Emarat Alyoum

الأوسكار.. كافأ «الدم» وانتـصر للتمثيل الأوروبي

التاريخ:: 26 فبراير 2008
المصدر: زياد عبدالله -دبي
 
القبلة التي طبعها دانيال داي لويس على خد جورج كلوني، وهو في طريقه لتسلم الأوسكار، قالت الكثير، لا بل لنا أن نقوّلها، فمن شاهد دور كلوني في «مايكل كلايتون»

لابد أنه قال بينه وبين نفسه، يا له من دور ليس له أن يكافأ بأقل من أوسكار، لكن وللأسف فإن هذا الانطباع سيتغير مع مشاهدة دانيال لويس وهو يجسد شخصية دانيال بليفيو  في فيلم «سيكون هناك دم»،

ولعل ما يتبادر إلى الذهن سيكون على شيء من: «فعلها اللعين لويس، وها هو يسرق الأوسكار من كلوني»، أداء مجنون، قمة في الجشع والغموض، شخصية مظلمة تقدّس البغض، ولا تعرف أن تتبادل مع البشر إلا الكره، الشخصية التي قدمها لويس سوداء بلون النفط ومضيئة بأدائه المدهش.
 
لويس قال لهلين ميرن التي سلمته الأوسكار «ربما هذه فرصتي الوحيدة للحصول على وسام من ملكة»، ملكة توجت عن دورها في فيلم «الملكة» العام الماضي، حين تماهت تماما مع إليزابيث، مثلها مثل الفرنسية ماريون كوتيار التي توجت أول من أمس بأوسكار أفضل ممثلة عن دور رئيس، عن انصهارها تماما في شخصية المغنية الفرنسية الأسطورية أديث بياف وآلامها العجيبة.

تلعثمت كوتيار على منصة التتويج، كان هذا طبيعياً، مادامت دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، لتكون المرة الأولى منذ سيمون سينيوريه عام 1960 التي تفوز فيها ممثلة فرنسية، كما أنها ومن جانب آخر حصلت على الأوسكار من أول ترشيح ، لا بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى أن تسلمها الأوسكار جعلنا نرى كوتيار، وليس أديث بياف، فهي وكما ظهرت في الفيلم بياف، وبياف هي كوتيار.
 
وكما درجت العادة، فإن فورست ويتاكر الفائز بأوسكار أفضل ممثل العام الماضي عن تجسيده شخصية الجنرال عيدي أمين، سلم كوتيار الجائزة بعد عناق طويل أتبعته بشكر مخرج «لاموم» أوليفيه دهان «شكرا أوليفيه، لقد قلبت حياتي رأسا على عقب».
 
وأضافت بقدر كبير من التأثر «لا أجد الكلام.. شكرا للحياة على نعمها، شكرا للحب، وهذه المدينة المسكونة بالملائكة». فيلم «تعويض» لم يحصل على ما يليق به، على تأكيد ذلك،
 
فهذا الفيلم كان يستحق أكثر من أوسكار أفضل موسيقى تصويرية، بينما وكما يبدو فإن أعضاء الأكاديمية الذين صوتوا على الجوائز الـ24 انحازوا للدم، وللعنف، ولرؤية فيلم الأخوين كوين «لا بلد للمسنين» الذي يمرّ زمنه فيتسع ويفيض نهر الدم، والقاتل ناج دائما،

والانتصار للشر الذي يأتي من تاريخ أميركي ـ كما يقول توم لي جونز في الفيلم ـ طويل وموغل القدم. يبدو أن المقولة الاجتماعية لفيلم «لا بلد للمسنين» ستبقى مغمورة بإيقاع التشويق الذي حمله، والذي يبتعد عن فيلم «تعويض» لجو رايت المظلوم،
 
القريب من الملاحم السينمائية، كونه مأخوذا عن رواية ايان ماكوين. شيء آخر يسترعي الانتباه في توزيع الجوائز أول من أمس، ألا وهو طغيان الأوروبيين وسطوتهم، ولعل المرور على أسماء الممثلين الفائزيين بجوائز التمثيل ستجعلنا نتأكد من ذلك،
 
فدانيال لويس ايرلندي، وكوتيار فرنسية،وتيلدا سوينتون بريطانية، كونها الفائزة بأوسكار أفضل ممثلة في دور ثان في فيلم «مايكل كلايتون»، وخافيير بارديم إسباني، باعتباره الفائز بأوسكار أفضل ممثل في دور ثان في فيلم «لا بلد للمسنين».

يبقى أن نؤكد أن المنافسة هذا العام كانت طاحنة، بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وإن نجحت أغلب التوقعات في أن تتحقق، إلا أنها تركت حسرة على أفلام وممثلين كان لهم حظ كبير لو كانت المنافسة أقل
.