيش الاسرائيلي». في ذات الاطار أعلنت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة جاهزيتها الكاملة لتوفير الأمن لجميع المشاركين في فعاليات «أطول سلسلة بشرية في العالم».
 
ودعت الوزارة المقالة جميع أطياف وفصائل الشعب الفلسطيني للمشاركة في هذه السلسلة البشرية لكسر الحصار. وعلى سياق متصل، قالت الحكومة المقالة «إن السلسلة البشرية رسالة واضحة لكل الجهات، ان الشعب الفلسطيني لن يصبر طويلاً صامتاً أمام من يحاصرونه.
 
وان هذا الحصار سينقلب نقمة على الجهات التي تفرضه». وأشاد الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو في بيان بجماهير الشعب الفلسطيني التي خرجت ولبت نداء الحكومة المقالة ممثلة بوزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم بالتعاون مع اللجنة الشعبية لكسر الحصار.
 
ورأى النونو أن المشاركة الجماهيرية الواسعة في فعالية امس تشير الى ازدياد الالتفاف حول قيادة إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال الذي يعمل« ليل نهار» من اجل إنهاء الحصار.
 
الى ذلك، ذكرت مصادر طبية وشهود عيان فلسطينيون ان صبيين فلسطينيين اصيبا قرب معبر بيت حانون برصاص الجيش الاسرائيلي الذي اعتقل عشرات الشبان الفلسطينيين. وقال المصدر الطبي «اصيب صبيان قرب معبر بيت حانون (ايريز) برصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي ونقل الجريحان الى المستشفى للعلاج، حيث حالة احدهما خطرة».
 
وذكر شهود العيان ان القوات الاسرائيلية اعتقلت نحو خمسين من الشبان والصبية الذين اقتربوا من نقطة عبور «ايريز»، حيث وقعت مواجهات بين العشرات من راشقي الحجارة الذين شاركوا في السلسلة البشرية والجنود الاسرائيليين.

 قالوا في الحصار 

إيهاب السرسك، الذي شارك في السلسلة البشرية في منطقة حي الشجاعية علق بالقول: «اليوم نخرج من منازلنا على حدود القطاع لمواجهة جنود الاحتلال الذين يحاصروننا، لنريهم حجم قوتنا وتماسكنا».
 
وأضاف: «لقد حرمنا الاحتلال من الغذاء والوقود، وحرم المرضى من الدواء والعلاج، وحرم الأطفال من الحليب، فاليوم نحن نخرج لنناشد العالم من أجل التحرك لفك الحصار، وإغاثة غزة».  رفعت الطالبة إيمان عبد، 15 عاما، شعارا  يقول: «أيها المسلمون، يا أصحاب الضمائر الحية التعليم في خطر». وقالت: «إن الحصار يدمر حياتنا كطلبة، حيث انه يمنع دخول الأدوات الضرورية للتعليم، كما أنه يغلق المعابر في وجه القطاع أمام كل المواد الضرورية».
 
من جهته قال الشاب أيمن الشامي: «لقد خرجت اليوم أنا وغيري من المواطنين لنوصل للعالم رسالة تطالبهم بتحريك ضمائرهم لكسر الحصار، فأطفال فلسطين يحرمون من الغذاء والدواء والحليب، وغزة تحرم من أبسط حقوق الحياة الكريمة».

 4 شهداء في القطاع 

شيعت جماهير مدن غزة وخانيونس ورفح ظهر امس، جثامين أربعة شهداء ينتمون إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام وألوية الناصر صلاح الدين، سقطوا فجر امس في غارات إسرائيلية على القطاع وتوغل شرق مدينة رفح. فقد انطلق موكب تشييع الشهيد حسام أبو هين من مستشفى الشفاء بمدينة غزة إلى منزل ذويه لإلقاء نظرة الوداع عليه، ومن ثم أداء صلاة الجنازة ومواراة جثمانه الثرى بمقبرة المدينة.
 
كما انطلق موكب تشييع الشهيدين هاني أبو صلاح وثائر مصبح من كتائب القسام من مستشفى ناصر بمدينة خانيونس إلى منزلي ذويهما لإلقاء نظرة الوداع عليهما ومن ثم موراتهما الثرى.

وشيعت جماهير مدينة رفح ظهر امس جثمان الشهيد مدحت عايش عواد، 21 عاما، احد عناصر ألوية الناصر صلاح الدين.
 
وندد المشاركون في التشييع بالجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ورجال المقاومة مطالبين الفصائل بالرد على تلك الجرائم. وفي القدس المحتلة، اكد الجيش الاسرائيلي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس شن الهجومين.
 
وزعم المتحدث باسمه ان «الهجومين استهدفا رجالا مسلحين وقد اصيبوا في الحالتين». على صعيد متصل، اصيب طفل اسرائيلي امس بجروح اثر تعرضه لقذيفة اطلقت من قطاع غزة سقطت في مدينة سديروت جنوب اسرائيل، وفق ما علم من مصدر امني.