Emarat Alyoum

"عين الشمس" فيلم اشكالي يفضح حالة الفساد المتفشية في المجتمع المصري

التاريخ:: 25 فبراير 2008
المصدر: القاهرة - أ.ف.ب
يكشف فيلم "عين شمس" لابراهيم بطوطي الذي عرض مساء امس  في قاعة في مركز تاون هاوس وسط القاهرة بسبب عدم السماح بعرضه في دور العرض عن حالة الفساد وتفشيها في المجتمع المصري.

وقد اضطر المخرج الى عرض فيلمه الروائي الطويل في مركز ثقافي اهلي "بسبب عدم سماح الرقابة بعرضه كفيلم مصري لان السيناريو لم يعرض على الرقابة على المصنفات الفنية الى جانب عدم اخذه التصاريح اللازمة من وزارة الداخلية للتصوير في شوارع القاهرة" كما صرح لوكالة فرانس برس.

ويقول بطوطي لفرانس برس ان رئيس الرقابة على المصنفات الفنية اوضح ان "الفيلم يمكن ان يعرض داخل مصر في حالة اعتباره فيلما مغربيا على اساس ان المركز السينمائي المغربي مول بنسبة كبيرة تكلفة تحويل الفيلم من رقمي الى شريط سينمائي عادي".

واضاف "انا وزميلي في كتابة السيناريو المخرج تامر السعيد لم نكتب سيناريو بالمعنى الكلاسيكي الذي تطالب به الرقابة التي لم تطور قوانينها منذ الخمسينات ولم تواكب التطورات القائمة في صناعة السينما في العصر الحالي".

يصور الفيلم اوجه الفساد من خلال ايقاعات الحياة اليومية لسائق سيارة اجرة يكتشف ان ابنته الوحيدة الذكية الخفيفة الظل "شمس" مصابة بسرطان الدم. ويعرض من خلال عمل السائق الذي يعمل على سيارة اجرة بعد الظهر ولدي رجل اعمال في الصباح الكثير من العلاقات القائمة على الفساد في المجتمع المصري.

ويوضح المخرج "تعرضنا من خلال مرض شمس للاضطربات السياسية التي تمر فيها مصر وما تشهده من مظاهرات وتعرضنا للفساد السياسي من خلال وصول رجل فاسد الى البرلمان وللفساد الاقتصادي من خلال النصب على البنوك واخذ قروض بلا ضمانات حقيقية وللفساد الطبي من خلال صور معاناة المصابين في السرطان في معهد الاورام الى اخره".

وعن بداية الفيلم بمشاهد وثائقية لاشتباكات لرجال الامن المصري مع متظاهرين وبمشاهد لحالات الدمار في العراق والدبابات العراقية التي تم احراقها بقنابل اليورانيوم المخصب ما ادى الى زيادة كبيرة في اعداد مرضى السرطان يقول المخرج "شهدت الحروب العراقية الثلاث حيث قمت بتغطيتها كمصور حربي للتلفزيون وهي الحرب الايرانية العراقية والحرب العراقية الامريكية الاولى والثانية".

ويضيف "هذه الحرب الاخيرة هي التي جعلتني اتوقف عن المشاركة في تصوير الحروب لانني اكتشفت انها غير منطقية على الاطلاق ولم اجد لها منطقا يقنعني".

واوضح "عندما كنت اعبر نهر دجلة والجيش الامريكي مسيطرا على الجسور كان لدي شعور ان هذا المشهد يمكن ان يتكرر عندنا وان تاثير اليورانيوم المخصب على زيادة السرطان العراق شبيهه بتاثير الاسمدة المسرطنة والهواء والماء الملوث على معدل الاصابة به في مصر".

من جانبه اعتبر الناقد طارق الشناوي الذي حضر العرض ان "الايحاءات السياسة التي تضمنها الفيلم جاءت بهدوء دون ان يكون الصوت عاليا في الاداء وفي التعليق على حالات الفساد القائمة".

واوضح ان "الاداء الذي قام به ممثلون غير معروفين جاء مشبعا بروح الفيلم واضفى عليه صياغة مختلفة تضمنت تحررا من الشكل التقليدي مما اثرى القيمة الفكرية التي يقدمها".

كما اعتبر الشناوي ان "الصوت الخارجي المصاحب للفيلم يعود بنا الى سيرة الحكواتية في المقاهي مع الفارق بين التصوير بالكلمات والتصوير السينمائي. وكان هذا التدخل والصوت موفقا ضمن ايقاعات الفيلم".